مقالات

الشعب اللبناني في وحدة وطنية قوية بوجه العدوان  بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان –

 بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان -

الشعب اللبناني في وحدة وطنية قوية بوجه العدوان
 بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان –
تمظهرت وحدة الشعب اللبناني في الأيام القليلة الماضية أمام غزوة بربرية شريرة ضد لبنان تقوم بها ا س ر ا ء ي ل وهذه الوحدة واضحة في المؤشرات العشرة التالية:
أولاً، احتضان اللبنانيين لعشرات الآلاف من مواطنيهم الهاربين من جحيم الوحش الاسرائيلي وآلة الإبادة التي يستعملها ضد لبنان.
ثانياً، وقفة الحكومة اللبنانية والمؤسسات العامة والبرلمان صفاً واحداً وصوتاً واحداً لنصرة لبنان.
ثالثاً، جميع أجهزة الإعلام اللبنانية تتصدى بالكلمة والصورة لاسرائيل وتدافع عن لبنان (بنشاذ ضئيل بسبب التمويل الخليجي وأصوات عنصرية الله يشفيها).
رابعاً، برهنت أجهزة التلفزة التي تنقل مقابلات مع النازحين أنّ اللبنانيين يشبهون بعضهم البعض، في الشكل واللهجة والذوق والجمال والعزة والكرامة. وكل من يتحدث عن موضوع “بيشبوهنا وما بيشبوهنا” لا يعرف شيئاً.
خامساً، العطف والتضامن من إمرأة لبنانية إلى إمرأة لبنانية أخرى، ومن رجل لبناني إلى رجل لبناني آخر، واضحين في فتح المنازل وفي مشاركة اللقمة وعرض التوصيلة بالسيارات وتدوال أرقام الهواتف عن الشقق.
سادساً، خذلان الساعين إلى الفتنة والشقاق. فالدول الشقيقة قبل العدوة موّلت خلق فتنة بين مسلمي لبنان على أساس طائفي بقيمة مليارات الدولارات منذ عام 2004. ولكن تجربة الحرب الحالية كشفت أنّ زمن الفتن قد ولّى، وأنّ المسلمين السنة والمسلمين الشيعة هم لبنانيون فقط. وكذلك الدروز والعلويين يقفون صفاً واحداً ضد اسرائيل لأنّها وقفة مع لبنان. ومن تيار المستقبل إلى الاستاذ وليد جنبلاط ومن أهالي صيدا إلى أهالي طرابلس وإهدن زحلة الخ.. نرى يداً واحدة في كل شعب لبنان.
سابعاً، تسابقت بطريركات المشرق في إصدار البيانات ضد العدوان الاسرائيلي، نشرنا بعضها هنا قبل أيام. وهذا يظهر التأخي المسيحي – المسلم بأجمل صوره في كل المحافظات. فلم يعد تعريف اللبناني بهويته الطائفية الضيقة بل برحاب الوطن الواحد.
ثامناً، لبنان الصغير استقبل مليون نازح سوري منذ 2011 ووقف مع شعب فلسطين لمدّة عام كامل يدفع الغالي والرخيص، ويدفع الدم والمنزل، حتى يكون لفلسطين نصير وهو ما سيذكره التاريخ عن شعب لبنان. هذا اللبنان يا جماعة هو من العمالقة رغم أزمته الاقتصادية والكورونا وانفجار المرفأ وانهيار عملته! قوي أنت يا لبنان!!
تاسعاً، حتى في زمن الحرب والدمار، لا يزال لبنان بلد الحريات. إذ حتى في فرنسا والدول الغربية لا يمكن السماح بأي انتقاد أو الشذّ عن منطق حماية الوطن وشعبه. ولكن الشذ يحصل في لبنان مع أنّه خطأ. إذ من الأصول أن يصير العتب والانتقاد بعدما تصمت المدافع والصواريخ، وليس الآن ولبنان في عز المعركة.
عاشراً، إنها لمعجزة أنّ الاقتصاد اللبناني يشتغل كما هو: في المطبعة والمصنع والمطعم والسوبر ماركت وسائقي التاكسي والجندي والشرطي والقاضي والكهربجي وعامل البلدية ومحطة البنزين والنقل العام والطيران المدني ودوائر الدولة و.. ويكفي الإشارة إلى دول أخرى تعرضّت لربع ما تعرّض له لبنان فانهار فيها كل شيء وركعت شعوبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب