مقالات

التيار القومي العربي والبحث عن آفاق جديدة للنضال بقلم أ.د. عزالدين حسن الدياب أستاذ جامعي -سوريا –

بقلم أ.د. عزالدين حسن الدياب أستاذ جامعي -سوريا -

التيار القومي العربي والبحث عن آفاق جديدة للنضال
بقلم أ.د. عزالدين حسن الدياب أستاذ جامعي -سوريا –
لم يعد مقبولا على الإطلاق،أن يكتفي التيار القومي العربي،بكل فصائله،بموقفه الحالي تجاه ما يجري من أحداث،وخاصة غداة طوفان الأقصى،الذي نهض بالقضية إلى المستوى،الذي يجب أن تكون عليه،لكونها قضية العرب المركزية، ولأنّ العدوان الهمجي الصهيوني،بات يطرح بإلحاح،إعادة. رسم خارطة جديدة،تتوافق وتتناسب مع مشروع إقامة إسرائل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات.
ويبدو أن ما يقوم به العدوان الصهيًني في كل من الضفة الغربية وغزّةمن حرب إبادة وتهجير ً،ومحاصرة للمخيمات،يصب ويتجاوب مع مخططه،القاضي باحتلال غزة والضفة،وضمهما إلى الأراضي التي يقيم عليها كيانه الصهيوني العنصري .والآن وبعد عدوانه على لبنان صارت صورة خارطة إسرائيل الكبرى أوضح،وأوضح للعين التي تقرأ تصريحات النّتن ياهو الخاصة بإقامة شرق أوسط جديد.وقول النّتن ياهو عن شرق أوسط جديد،يعني بأنّ هذا الشرق الجديد في ممكنات بلوغ الدولة اليهودية،وخاصة في أعقاب قدوم كل من البحرين والإمارات الاعتراف بالكيان الصهيوني ،وإقامة علاقات دبلوماسية.
ماذآ يريد هذا الكلام أن يقول،والدعوة للابراهيمية،تجد قبولا ًًونرحيباً من بقية الأقطار الخليجية وفي المقدمة منها النظام السعودي،الذي لًولاه ما تجرّأت أي دولة خليجية الإقدام على التطبيع مع الكيان الصهيوني،بعد أن ساهمت هذه الدول مجتمعة،بتهيئة العدوان على العراق من قبل الحلف الأطلسي،
وبأمر وتخطيط من الصهيونية العالمية،لأن النظام الوطني العراقي  كان يشكل فزاعة لهذه الأنظمة من إقدامها ،على أية خطوة تجاه الكيان الصهيوني.وفي هذه الخارطة العربية التي رسمتها الصهيونية،وحددت معالمها
بوضوح،هذه المعالم التي تتناغم مع المشروع الصهيوني،
نسأل عن فعالية النضال القومي التي قال به التيار القومي،فنجد دون خوض في نقاش لاينفع ولايضر،إلاّ ،اللهم، التسويغات التي لاتقرا إلا أصحابها.نسأل ترى ماهي فعالياته النضالية،التي ترتقي إلى مستوى التحديات،التي تواجه الأمةً العربية في معركة مصيرها ووجودها.هل البينات التي ظهرت،والمقالات التي كتبت،وجلسات المقاهي التي تمت لمحاكاة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية،هل أتت إُكُلُها،أم راحت مع الريح ؟
الآن وقد تعاظمت التحديات المضافة على هذه الأمة،وفي المقدمة التيار القومي العربي،الذي طالت إستراحته عقود عدة،وتنوعت التحديات التي يواجهها،وبعضها أخذ يترسخ في الحياة العربية،والذي يضيف كيانات جديدة،ستكون حليفة للصهيونية،التي نراها في العمالة الأجنبية في دول الخليج،والتي تجاوزت عدد السكان العرب،بعشرات الأضعاف-نسبة العمالة في الأمارات،على سبيل المثال تتجاوز70/100.
والآن أيضاً الحركة الأمازيغية،الانفصالية الممولة بسخاء من اليسار التقليدي واليمين الفرنسي،والطائفية التي نرى وجهها الحقيقي في العراق،هذه كلها تحديات قديمة جديدة في آلياتها،وقواه الناشئة بحكم ضعف حضور التيار القومي العربي نضالياً في الشارع العربي .
إذا وضعنا أمامنا الواقع العربي بتحدياته،التي أشرنا إليها باختصار واستعجال،وأخذنا في قلب هذا الواقع التيار القومي العربي أيضاً بما هو عليه،واستراحة المحارب التي تحولت لنوم عميق،نقول مالعمل لفتح آفاق جديدة للنضال العربي،التي تشكل قفزة في حياته تُفيقه من هذا النوم،وتحضره بيقظة نضالية إلى الساحات العربية التّواقة بجد لهذا النضال،لأنّها ترى فيه مستقبلها،حيث لم يعد مقبولاً أن لايُردف التيار القومي العربي،النضال الدامي والمصيري للشعب العربي الفلسطين.
فهل يملك التيار العربي الوحدوي الجاهزية،للعودةإلى الساحات العربية بقوة نرى فيها ضرب المصالح الصهيونية وإخافة الأنظمة المطبعة،وردعها عمّا قامت به،ودفع ثمنه،وإلا ستتفاجأ قواعد هذا التيار بهبة جديدة  تتجاوز التيار العربي بكل فصائله.لأن البيانات وحدها لا تشكل أكثر من “سقط عتب”كما يقول الشارع العربي.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب