يديعوت أحرونوت: كيف ستؤثر “عملية الاختراق” على سلوك “حزب الله”.. وماذا عن إصابة السفير؟

يديعوت أحرونوت: كيف ستؤثر “عملية الاختراق” على سلوك “حزب الله”.. وماذا عن إصابة السفير؟
حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مرتين في الأشهر الأخيرة، بكلمات صريحة، من استخدام الهواتف النقالة. في خطابه شهر شباط على شاشات التلفزيون وفي القنوات اللبنانية، كان يستجدي نشطاء حزب الله التخلي عن الهواتف النقالة، التي وصفها بأنها “منتجة التصفيات”. وقضى بأن “الهاتف النقال يقتل” وأعلن “أنا لا أستخدمه منذ أشهر طويلة، بسبب المخاطر. في أيار الماضي، كرر نصر الله “هوس النقال”، كما وصفه في لبنان، ودعا سكان جنوب لبنان ونشطاء حزب الله في الجنوب للتوقف عن استخدام الهواتف النقالة “الإقفال عليها في صناديق حديدية وإلقاء المفتاح”.
قرر نصر الله ألا يكشف عن الحل البديل. تبين الآن أن نشطاء حزب الله بدأوا يستخدمون “البيجر”. أمس، تركزت تحقيقات كبار مسؤولي حزب الله، ممن لم يصابوا، على مسألة: من نجح في الوصول إلى الأجهزة؟
وبينما تقفز إسرائيل عن أخذ المسؤولية، أجريت أمس مقابلة مع خبير لبناني كبير في مواضيع الأمن، إلياس حنا، وأعلن باللغة الأوضح أنها “مؤامرة إسرائيلية”، وأضاف بأن السؤال الواجب “من له مصلحة في تنفيذ عملية من هذا النوع”، وأشار حنا اللبناني بالثناء على “الاستخبارات الإسرائيلية” في “العملية الذكية والمتطورة”، وشرح بأن “إعداد عملية من هذا النوع يستغرق وقتاً طويلاً”.
منذ أمس، فتح حزب الله إجراء تحقيقات داخلية، في محاولة لتعقب من أدخل المتفجرات إلى أجهزة البيجر. وانعقد طاقم خبراء أمن في ضاحية بيروت، معقل حزب الله، وشرح بأن “بعد أن انكشفت التفجيرات، بدت الضاحية مكاناً آمناً في اليومين القريبين على الأقل”.
“واضح أن إسرائيل لا تعقب ولا تتحمل المسؤولية” شرح أمس نعيم بردويل، رجل حزب الله من “المستوى السياسي”، وأصر على القول: “ترون أن نصر الله كان محقاً حين حذر من استخدام أجهزة الاتصال”.
أما نصر الله نفسه، فيعتزم التعقيب في الأيام القادمة في خطاب مسجل مسبقاً ويبث على شاشة كبيرة كعادته.
سفير إيران في بيروت، مجتبى أميني، أحد الشخصيات الأخطر في الساحة اللبنانية، أصيب أمس بأثر تفجر البيجر الذي كان يحمله أحد حراسه. ونقل إلى المستشفى واجتاز فحصاً وضمدت يده اليمنى وسرح إلى مسكنه. حالياً، ليس معروفاً عن شخصية كبيرة أخرى أصيبت في سلسلة التفجيرات.
إن إصابة أكثر من 3200 من رجال حزب الله ومارة كانوا على مقربة منهم، أدت إلى ضائقة كبيرة في المستشفيات واضطر المئات للاستلقاء على أرضية غرف الطوارئ انتظاراً للفحص والعلاج. وكان حزب الله مطالباً بإرسال سيارات الإسعاف إلى المستشفيات في كسروان في الشمال، بإدارة خصومه المسيحيين، وحذر من أنه “إذا لم نحصل على علاج مناسب فوراً، فسنحاسبكم.
تابعت القيادة اللبنانية أمس سلسلة العمليات وردود فعل حزب الله والمنشورات في إسرائيل. وفضلت الصمت إلى أن يخرج نصر الله ويغلق الحساب في خطابه القريب.
ويطرح السؤال: ما الذي فعلته هذه التفجيرات لحزب الله؟ أولاً وقبل كل شيء، أوقعت صدمة ومفاجأة. ثانياً، ها هم يبحثون عن ثغرة في طوق الأمن. والسؤال الكبير، كيف ستؤثر هذه العملية الذكية على سلوك حزب الله، وماذا سيكون الرد الإيراني؟ خبراء إيران ولبنان عندنا يقدرون بأنه لن يكون هناك أي تأثير تجاه الخارج على الأقل، وسيعود نصر الله ليحذر ويعلن بثقة “قلت لكم”.
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت
18/9/2024