الصحافه

هل انتقل الرهان الإيراني إلى الضفة بعد “هزيمة” حماس في غزة؟

هل انتقل الرهان الإيراني إلى الضفة بعد “هزيمة” حماس في غزة؟

آفي أشكنازي

العملية المزدوجة التي كان يفترض أن تنفذ في “كرمي تسور” وفي “غوش عتصيون” كانت ستغير جدول الأعمال في المنطقة. يدور الحديث عن سيارتين فيهما كمية كبيرة من المواد المتفجرة وأنابيب الغاز. وكانت خطة المخربين تفجير السيارتين قرب مكان يعج بالناس، وبعد ذلك اعتزموا تنفيذ إطلاق نار على قوات النجدة التي ستصل إلى ساحات العمليات. المخربون ومختبرات المتفجرات هم من إنتاج الخليل أغلب الظن. قوات الجيش الإسرائيلي حاصرت المدينة، ووصل مقاتلو سلاح الهندسة القتالية إلى مختبر المتفجرات في الخليل وفجروه. التحقيق في بدايته. لكن شكل التنفيذ والتخطيط المركب يدل على توجه وربما تخطيط وإرشاد من خارج حدود إسرائيل.

الإصبع موجه لإيران، التي تفعل وكيلاً عبر حماس الخارج في لبنان وتركيا وكذا في قطر. بالتوازي، تضخ وسائل قتالية كثيرة عبر مساري تهريب أساسيين: مسار جنوبي عبر السعودية والأردن والحدود الشرقية على طول غور الأردن و”العربا”، أما المسار الثاني فعبر العراق وسوريا والأردن والحدود الشرقية أو مثلث الحدود” الأردن، سوريا وإسرائيل، في جنوب هضبة الجولان.

لم تبذل إسرائيل جهداً أو تستثمر ميزانيات في حدود السلام الشرقية مع الأردن على مدى سنوات طويلة. فالجيش ينقصه آلاف الجنود لملء الصفوف وغلق الحدود المنفلتة. يدور الحديث عن نحو 300 كيلومتر من الحدود التي لا جدار أو عائق حقيقياً فيها، ولا توجد وسائل رقابة وحضور عسكري حقيقي. وهذا تعرفه إيران وتستغله. الأردنيون من ناحيتهم يبذلون جهوداً جبارة لمنع إيران من ضعضعة الاستقرار في المنطقة، ومنع تموضعها في الحدود الشرقية.

تعمل إيران باستراتيجية مرتبة؛ فهي ترغب في خنق إسرائيل من كل الجبهات. صحيح أنها بدأت تبذل جهداً في الضفة قبل 7 أكتوبر، لكنها الآن، بعد أن انهارت حماس-غزة، تفهم طهران بأن عليها وضع رهاناتها على الضفة. هذا هو السبب الذي يجعلهم يمارسون ضغطاً في الميدان.

يستغلون الوضع الاقتصادي الصعب والبطالة القاسية والإحباط من أداء السلطة الفلسطينية – وبالتوازي الإعجاب بحماس؛ لتشجيع الشباب على المشاركة في أعمال الإرهاب. تشوش الفصل بين المنظمات القديمة في الضفة: فتح، حماس و”الجهاد الإسلامي”. إيران، بمعونة المال والأعمال المكثفة في الميدان، عبر الشبكات الاجتماعية، بنت كتائب إرهاب في جنين وطوباس ومخيمات الفارعة وبلاطة ونور شمس وغيرها.

يشخص “الشاباك” الجهد، وهذا هو السبب في أن القرار الأول الذي اتخذه رئيس “الشاباك” روني بار، كان إقامة دائرة إحباط حماس في الخارج، التي هي الذراع الإيرانية هنا. يعمل “الشاباك” ليحبط هذه الشبكات. في الأشهر الأخيرة، عملت قيادة المنطقة الوسطى، بقيادة آفي بلوط “على جز العشب” في مخيمات اللاجئين.

الحملة التي انطلقت الأسبوع الماضي وتتواصل الآن في شمال السامرة“، تستهدف “اقتلاع الحصاد من جذوره”. يدرك الجيش و“الشاباك” بأننا أعياد تشري – رأس السنة، ويوم الغفران، والعرش، وفرحة التوراة ستحل بعد شهر، ودوافع إيران وحماس وحزب الله ستزداد مع حلول هذه المواعيد. ولهذا كان الإلحاح في الحملة الآن.

ومع ذلك، ستكون الحملة ناجحة، وإن تعميق أعمال “الشاباك” في الميدان، بقدر ما تكون مهنية وعميقة فهي حلول إسعاف أولي أساسي. الجواب الصحيح على إيران هو الائتلاف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة. غير أن على الطريق ينبغي أولاً اجتياز طريق محور فيلادلفيا، والسؤال هو إذا كانت حكومة إسرائيل مصرة على هذه الأحبولة، أم حل المشكلة الإيرانية.

 معاريف 11/9/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب