الحدود الامنة لم تعد مرتبطة اليوم بالجغرافيا بقدر ما هو مرتبط بالحفظ على السلام المحلي والاقليمي والدولي وبناء جسور الثقة بين الدول. بقلم مروان سلطان_ فلسطين_
بقلم مروان سلطان_ فلسطين_
الحدود الامنة لم تعد مرتبطة اليوم بالجغرافيا بقدر ما هو مرتبط بالحفظ على السلام المحلي والاقليمي والدولي وبناء جسور الثقة بين الدول.
بقلم مروان سلطان_ فلسطين_
15.9.2024
——————————————
عبر الازمنة والعصور شيد البشر الابراج والاسوار العظيمة ، والقلاع الضخمة في سبيل الحماية ضد حملات الغزو والعدوان. لكن اليوم ومع التطور ، والتقدم الصناعي وخاصة في التكنلوجيا والصناعات العسكرية ، لم تعد هذا المفهوم عنوانا للامن والحدود الامنة. لقد اصبحت اكثر تعقيدا سواء باستعمال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة او استخدام الوسائل الهجومية المختلفة.
ما نشاهده اليوم من القدرة على الوصول الى اهداف بعيدة ، بواسطة الطائرات الحديثة او الصواريخ بمختلف انواعها والتي تقطع الالاف الكيلومترات لتصل اهدافها يعتبر تطورا نوعيا في الصناعات العسكرية، الهجومية منها والدفاعية.
لذا لم تعد الحواجز الارضية ، والسواتر والقلاع والحصون الا اثارا من الازمنة التاريخية التي تعبر عن الثقافة والارث الحضاري لتلك الاماكن التي شيدت في تلك العصور ومنها سور الصين 🇨🇳 العظيم ، وقلعة حلب، وقلعة الكرك … الخ من تلك الشواهد التاريخية.
عندما نشاهد اليوم استعمال الوسائل العسكرية الحديثة ، والتي تمتلكها منظمات وميليشيات عسكرية ودول وتستطيع ان تشغل تلك الوسائل العسكرية، وتصل الى اهدافها ، فانه لم يعد هناك اي سبب لاستحداث ما يسمى مناطق امنة. فمثلا لم يعد وجود حزب الله اللبناني شمال الليطاني اي اثر يذكر ، اذا ما انسحب من جنوب الليطاني او المنطقة الحدودية الى شمالها لانه يده الطولى تستطيع ان تصل الى الاهداف التي يريدها في كل الاماكن التي تصيب المناطق الفلسطينية المحتلة، وحتى الى جنوب الجنوب.
الحديث الذي يدور رحاه اليوم حول ما يسمى الحدود الامنة ومنذ الثمانينات في القرن الماضي بايجاد مناطق عازلة ، ليس له ادنى سبب من اجل حفظ الامن الاسرائيلي، السبب وراء ذلك كله هو الاستيلاء على مساحات كبيرة من الاراضي لصالح دولة اسرائيل في غزة والضفة الغربية والاردن ولبنان وسوريا. فقط هي اطماع تلجئ اليها دولة الاحتلال من اجل التوسع والاستيلاء على الاراضي العربية.
الطروح البديلة التي تعزز التفاهم وبناء العلاقات الانسانية في تعميق حسن الجوار ، وتعزيز العلاقات الثنائية ، وبناء جسور الثقة مع دول الجوار هي من اهم الامور التي تعزز الامن القومي الذي بدوره يحقق الحدود الامنة للدول. وغير ذلك ستبقى الدول تدول في حلقة مفرغة ، وترفع من وتيرة السباق العسكري بين الدول.
لقد شاهدنا اليوم كيف استطاعات كل من ايران واسرائيل ، وكذلك الحوثين من اليمن ، والمليشيا العراقية وجميعهم لا حدود لهم مع دولة اسرائيل ، ولكن استطاعت الصواريخ والطائرات المسيرة الي انطلقت من تلك الدول الوصول الى اهدافها التي حددتها. لذا فان الحديث عن الحدود الامنة ، هو حديث فقط يؤجج الصراعات ويهدف الى الاستيلاء على اراض الدول التي تحيط في دولة الاحتلال. وعليه فان بناء جسور الثقة بين الدول ، ونبذ الاطماع في الاستيلاء وقضم الاراضي لدول الجوار، والاهتمام بالعلاقات الانسانية هو ما يحقق الامن المحلي والاقليمي والدولي.