منوعات

أم عراقية لطفلين مصابين بالتوحد تفتتح مركزا لدعم الأسر المماثلة

أم عراقية لطفلين مصابين بالتوحد تفتتح مركزا لدعم الأسر المماثلة

 بغداد – رويترز: أخذت شيماء غسان، وهي أم عراقية لطفلين مصابين بالتوحد، على عاتقها أن تتعلم كيفية دعم أسرتها والآخرين الذين هم في وضع مماثل لوضعها بشكل أفضل.
وبعد أن واجهت تحديا في العثور على مركز مناسب بأسعار معقولة يلبي احتياجات ابنتها آية البالغة من العمر 18 عاما وابنها محمد البالغ من العمر 13 عاما، قررت شيماء تثقيف نفسها.
ومن خلال مشاهدة مقاطع مصورة على موقع يوتيوب وقيامها بمجهود بحثي عن الموارد عبر الإنترنت، حصلت شيماء في النهاية على شهادة دولية في هذا المجال.
وقالت شيماء «انا بدأت أبحث. الجوجل موجود واليوتيوب موجود، بدأت أشاهد التدريبات وأفلام لدكتور يتكلم عن التوحد موجود في دولة ما. آخر شي بدأت أدخل دورات أونلاين. هذه الدورات هي علمتني طرق التدريب للأطفال. بدأت أجرب على آية. طبعا آية أكبر من محمد، بينهم ست سنوات، فبدأت أجرب على آية وأراقب هل هذه التجربة ممكن تنجح. هل هذه الطريقة صحيحة أم غلط، فبدأت أطور نفسي بدأت أقرأ وحصلت على شهادة دولية معتمدة. والحمد لله حصلت على تقييم جيد. بعد هذه الشهادة، استطعت أن أقول أنا أستطيع أن أدرب الأطفال».
وفتحت شيماء في عام 2023 مركزا لتقديم خدمات مجانية للأطفال المصابين بالتوحد باسم مؤسسة (مميزون) في بلد تقول إن من النادر فيه أن تجد مركزا لإعادة التأهيل غير هادف للربح وبأسعار معقولة. ومميزون منظمة غير حكومية لدعم ذوي الهمم والقدرات الخاصة.
وقالت «أولا نحن ليس لدينا مراكز مجانية لأطفال التوحد. لدينا مركز واحد فقط في بغداد، ولا أعلم في باقي المحافظات موجود أو لا. لا أريد الأهالي أن يتعرضوا لما تعرضت له سابقا. أنا وأطفالي التدخل كان متأخر. وبعد ما تدخلنا أصبحت انتكاسات بسبب عدم كفاءة المعاهد الموجودة. طبعا ليس جميعها. بالإضافة إلى غلائها. أنا لدي اثنين، كل معهد تقريبا ياخذ 400 ألف دينار عراقي (300 دولار تقريبا على الطفل الواحد)».
وأضافت شيماء «من عندي أول الدوافع التي جعلتني أفتح هذا المركز هو لكي أساعد أكبر فئة من الأهالي ألا يتعرضون لحالة اليأس التي وصلتها، وأحاول أن أنصحهم لأنه إذا ذهبت إلى مراكز التوحد في العراق، أصبحت نوع من أنواع التجارة. كثير ضحك علينا أن هذا العلاج إذا أخذته يشفى ابنك، أو هذا التدريب هو يشفى ابنك، أو هذا العلاج. وطبعا التكلفة جدا عالية، ونجرب وبدون فائدة بالآخر يتبين صفر».
ويقدم المركز خدمات إعادة التأهيل للأطفال المصابين بالتوحد لمساعدتهم على الاندماج في التعليم العادي.
وقالت شيماء «نحن تأهيلية يعني نعدل سلوك الطفل ونؤهله ونعلمه على الجلوس 45 دقيقة، لكي نؤهله لما يخرج من هنا ويذهب إلى الروضة أو المدرسة، هو متعلم على هذه الفكرة ويجلس على الطاولة وأمامه الدفتر. ونعلمه على التواصل بينه وبين المعلم، بينه وبين المدرب، وبين أي شخص يتعلم. فهو برنامج تأهيلي لتعديل سلوكه وحتى يستطيع يكمل مسيرته التعليمية».
وقالت ميسرة محمد وهي والدة طفلة تواظب على التعلم في مؤسسة (مميزون) «جلبت ابنتي هنا. الحمد لله بعد أشهر حسيت بابنتي تغيرت للأحسن من ناحية الاختلاط والتركيز والتواصل البصري. طبعا أنا أكيد أخذت التعليمات منهم واتبعتها. والحمد لله أنا ملتزمة معهم بتعليمات المعهد وبكلام الدكاترة».
كما بدأت شيماء عبر منصات التواصل الاجتماعي نشر المحتوى التعليمي وإنجازات أطفال المؤسسة بهدف تغيير المفاهيم المجتمعية حول مرض التوحد.
وقالت «أنا هدفي الأول والأخير أساعد الأمهات وتوعية المجتمع أن التوحد ليس مخيف ولا عبء على الأهل، لأن أكثر الأهالي كانوا يخافون أن يقولون إن أطفالهم لديهم توحد. نحن بدينا نوعي، وبدأت أظهر أطفالي وأنقل صورة جدا جميلة عن أطفال التوحد. والحمد الله أصبح هناك تفاعل كبير على أطفال التوحد. تغيرت فكرة بعض الناس».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب