تحقيقات وتقارير

ليبيا: حفتر بين ضغوط روسية وأمريكية وغربية في طريق اتخاذ قرار الهجوم على الجنوب الغربي

ليبيا: حفتر بين ضغوط روسية وأمريكية وغربية في طريق اتخاذ قرار الهجوم على الجنوب الغربي

نسرين سليمان

طرابلس ـ  تساؤلات عديدة تدور حول رغبة حفتر في السيطرة على الحدود الليبية مع الجزائر والتي تمثلها مدينة غدامس الليبية، بعد توارد أحاديث عن تحشيدات عسكرية تقترب منها ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية ومخاوف من عودة ليبيا إلى دائرة الصراعات المسلحة والحروب الطويلة بعد سنوات قصيرة من التهدئة.

ورغم أن التحشيدات والتحركات المشبوهة بدأت قبل وقت إلا أن الجدل بدأ مع إعلان قناة «ليبيا الأحرار» الخميس نقلا عن مصدر من رئاسة الأركان العامة أن «معاون رئيس الأركان الفريق صلاح النمروش أعطى تعليماته لوحدات الجيش برفع درجة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل» في الجنوب الغربي.
وقبل هذا التصريح وبشكل مثير للقلق، تحركت قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، نحو جنوب غربي البلاد، قابل التحرك تحشيدات من قوات في غرب البلاد تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها أمميا، وسط مخاوف محلية ودولية من عودة البلاد نحو مربع العنف المسلح.
حينها قالت مصادر إعلامية إن قوات حفتر تعتزم فعليا السيطرة على غدامس والمعابر الحدودية مع الجزائر، مشيرة إلى أن حفتر بدأ سيناريو الحرب المتوقعة عندما وجه وحداته العسكرية إلى مختلف مدن ومناطق جنوب غربي البلاد.
مخاوف الحرب المتوقعة بدأت من شرق البلاد الثلاثاء الماضي، عندما أعلنت رئاسة أركان القوات البرية بقوات الشرق الليبي، في بيان عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» عن «انتقال وحدات عسكرية إلى مختلف مدن ومناطق جنوب غربي البلاد» بتوجيهات من قائدها حفتر.
ووفق البيان، فإن هذا الخطوة تأتي «في إطار خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية للوطن، وتعزيز الأمن القومي للبلد واستقراره في هذه المناطق الحيوية، عبر تكثيف الدوريات الصحراوية والرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة».
وحسب مصادر محلية تخطط قوات حفتر لشن هجوم على المدينة من محورين، الأول من براك الشاطي، والثاني من الشويرف، وتشير ذات المصادر إلى أن عناصر تابعة لحفتر قامت بتجنيد أفارقة من هنجر الهجرة غير الشرعية في براك الشاطي، مقابل ألف دينار للشخص.
وقوات حفتر مدعومة من قوات الفيلق الروسي الأفريقي، وفق الاتفاق الذي تم بين الروس والجزائريين في اجتماع موسكو الذي عقد مؤخرا.

الحدود الليبية الجزائرية

وتشير مصادر مقربة من قيادة حفتر رفضت الكشف عن هويتها لدواع أمنية لـ«القدس العربي» أن الجانب الجزائري رافض تمامًا للطلب الروسي بالسماح لحفتر بالسيطرة على غدامس والحدود الليبية الجزائرية.
وتوضح المصادر بأن هناك ضغطاً شديداً يمارس على حفتر لتوسيع نفوذه في ليبيا من قبل روسيا، مع توغل عناصر الفيلق الأفريقي الخاص بها في المنطقة، وهو ما دفع حفتر إلى المناورة على طول الشريط الحدودي، وفي المناطق الجنوبية والتي وإن كان يسيطر عليها ظاهرياً إلا أنها تشهد فراغاً أمنياً واسعا.
ويعتبر معبر غدامس نقطة استراتيجية، وهو مغلق منذ العام 2011 وكان من المفترض أن يكون مفتوحا منذ العام الماضي بعد اتفاق بين الجزائر وطرابلس، لكنه بقي مغلقا رغم الاتفاق.
وتشير المصادر إلى قلق حفتر من خسارة نفوذه في المناطق النفطية حيث إن منطقة الجنوب الغربي هي استراتيجية يقع بها حقل الحمادة النفطي، ومن المفترض أن يبدأ تشغيل الحقل في الأسابيع المقبلة، إذ يتوقع أن ينتج ما لا يقل عن 8000 برميل يوميًا في نهاية المرحلة الأولى من أعمال تطوير الموقع التي تم الانتهاء منها للتو.
وعلى خلاف الضغوط الروسية، تؤكد المصادر العسكرية المقربة جدا من شخص اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى أن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى تمارس ضغطاً معاكساً على حفتر لمنع أي هجوم أو مناورة منه لغرض حماية مصالحها في المنطقة.
وتوضح المصادر بأن الضغوط المتصاعدة هي ما دعت حفتر للتراجع خطوة للوراء بدون التقدم فعلياً للمدينة رغم نيته السيطرة عليها، كما تضيف المصادر بأن حفتر لم يكن يتوقع حجم التحشيد الذي سيقابل تحركاته في المنطقة الغربية على اعتبار أن منطقة غدامس شبه خالية إلا من قوة حرس الحدود.
وتشير المصادر أيضا إلى أن حفتر أجّل هجومه المرتقب بسبب تفاهمات مع حكومة الوحدة الوطنية ومباحثات تجري من وراء الطاولة لتقاسم الموارد النفطية بما يشمل مصرف ليبيا المركزي وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام عدة.

