جنود الاحتلال وسويسرا الشرق!
غادة السمان
هل جاء دور لبنان ليمارس فيه جنود الاحتلال هوايتهم بالقتل حتى الحمام الدموي..؟ هل دخل جنود الاحتلال في مرحلة التكبر على بعض من يزودونهم بالسلاح؟ كثير من القتلى والجرحى في جنوب لبنان بقصف جنود الاحتلال وحتى حين طلبت منهم فرنسا وسواها من الدول هدنة بعدم إطلاق النار لأسبوعين رفضت دولة الاحتلال ذلك لأنها كمصاص الدماء لا تستطيع الحياة بدون قتل الآخرين! وقتل القصف الإسرائيلي الكثيرين وبينهم سيدة مسنة فرنسية تقيم في جنوب لبنان. فقد كان لبنان ذات يوم يلقب بسويسرا الشرق لجماله الطبيعي واستقراره السياسي واليوم بعد الحرب الأهلية التي مرت به لم يعد كما كان، بل ازدادت الأمور تعقيداً: لا كهرباء، لا بنوك بعدما سرقت منها أموال الناس وما زلنا نحلم بأن يعود لبنان مكاناً آمناً.. السلاح منتشر لأسباب نبيلة (كتحرير فلسطين) أو للثراء الفاحش وسرقة أموال الناس.. كل عاشق للبنان مثلي لم يعد يحلم بأن يعود سويسرا الشرق كما كان من زمان وكل ما يطلبه هو ألا تموت فرنسية تقيم فيه بقصف الاحتلال وأن يظل الناس أحياء على الأقل في جنوبه وألا يهرب الناس منه إلى سوريا وشمال لبنان خوفاً من قصف دولة الاحتلال وشهيتها المفرطة للدم حتى رفض هدنة بلا قصف اقترحتها فرنسا و»U.S.A»! فهل ستستمر في رفضها؟ ليت البلاد التي تزودها بالسلاح تتوقف عن ذلك لأن جنود الاحتلال أدمنوا مخدر قتل الآخرين، وحمى الله لبنان.
«انتهى الرثاء» يا إلياس خوري
هذا العنوان ليس مني، بل كتبه إلياس خوري بالذات في «هواء طلق» بتاريخ 7 تموز/ يوليو 2020 واحتفظت بالمقال لأنه أعجبني واتفقت معه وأعجبت بما جاء فيه كقوله: «هل نحن أبناء ثورة مغدورة ابتلعها الوحش أم نحن آباء ثورة لم تأت… أنتم اخترتم أن تكونوا طليعة الموتى كي تلوحوا لحياة لم يبق منها سوى اسمها الذي انكسرت حروفه وتشظت. أما نحن فعلينا أن نخرج من دوامة الاشمئزاز وتستعيد بريق الغضب، كي لا نصير ضحايا وطن صار هو الضحية. نقول لا من أجل أن نقول لن. نغرق في العتمة ولا نستغيث، فنحن آخر الشهود على موت العرب».
يا إلياس خوري سنفتقد أبجديتك، رحمك الله، وأصدق التعازي لأسرتك.
نجوم هوليوود أم أمراء؟
المجلات الفنية الفرنسية كلها تنشر باستمرار موضوعات عن الأميرين البريطانيين وليم وهاري وعن زوجة وليم الأميرة (كيت) أي كاترين ميدلتون التي أصيبت بالسرطان وعولجت ونشرت فيديو «سينمائي» تبدو فيه وقد استردت عافيتها وشفيت من السرطان. وكذبت مجلة فرنسية أخرى حكاية شفائها! أما هاري فنشرت المجلات الفنية الفرنسية كلها تقريباً عدة صفحات عنه مع صوره منذ كان طفلاً تحمله أمه الأميرة ديانا (التي قتلت في حادث سيارة في باريس) مع عشيقها دودي الفايد ابن صاحب محلات هارودز الفخمة في لندن (الذي رفضت الملكة اليزابيث منحه الجنسية البريطانية) ومناسبة النشر بلوغه سن الأربعين والاحتفال بعيد ميلاده. أما الممثلة الأمريكية السابقة زوجته ميغن ماركل المغمورة فقد صارت هي أيضاً (نجمة) عالمية في الصحافة الفرنسية بالذات وكتبت عدة مجلات عنها سلباً وإيجاباً وقيل إنها تعامل موظفيها باحتقار ووصفتها إحدى المجلات الفرنسية بأنها ديكتاتورة بكعب عالٍ، كما نشرت إحدى تلك المجلات الفرنسية الفنية في صفحتين كل شيء عن والدها وبقية أفراد أسرتها.
وسبق لي أن كتبت عن ظاهرة الاهتمام (في الصحافة الفرنسية) والاهتمام البالغ بأمراء بريطانيا وحياتهم الخاصة وتساءلت: هل يحن الفرنسيون إلى أيام الملكية؟ وها هو (مؤخراً) صحافي فرنسي كبير، رئيس تحرير مجلة فواسي الفرنسية سيباستيان سانز، يكتب ساخراً من تلك الظاهرة ويشبههم بنجمات هوليوود الفاشلات وبنجومها المهملين!
الحياة السرية لرئيس الوزراء
تحت هذا العنوان كتبت مجلة «هنا باريس» صفحة واحدة فقط عن رئيس وزراء فرنسا الجديد ميشيل بارنيه (73 سنة) ونشرت صورة له مع زوجته الوحيدة وذكر أن مأساة عمره وفاة ابنة أخيه حين كان عمرها 8 سنوات. بهذه الجدية والاقتضاب تتحدث الصحافة الفرنسية عن المشهورين فيها كزوج رئيس جمهوريته السابق السيد أولاند مع حبيبته الممثلة التي كان يتسلل ليلاً من القصر الجمهوري ليلتقيها وهي جولي غايت لم يحظ بأكثر من خبر. أما عشيقته التي كانت تقيم معه في قصر الإليزيه فأصدرت كتاباً عن (خيانته) لها وهي لم تكن زوجته ولم يحظ الكتاب بالاهتمام من الصحافة وكان عنوانه «شكراً على تلك اللحظة».. وخسرت عملها كصحافية في جريدة راقية. وهكذا فالأمراء البريطانيون يحظون من الصحافة الفرنسية باهتمام أكبر بكثير مما يحظى به حكامها ورؤساء وزاراتها..! على العكس من أمراء بريطانيا.
التلوث الصوتي والجنون
في أي بلد كنت تعيش، تتضايق من صوت مطرقة جارك الذي يقوم ببعض الإصلاحات وقد تسأله متى ينجزها كنوع من الاحتجاج المهذب وكتعبير عن انزعاجك.. ولكن «التلوث الصوتي» يمكن أن يدفع بعض الناس إلى الجنون، كما حدث لذلك المسن الألماني الذي هاجم شباباً بسكين بسبب انزعاجه من صوت الموسيقى المرتفع في سيارتهم! وهرب الشباب الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و24 واستدعوا الشرطة لأن المسن المتضايق حتى الجنون من مذياع سيارتهم الموقفة أمام أحد الأنهار (كما المسن) ثقب بسكين مطبخه إطار السيارة المطاطي. ليس بيننا من لم ينزعج يوماً من التلوث الصوتي ولكن بدون شهر السكاكين!!