من الارشيف //تـونس : رسالة مفتوحة إلي ساسة البلاد بقلم : يوغرطة السميري

بقلم : يوغرطة السميري

سأل نجيب محفوظ الشيخ عبد ربه : ما هي علامات ”الكفر“ ؟ فأجابه بدون تردد : ”الضجر“

و حتي لا نصاب و نحن من يتلمس طريق بلوغ درجة المواطنة ب ”الكفر“ بكم و بما تمارسونه ؛ خاصة و إن علامات ”الضجر“ استشرت و بدرجات مختلفة لدي جل فئات المجتمع في هذا القطر التي لم يعد طموحها منحصرا في بلوغ درجة اعتبارهم مواطنين بقدر ما أصبح طموحها متعلّقا بكيف يمكنها ضمان حياتها و حياة أبنائها ؛ ننصح بأن تفكروا و لو للحظة في جعل ”الحصان قبل العربة“ خاصة أنكم و حتّي اللّحظة تمارسون لعبة وضع ”العربة قبل الحصان“ .

هكذا هو الواقع مارسته حكومة الترويكا كتحالف منبت و مفعل و كادت أن تؤدي بنا الي ”انهيار العربة و هروب الحصان“ ، و مارسته حكومة المهدي جمعة مستغلة وقفة الحصان متأملا مخاطر ”الهروب و انهيار العربة“ … و مارسته حكومة التحالف الجامع بين بقايا منظومة النظام المنهار و ”أزﻻمه“ بمختلف مشاربهم ، و اللفيف المكون من ”دعاة الخلافة و المجتمع الرحيم“ .. ان كان في مرحلة ما سمي بالتوافق أو في الحالة القائمة اليوم في ظل حكومة المحاصصة … بزعامة قادة جماعات المجتمع الرحيم .

نتمني وعيا وطنيا بما يعتمل في نفوس المواطنيين ، و اقلاعا بائنا عن سياسة استغفال المواطن … من خلال :

أولا = اعتذارا صريحا للفاسدين ممن تقصدوا استغلال النفوذ و الإثراء علي حساب الشعب إن كان في فترة ما قبل 14/01/2011 أو ما بعدها خاصة … مشفوعا بالتقيد بحكم القانون و العدالة مقترنا بالتعهد باقامة مؤسسات منتجة في المناطق المحرومة.

ثانيا = بناء حكومة فاعلة بمسؤولية لا حكومة محاصصة و ترضيات ، علي شاكلة تلك التي أعادت بناء اليابان أو ألمانية بعد كل ما عرفته كلا الدولتين من تدمير رغم أننا في هذا القطر لم نعش حالات لا مشابهة و لا حتي قريبة من كلتا الدولتين .

ثالثا = بدل الإهتمام بالمنظمات المدنية رغم أهميّة البعض منها ، و بخاصّة تلك الحاملة للافتة البر و الإحسان و هي منظمات منفلتة ﻻ تخلوا من شبهة ،و التركيز علي اعادة بناء مؤسسات الدولة الأمنية و العسكرية أساسا بما يجعل ولاءها للوطن و للشعب لا غير ، و المؤسسات الإدارية خاصة التي ينخرها الفساد و الروتين و حتي الكسل في أداء مهامها ، و القطع مع خطوات بناء مؤسسات جديدة تحت لافتة ما هو شرعيا و ما هو وضعيا علي شاكلة مكاتب تجميع الزكاة ” و هي صيغ ملتوية للإستحواذ و السرقة المغطاة برداء الدين و الدين براء من هكذا سلوكيات … و لما ﻻ تمتلكون الشجاعة و تقرير و تنفيذ اعادة النظر في ملفات من وقع توظيفهم في الوظيفة العمومية بين حكومة الباجي قائد السبسي و حكومة الجبالي و علي العريض و التي تؤشر عدة وثائق من أن عددهم يفوق 122 ألف … عدد شكل ﻻ ثقل علي ميزانيات الدولة السنوية للسنوات اللاحقة بقدر ما مثل انسداد في قدرتها علي التوظيف لمدة 12 سنة قادمة من ناحية ، و من ناحية ثانية كفاءة المنتدبين بما في ذلك ما يحوم حول شهائدهم من شكوك بخاصة اوﻻئك الحاصلين علي شهائد من جامعات تركية … و اخري من مؤسسات خاصة أوروبية .

رابعا = فتح ملفات الطاقة و المناجم و معالجة الإخلالات لا بل الفساد الذي تكتنف أنشطتها كميادين … هي ، و عديد المؤسسات المالية و الإقتصادية الأخري .

خامسا = توخي سياسة اعلامية عنوانها و خطابها : مصارحة المواطن بواقع وطنه .

أولاد بوسمير ــ تونس 30/03/2021