ضغوط دولية

وبالفعل مارست عدد من الدول ضغوطها على حفتر بشكل علني حيث أعربت سفارات خمس دول كبرى هي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن مخاوفها من التحركات العسكرية المستمرة في جنوب غرب ليبيا.
وقالت السفارات في بيان مشترك الجمعة الماضية إنه في ظل الجمود المستمر في العملية السياسية، فإن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد ومواجهة عنيفة، حسبما نقل حساب السفارة الإيطالية لدى ليبيا على منصة «إكس».
ودعا البيان القوات الأمنية في الشرق والغرب إلى اغتنام الفرصة لتعميق التشاور والتعاون من أجل تنفيذ إجراءات فعالة لتأمين الحدود وحماية سيادة ليبيا وذلك بالنظر إلى المخاوف الحقيقية بشأن أمن الحدود على طول الحدود الجنوبية لليبيا.
وفي السياق أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا شعورها بقلق عميق إزاء التحشيدات والتحركات العسكرية الأخيرة في ليبيا وخاصة في المنطقة الجنوبية الغربية.
ودعت البعثة في بيان الجمعة جميع الأطراف إلى الدخول في حوار لمنع المزيد من الانقسام، والحفاظ على الاستقرار وعلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العام 2020.
وحثت البعثة جميع الأطراف الليبية الفاعلة والمجموعات المسلحة على ضبط النفس ووقف التصعيد بشكل عاجل.
وأكد البيان على دعم الاتحاد الأوروبي جهود الأمم المتحدة نحو عملية سياسية شاملة بقيادة ليبية، مشددا على ضرورة تحقيق الاستقرار والسعي لتحقيق مصلحة الشعب الليبي كهدف أسمى.
وفي السياق قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إنها تراقب بقلق التعبئة الأخيرة للقوات في أجزاء مختلفة من ليبيا، لا سيما في المناطق الجنوبية والغربية.
وقالت في بيان إنها تشيد بالجهود المستمرة لتهدئة الوضع ومنع المزيد من التوتر.
وأضافت «تحث بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال عسكرية استفزازية يمكن اعتبارها هجومية وقد تعرض استقرار ليبيا الهش وسلامة شعبها للخطر. وتدعو البعثة إلى استمرار التواصل والتنسيق بين القوات التابعة للجيش الوطني الليبي وحكومة الوحدة الوطنية».
وأشارت إلى أن البعثة تأسف لأن هذه التطورات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي، وتذكر بالانقسام الحالي لهذه المؤسسة الحيوية.
وبهذه المناسبة، ذكرت البعثة جميع الجهات العسكرية والأمنية بأهمية وجود مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة وخاضعة للمساءلة ومهنية، والبعثة مستعدة لتسهيل الحوار لتحقيق هذه الغاية وتقديم كافة الخبرات والدعم الفني.

ضغط محلي

لم تمارس فقط الجهات الدولية ضغطاً على حفتر بل انضمت لها الجهات المحلية أيضا، حيث أعرب المجلس الأعلى للدولة عن قلقه البالغ ورفضه للتحركات العسكرية الأخيرة من قبل القوات التابعة للقيادة العامة في منطقة الجنوب الغربي خلال اليومين الماضيين، واصفا إياها بالمشبوهة وغير الشرعية.
واعتبر المجلس في بيان أن هذه التحركات بمثابة مسعى فاضح وواضح من قبل قوات حفتر لزيادة النفوذ والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة مع دول الجوار، في إشارة إلى ما تردد بشأن عزم تلك القوات السيطرة على منفذ غدامس الحدودي مع الجزائر.
وأكد المجلس الأعلى للدولة أنه يرفض بشدة التحركات العسكرية الأخيرة في منطقة الجنوب الغربي لأنها تجري خارج نطاق الأطر الرسمية والشرعية ممثلة في القائد الأعلى للجيش الليبي والجهات العسكرية المختصة.
وحذر المجلس من أن هذه التحركات قد تنتج عنها العودة إلى الصراع المسلح الذي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار ومساعي توحيد المؤسسة العسكرية، وتقود إلى انهيار العملية السياسية، داعيا المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية بصفته وزير الدفاع، ورئيس الأركان العامة للجيش الليبي إلى رفع حالة التأهب والاستعداد للتصدي لأي خطر محتمل ناتج عن هذه التحركات غير المشروعة.
وأعلنت كل من رئاسة الأركان العامة وقوة العمليات المشتركة والجهاز الوطني للقوة المساندة التابعين لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس رفع درجة الاستعداد والتأهب لقوات الجيش والعناصر التابعة لتلك الجهات، ردًا على تحرك قوات تابعة لحفتر إلى مناطق الجنوب الغربي.

آراء وتحليلات

ويرجّح محللون أن يكون الهدف من تحرك قوات حفتر نحو مناطق الجنوب الغربي الليبي هو السيطرة على مطار غدامس، والمواقع الاستراتيجية المتاخمة للحدود مع الجزائر وتونس، محذرين من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع العام 2020.
ووفقاً لما أوردته جريدة «لوموند» في تقرير الجمعة الماضية، فإن المخاوف تدور حول عودة شبح الحرب بعد أربع سنوات من وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من استمرار الخلافات السياسية، وتحولها في كثير من الأحيان إلى اشتباكات دامية بين تشكيلات مسلحة، فإن وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الأول/أكتوبر 2020 لا يزال صامدا إلى حد كبير.
ووفق محللين، فإن الهدف من تحركات قوات حفتر هو السيطرة على مطار مدينة غدامس، الواقع على بُعد 650 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، والخاضع حاليا لسيطرة حكومة عبد الحميد الدبيبة، حسب «لوموند».
وتعليقا على التطورات، قال الخبير في مركز المجلس الأطلسي للأبحاث، عماد بادي إن غرب ليبيا غارق الآن في اضطرابات كبيرة بسبب ما اعتبره حشدا لقوات حفتر، الذي يُنظر إليه البعض على أنه مقدمة لهجوم محتمل على طرابلس.
ووفق تقديرات بادي، فإن السيطرة على غدامس، وهي منطقة استراتيجية عند تقاطع حدود ليبيا مع الجزائر وتونس، ستمثل انهيارا لوقف إطلاق النار لعام 2020.
من جهته، قال الباحث في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة جلال حرشاوي، إن السيطرة على غدامس لها العديد من الفوائد لحفتر، منها منع أي تحرك لأنصار الدبيبة نحو الجنوب وعزله، وتجريد وزير داخليته عماد الطرابلسي من ميزة السيطرة على هذه المنطقة الحدودية.
ويرى حرشاوي أن خليفة حفتر، يرغب في السيطرة على مطار غدامس والمناطق المحيطة به، لتعزيز وضعه الإقليمي بعد بسط سيطرته على الجنوب بأسره من الشرق إلى الغرب.

رد سريع

ومع التوتر الذي أثارته هذه التحشيدات أكدت رئاسة أركان القوات البرية التابعة لقوات حفتر أن تحرك وحداتها نحو الجنوب الغربي للبلاد يأتي ضمن خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي في هذه المنطقة الاستراتيجية من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية والرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة، مشددة على أن هذا التحرك لا يستهدف أحدًا.
جاء ذلك في بيان مصور لناطق باسم رئاسة أركان القوات البرية، عبر صفحته على فيسبوك حول الدوريات الصحراوية التي أطلقتها تنفيذًا لتعليمات خليفة حفتر.
وفي ذات السياق قال الناطق باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، إن الهدف من إرسال تعزيزات كبيرة إلى مناطق الجنوب الغربي هو السيطرة الكاملة على الحدود، لمواجهة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول الجوار مثل مالي والنيجر وتشاد.
وأضاف المسماري، في تصريحات صحافية أن الهدف أيضا يتمثل في مواجهة حركة الهجرة غير النظامية التي ازدادت في هذه المناطق الحدودية خلال الأيام الأخيرة.
وأشار إلى إرسال قوات إضافية، لدعم وتعزيز قوات حرس الحدود وقوات المناطق العسكرية في الجنوب الغربي الليبي، وإرسال تعزيزات كبيرة إلى خمس مناطق عسكرية، هي أوباري وغات ومرزق وسبها وبراك الشاطي.
إلا إن حفتر ألمح في كلمته بمناسبة تأسيس الجيش الليبي إلى العودة للحرب قائلا «أبشروا، فإن جيشكم لن يخذلكم أبداً، وستكون له الكلمة الفصل عندما يعجز غيره عن معالجة الأمور العالقة التي تعيق بناء الدولة، وأن القادم أفضل».
ورداً على ذلك وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا ووزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة تحذيرات مبطنة لحفتر محذرا من المضي قدما في التصعيد العسكري وكذلك تحذيرات من محاولات إثارة الانقسام في المنطقة الغربية بعد الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس بين عدد من القوات المسلحة.
والأحد قال الدبيبة إن «وحدة الوطن خط أحمر وسنقف ضد من يريد تجديد الخروقات العسكرية وتعزيز الانقسام» وذلك خلال حفل تخريج طلبة الكليات العسكرية الذي أقيم مع احتفالات الذكرى الـ84 لتأسيس الجيش الليبي وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء الليبية».
وشدد على ضرورة السير على نهج المؤسسين للجيش من أجل رد الأطماع الخارجية وتفتيت الطموحات الشخصية لعودة الاستبداد، في إشارة لتحركات عسكرية لخليفة حفتر قرب الحدود مع الجزائر وبالتحديد معبر غدامس.
وأكد أن «الحكومة ماضية في بناء جيش قوي يقوم على عقيدة أساسها الولاء لله ثم الوطن» مشددا على أن «وحدة الوطن خط أحمر» والوقوف أمام من يحاول تجديد الخروقات العسكرية وتعزيز الانقسام، مشيرا إلى أن الجيش يمثل هيبة الدولة وأساس نظامها وسبيل نجاتها، وهو مبعث الأمن للمواطن والوطن.

تشجيع من روسيا

وتزعم مجلة إسبانية أن التحركات العسكرية الأخيرة في جنوب غرب ليبيا تأتي بتشجيع من روسيا التي تسعى لتوسيع نفوذها في البلاد عن طريق إنشاء ممر استراتيجي يمتد من ليبيا إلى خليج غينيا عبر حلفائها الجدد في منطقة الساحل على غرار النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وقالت مجلة «التلايار» الإسبانية الإثنين الماضي في تقرير لها إن تحرك الوحدات العسكرية لقوات حفتر إلى مناطق في الجنوب الغربي تتسبب في توترات إقليمية يمكن أن تؤثر بشكل خاص على الجزائر.
ونقلت المجلة عن محللين قولهم، إن خليفة حفتر بدأ في تنفيذ خطة تقودها روسيا لتوسيع نفوذه في ليبيا، باستخدام المنطقة كقاعدة خلفية لاختراق الساحل الأفريقي. وأضافت، «تسعى موسكو إلى إنشاء ممر استراتيجي يمتد من ليبيا إلى خليج غينيا عبر حلفائها الجدد في منطقة الساحل، مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو، معتبرة هذا المشروع من شأنه إبعاد الجزائر عن مالي والنيجر.
ولم يستبعد المتابعون لهذه التطورات تحول المنطقة الواقعة أقصى غرب ليبيا، إلى مسرح لأحداث ساخنة خلال الأيام المقبلة، بين تابعين لحكومة الدبيبة، وموالين لحفتر، ويرون أن كل طرف يسعى لتعزيز قواته عبر حلفائه العسكريين في المنطقة، بقصد إحكام السيطرة على غدامس ومطارها، ومن ثم فتح نافذة حدودية جديدة على القارة.
وبشكل عام تأتي هذه التحركات في وقت حساس سياسيًا، حيث تشهد ليبيا توترات مستمرة وسط غياب حل سياسي شامل. ويرى محللون أن السيطرة على غدامس والشويرف ستُمكّن حفتر من بسط نفوذه على ممر يمتد من خليج سرت إلى الحدود الغربية، ما يُعزز من قدرته على الضغط على طرابلس ويُقرب قواته من العاصمة، إلى جانب حلفائه مثل قوات الزنتان.
التحركات الأخيرة لقوات حفتر تُعيد إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية التي أرهقت ليبيا لسنوات، مع مخاوف متزايدة من أن هذا التصعيد قد يُفضي إلى مواجهات عسكرية جديدة تعيد البلاد إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار.

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب