رياضة

تدوينة لحكيم زياش تنتقد تطبيع المغرب مع إسرائيل تخلّف ردود فعل متباينة- (تدوينات)

تدوينة لحكيم زياش تنتقد تطبيع المغرب مع إسرائيل تخلّف ردود فعل متباينة- (تدوينات)

عبد العزيز بنعبو

ما زال التعليق الذي كتبه اللاعب الدولي المغربي حكيم زياش على منصات التواصل الاجتماعي يُسيل الكثير من المداد، ويلهب الصفحات الافتراضية المحلية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض لخطوته التي يبدو أنه تراجع عنها، وحذف ما كتبه.

ويبدو أن مشاهد إلقاء جنود الاحتلال لجثامين شهداء فلسطينيين من فوق سطح مبنى، ألهبت عواطف زياش مثل جميع المغاربة، فكتب في “إنستغرام”: “لنوضح شيئا واحدا! اللعنة على إسرائيل وكل دولة أخرى تدعم هذا النوع من السلوك”.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أضاف زياش منشورا ثانيا أكد فيه: “منشوري الأخير أقصد به كذلك حكومة بلدي المغرب وكل الدول التي تدعم الإبادة الجماعية… العار عليكم… كفى”، وتابع زياش موجها خطابه إلى جميع المغاربة وكل مناصري القضية الفلسطينية في العالم: “لكل إخواني وأخواتي في المغرب وفي العالم أجمع، ارفعوا أصواتكم عاليا قدر الإمكان.. أنا معكم جميعا.. فلسطين حرة”.

 

الصفحات المغربية في مواقع التواصل الاجتماعي معتادة على مثل هذه التدوينات، بل هناك حسابات تعود لتنظيمات تخصصت في دعم القضية الفلسطينية ووضعت إنهاء “التطبيع” على رأس أولوياتها، وتردد الشعارات في كل مرة يخرج فيها المناصرون للقضية أمام البرلمان أو في مختلف المدن المغربية من خلال ما بات يعرف بـ”جمعة الغضب”.

لكن حكيم زياش ليس مجرد رجل أو مواطن مغربي عادي، فهو نجم المنتخب المغربي وشخصية عامة، ومحترف في صفوف نادي “غلطة سراي” التركي. لهذا السبب كانت تدوينته مؤثرة جدا، وكان الأثر الإيجابي يجاور السلبي في ردود الفعل المتباينة حول ما كتبه رقم سبعة في “أسود الأطلس”.

المهللون استقبلوا التدوينة بالتصفيق والتنويه، مؤكدين أنه عبّر عما يشعر به المغاربة كافة، وهو أمر واقع يلمسه العابر العادي أمام البرلمان من خلال الوقفات التضامنية شبه اليومية في الساحة الشهيرة في الرباط.

أما المعارضون والغاضبون من خطوة زياش، فقد صنفوه في خانة المزايدة والركوب على قضية يؤمن بها المغرب الرسمي والشعبي، وتنال الدعم من كل جانب، سواء بتضامن المواطنين أو مواقف الدولة التي يرأس عاهلها لجنة القدس وتواصل مد يد العون والإغاثة للشعب الفلسطيني.

موقف زياش ليس بجديد، فقد سبق له أن توشح بالعلم الفلسطيني في احتفالات نادي “غلطة سراي” بلقب الدوري التركي، معبرا عن دعمه للقضية الفلسطينية وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، ونال ساعتها الكثير من المديح، لأن موقفه لم يكن فيه أي اتهام لأي جهة مسؤولة رسمية أو غير رسمية، عكس ما جرى في منشوره الأخير، الذي جمع فيه “شعبان مع رمضان” وهو تعبير مغربي يقال عن الخلط بين الأمور، وفق ما ورد في تدوينة منتقدة لعميد “أسود الاطلس”.

المحتفلون بتدوينة زياش، أكد بعضهم أنه “صدق من قال إنما الرجولة مواقف، وحكيم زياش رجل تكلم نيابة عن عموم المغاربة…!”، فيما قال مدون آخر بالدارجة المغربية ما معناه: “آخر ستوري لحكيم زياش على منصة الإنستغرام يظهر أنه فعلا متأثر بما يقع لإخواننا”، وأضاف: “برافو زياش، أنت لاعب كبير وصوتك مهم رغم أنه لن يكون له تأثير، لكنه مهم”، وكان الرد سريعا في تعليق على هذه التدوينة قالت فيه كاتبته: “هو متأثر، ويتكلم على إسرائيل وجرائمها، ولا يعطي مساعدات للهلال الأحمر ولا يتكفل بالمصابين”، وزادت موضحة: “لا أن يقول عن بلاده إنها تساهم في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، كما لو أنه وجدنا نبيع لهم السلاح أو الغاز أو البترول”، وأضافت أن هذا الكلام “لم يقله حتى أبناء الدول الداعمة لإسرائيل سرا وعلانية، لا أحد من لاعبيهم قال كلمة على بلده مثل هذا”.

سيل الدعم لزياش تواصل، مثلما كتب مدون: “أنت اللاعب الذي لن يتكرر في تاريخ كرة القدم، كبير بالمبادئ وكبير بالمواقف، أنت هو فخر العرب وليس الذين باعوا العرب والمسلمين مقابل المال، كل الحب”، في حين وصفه مدون بأنه “لاعب كرة القدم العربي الأكثر جرأة في العالم”، فيما لخص مدون دعمه بقوله: “زياش ولا بلاش”، أما تدوينة أخرى فقد ذكّرت الجميع بمهارات اللاعب وحب الجمهور له وتفضيله لمنتخب بلاده في عام 2015، ورفض كل الاغراءات بالانتصار للوطن الأم.

في الجهة المقابلة، هاجم بعض المنتقدين زياش بسبب موقفه ليس من القضية الفلسطينية بل لاتهامه المغرب ودولا أخرى بالمساهمة في الإبادة الجماعية في غزة بسبب “التطبيع”، وكتب الصحافي محمد بوخزار: “تصريح اللاعب زياش بشأن دعم المغرب لفلسطين، مرفوض من أساسه؛ دون شيطنة النجم الكروي؛ كونه ليس سياسيا. ارتكب، بسذاجته أو عاطفته، زلة كبيرة!” وأثارت هذه التدوينة ردود فعل متباينة بين متفق مع صاحبها ومختلف معه.

في السياق نفسه، كتب الإعلامي أحمد الدافري: “كما نعم. الأصل هو الحرية. ومن حق زياش أن يعبّر عن رأيه مثل كل كائن إنساني بغض النظر هل هو لاعب كرة أو راقص أو حلايقي (حكواتي) أو عاطل عن العمل. لكن حرية التعبير ليست هي أن تعطي معلومات خاطئة تؤثر بها على سمعة الأشخاص أو الجماعات أو الدول أو الشعوب.” وأضاف موضحا: “عندما قال زياش بأن بلده المغرب يساند ويدعم (Supports)  الإبادة الجماعية، فهو لم يعط رأيا، بل أعطى معلومة. أعطى خبرا. ويجب أن يوضح بالملموس من خلال حقائق لا خلاف حولها بأن المغرب يدعم بالفعل الإبادة الجماعية لشعب يرزح تحت الاحتلال”.

وجاء في حساب لـ”رصد بنسليمان”: ربما الفقيه الذي ننتظر بركته دخل للمسجد بحذائه”، وتساءلت الصفحة: “ما الذي جرى وما يَجري مع حكيم، هل خانتهُ الحكمة هذه المرة أَم تُرىٰ اللاعب لا يملكُها أصلاً!؟”، وزادت متسائلة: “هل غُرِّرَ بالفَتىٰ، هل من السهلِ والاستسهال أن يخرج أحدهم و يتحدث بِناقِصَةٍ على سيادة الوطن و عِزِّهِ و كِبرِيائِه”، وتوجهت إلى زياش بالكلام: “لو دَرستَ ولو قليلاً واطَّلَعتَ على تاريخ بلدك وهذه المملكة الشريفة وما طَرَّزَت به في تاريخِ سِجِلِّها بِمياهٍ من ذهب من أمجادٍ و بُطولاتٍ ومُساهَمتها الفَّعالة والأساس في بناءِ حضاراتِ الأُمَمِ و الشعوب، لَخَجِلتَ حتى من أن تَطَأَ نِعالُكَ أرضَ هذا البلدِ الطيبِ الشريفِ الكريم”، وفق تعبيرها.

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب