تحقيقات وتقارير

توثيق | صاحب “الصورة الشهيرة” يروي تفاصيل تعذيبه

توثيق | صاحب “الصورة الشهيرة” يروي تفاصيل تعذيبه

“الأناضول”

المعتقل الغزي المفرج عنه، إبراهيم عاطف سالم: “لم تقتصر المعاناة على الأذى الجسدي فقط، بل كانت الإهانة وكان الخوف ما جعل كل لحظة تمر وكأنها أبدية من الألم والمعاناة”.

تحت التعذيب بالضرب المبرح إلى الصعق بالكهرباء إلى تركه عاريًا في غرف الصقيع، وبعد حوالي ثمانية أشهر قضاها في سجون إسرائيل، أفرجت سلطات الاحتلال عن صاحب “الصورة الشهيرة”، المعتقل الغزي، إبراهيم عاطف سالم، تاركة “أثرًا لا ينسى في نفسه”.

إبراهيم، المفرج عنه حديثًا، كشف في تصريحات للإعلام “بعض ما تعرض له” في المعتقلات الإسرائيلية، والتي شملت معتقل “سدي تيمان” حيث أمضى 52 يومًا مرّت عليه خلالها “أصناف فصول التعذيب”، بحسب وصفه لها.

ثمانية أشهر قضاها في السجون الإسرائيلية، لكنه يصف تلك الأيام الـ52 بأنها “الأكثر إيلامًا”، من حيث تجاوزها “التعذيب الجسدي” لتترك “أثرًا لا ينسى” في نفسه.

اعتقال وشبح وضرب

لم تكن تلك الأيام مجرد مرحلة عابرة في حياة إبراهيم، ويصفها في حديث لوكالة “الأناضول” بأنها “تجربة مليئة بأصناف من الإهانات والإساءات، والتعذيب الشديد، والشبح والضرب المستمرين، ما أنهك جسده يومًا بعد يوم”.

لم تقتصر المعاناة على الأذى الجسدي فقط، بل وكانت “الإهانة” وكان “الخوف” ما جعل كل لحظة تمر “وكأنها أبدية من الألم والمعاناة”.

بداية العذاب

جيش الاحتلال اعتقل سالم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، من مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، خلال عملياته البرية في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد كان “يرافق أطفاله المصابين” جراء قصف إسرائيلي استهدف منزله في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة.

المعتقل المُفرج عنه، إبراهيم، هو صاحب “الصورة الشهيرة” التي انتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من داخل معتقل “سدي تيمان”.

في تلك الصورة، ظهر واقفًا مغمض العينين، مكبّل اليدين، خلف قفص مليء بالأسلاك الشائكة، في مشهد يعكس حجم القسوة التي تعرض لها، والتي كانت عقابًا له من السجّان على موقف له يصفه بأنه “موقف يفتخر به”.

هذه الصورة، التي انتشرت بشكل واسع، كانت أكثر من مجرد لقطة عابرة، فقد مكنت ذويه من التأكد أنه “على قيد الحياة”، لتصبح بمثابة “نافذة أمل” لأهله الذين يعيشون وسط آلام الحرب وفقدان عدد من أفراد الأسرة جراء الحرب.

52 يومًا في سجن سدي تيمان

يشرح سالم “قصة الصورة” ويقول: “في أحد البركسات في معتقلات الاحتلال، توفي أحد الأطباء من غزة (لم يُذكر اسمه)، مما دفعني للصراخ اعتراضًا على ذلك. وتسببت صرخاتي عند سماع خبر وفاته في تعرضي للشبح والضرب لمدة ثلاثة أيام، كعقوبة”.

ويوضّح: “لم يكن بإمكان أحدنا التحرك أو الحديث أو شرب الماء في المعتقلات، وكانت الإهانة مستمرة، كانوا يبصقون علينا إذا طلبنا شرب الماء أو الذهاب إلى الحمام”.

ويضيف: “خلال فترة اعتقالي التي استمرت نحو 8 أشهر، قضيت منها 52 يومًا في سجن “سدي تيمان”، تعرضت خلالها للتحقيق 12 مرة، مصحوبة بالضرب والإهانة والشبح”.

ويتابع: تم نقلي إلى عدة سجون، منها النقب وعوفر ومجدو حيث تعرضت لدرجات حرارة منخفضة داخل غرف مغلقة بلا ملابس كما وتعرضت للصعق بالكهرباء في أماكن مختلفة من جسدي”.

ويتوقف إبراهيم عند “واقعة” اصطحابه إلى أحد الأنفاق التابعة للفصائل الفلسطينية على حدود مخيم البريج وسط القطاع، ومحاولة جنود الاحتلال إجباره على “دخول النفق” مع معدات مراقبة وروبوتات.

داخل النفق

يؤكد إبراهيم في حديثه لوكالة “الأناضول” أنه رفض التعاون والدخول إلى النفق، مما أدى إلى تعرضه لضرب شديد وإهانات.

ويقول: “كان الضرب موجهًا إلى مناطق الصدر ما أدى إلى كسره، بالإضافة إلى تكسير بعض الأسنان والضرب في منطقة الكلى، مما استدعى نقلي إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية”.

الإفراج عنه

“وعندما تم الإفراج عنا، تعرضت للضرب في منطقة العين طوال الطريق، وعند إطلاق سراحنا، مشينا مسافة طويلة وأُطلق علينا النار”.

المعتقل الغزي، إبراهيم عاطف سالم، أفرج عنه بمنطقة وسط قطاع غزة، وتوجه إلى مواصي خانيونس جنوب القطاع، حيث يعيش حاليًا في خيمة نزوح مع من بقي على قيد الحياة من أفراد أسرته وأقاربه، ولا يزال يعاني من آلام الكسور في عظامه، بالإضافة إلى آلام في كليته وتحتاج إلى رعاية طبية مستمرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب