فلسطين

المقاومة المسلحة تتأهب وتتدخل لنصرة الأقصى ميدانيا وتلوح بتصعيد الردود

المقاومة المسلحة تتأهب وتتدخل لنصرة الأقصى ميدانيا وتلوح بتصعيد الردود

أشرف الهور

غزة –

نفذت المقاومة الفلسطينية في غزة تهديدها وأطلقت رشقة صاروخية، ردا على الهجوم الإسرائيلي الواسع والخطير على المصلي في المسجد الأقصى، وذلك بعد أن رفعت حالة التأهب في صفوفها، تحسبا لتطورات ميدانية أكثر خطورة، كما قصفت قوات الاحتلال عددا من المواقع العسكرية للمقاومة، في الوقت الذي حملت فيه مصر الوسيط الرئيس في التهدئة حكومة الاحتلال المسؤولية عما يجري من تدهور ميداني على الأرض.

وبعد ليلة ساخنة شهدتها ساحات المسجد الأقصى، عقب اقتحام قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال المسجد، والاعتداء على المصلين والمصليات هناك بالقوة، أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة رشقة صاروخية، استهدفت فيها عدة مستوطنات إسرائيلية قريبة من الحدود، وذلك بعد أن رفعت حالة التأهب في صفوف ناشطيها، واتخذت إجراءات أمنية جديدة، تحسبا لتطورات الميدان، بسبب أحداث القدس.

صواريخ غزة  

وفجر الأربعاء، دوت صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف قطاع غزة، بعد قيام المقاومة بإطلاق رشقة صواريخ، وذكرت تقارير عبرية، أن 9 صواريخ أطلقت من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف، بعد الأحداث الساخنة التي شهدها المجد الأقصى، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إنه تم اعتراض أربعة صواريخ من قبل منظومة القبة الحديدية، لافتا إلى أن أخرى سقطت في مناطق مفتوحة.

وتلا ذلك أن أغارت طائرات الاحتلال الحربية، على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث استهدفت بعدة صواريخ موقعا يتبع للمقاومة جنوب مدينة غزة، وأحدثت دمارا فيه، كما استهدفت موقعا آخر قرب مخيم النصيرات وسط القطاع، وقصفت كذلك المدفعية الإسرائيلية نقطة رصد للمقاومة، على حدود بلدة الفخاري شرقي محافظة خان يونس جنوبي القطاع، وأطلقت زوارق الاحتلال نيران رشاشاتها وقنابل الصوت تجاه الصيادين في عرض بحر شمال غزة.

وتخلل القصف أن قامت المقاومة الفلسطينية، بالتصدي للغارات، من خلال نيران المضادات الأرضية التي استهدفت الطيران المغير.

في السياق، طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسليئيل سموتريتش”، بتغيير معادلة الرد تجاه غزة “عبر ضربات موجعة، وتنفيذ عملية “السور الواقي 2” شمالي الضفة الغربية، أما وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير فطالب بتنفيذ حملة اغتيالات ضد قادة الفصائل المسلحة في القطاع.

تهديد المقاومة 

وفي السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، منذرا “إن ما يجري الآن في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها”.

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري أن العدوان على المسجد الأقصى المبارك اليوم وما ارتكبه بحق المصلين والمعتكفين، “جريمة كبرى سيرد عليها شعبنا ومقاومته بكل قوة”.

أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، فقد أكد أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك “يشكل تهديداً جديّاً على مقدساتنا”، وقال معقبا على الهجوم الإسرائيلي “على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة”.

يشار إلى أن مسيرات غضب انطلقت في عدة مناطق في القطاع، فجر الأربعاء، تنديداً باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، ووصلت عدة مسيرات قرب مناطق الحدود الشرقية، وهناك أشعل الشبان النار في إطارات السيارات ورددوا هتافات غاضبة على مقربة من الثكنات العسكرية الإسرائيلية.

وفي السياق، دعت حركة فتح إلى “النفير العام” والتصدي لاعتداءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين،  للمسجد الأقصى، وقالت “إن الاعتداء الهمجي الذي يمارسه الاحتلال بحق المصلّين والمعتكفين، هو إعلانُ لتديين الصراع من قبل حكومة الاحتلال المكوّنة من عتاة المستوطنين المتطرفين”، وحملت حكومة الاحتلال المسئولية عما ستؤول إليه الأمور، وأكدت أن الشعب الفلسطيني سيفشل محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

جهود الوساطة 

هذا وقد أكدت التطورات الميدانية الأخيرة، عدم قدرة وسطاء التهدئة على دفع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، للالتزام بشروط ومتطلبات التهدئة، والتي تنص على عدم المساس بالوضع القائم في الأماكن المقدسة، كما ورد في تفاهمات شرم الشيخ والعقبة، وقد ظهر ذلك في بيانات  مصر والأردن، وهم إلى جانب الإدارة الأمريكية رعوا الاجتماع الخماسي في شرم الشيخ والعقبة، غير أن الادانات هذه، لم توقف جهود الوساطة الهادفة إلى إعادة الهدوء، وتجددت وفق معلومات وصلت “القدس العربي”، اتصالات من مصر والأردن وكذلك مبعوث الأمم المتحدة للمنطقة، في محاولة لإحلال الهدوء.

وفي هذا  السياق، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، “إن القيادة تجري اتصالات مكثفة مع الأشقاء والعديد من الدول، لوقف عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمصلين”، مؤكدا أن اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية “يتطلب التحرك العاجل فلسطينيا وعربيا ودوليا، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب