مقالات

الكلمة المسؤولة حق على التيار العربي الوحدوي بقلم أ.د.عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -سوريا-

بقلم أ.د.عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -سوريا-

الكلمة المسؤولة حق على التيار العربي الوحدوي
بقلم أ.د.عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -سوريا-
إذا عدنا للتاريخ بقدمه،وفتشنا في دفاتره الفكرية والدينية والفلسفية والسياسية،وحتى في عقول ووجدان أولئك الذين ذهبوا وقالوا كلمتهم المسؤولة قبل أن تسجلها صفحات التاريخ بحوادثه وأيامه.
نعم،والعقل المفتش عن حقائق التاريخ،بحثاً عن الكلمة المسؤولةستدله المصادر أنّ كان لها حضورها وحقها في حياة الأمم،بحثاً عن حياة أفضل،وأكثر إنسانية،وعدلاً إجتماعياً، مصحوبة بالتنوع الفكري والسياسي،وحقّ الاختلاف. وإذا بحثنا عن الكلمة المسؤولة في حياتنا العربية،من شعر الصعاليك،مرورا بأوراق ودواوين الشعر الجاهلي،وقول الله لنبيه:إقرأ،ومن ثم ماطلب من هذا الرسول العربي من قريش أن يكف عن دعوته في تأسيس الدين الإسلامي فقال قولته الخالدة في حق الكلمة عليه:والله لو وضعوا الشمس في يميني
والقمر في يساري أن أهلك دونه لما فعلت.”ومن هذه المدرسة المحمدية العربية،ومن مساجلاتها،وحوار
تها،ومن حق الوفاء لكلماته،وهو يبني الجيل العربي الجديد،أهلا لرسالته وما حملت من كلمات مسؤولة،جاء الخليفة عمر بن الخطاب،وقال مخاطباً وموجها رجالات الدوله:متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرار.
وكانت كلمة عمر ،حمالة لحقوق الإنسان،كما يقول عنها كثرة من المؤرخين،ودعاة حقوق الإنسان.
واستمرت الكلمة المسؤولة في مسيرتها في فكر الأمةً العربية،ويشاركها في هذه المسوولية،حقها على أبنا ء الأمة العربية بأن تبقى حاضرة في فكرهم قولاً،وكتابة،وخطاباً،ودعوة،حتى تبلغ حقها في الوحدة العربية،وفي حرية مفتوحة على حقوق الإنسان قولا وعملاً،وكل من حمل معاني الإنسان ومطالبه،وفي عدالة اجتماعيّة تخص الإنسان أينما وجد.
والآن والأمة العربية تعيش معركة مصيرها ومستقبلها في المعارك الدائرة بينها وبين الصهيونية العالمية،على أكثر من جبهة.جبهة السلاح في فلسطين، ولبنان وجبهة الفكر والإعلام والسياسة،في كل الجبهات والساحات العربية. وحنباً إلى جنب معركة حق الكلمة المسؤولة على التيار القومي بكل فصائله وتنوعاته ومواقفه واختياراته وأولوياته أن يقولها ويحصرها في كل أبعاد ومضامين وفعاليات هذه المعركة،فلم تعد معركة المصير هذه تقبل مسوغات الشطار،ومن يحب المال والشهرة،وإشباع الغريزة،ومن المعللين لهروبهم،من معركة المصير العربي. ويطرح حق الكلمة المسؤولة نفسه،على كل من ينتمي إلى معارك الأمةً العربية،سؤالها هل نترك المخطط الصهيوني في بدعته،التي تستهدف وعي الإنسان العربي وثقافته القومية والإسلاميةالمقولة،التي لاأساس لها دينيا وفكرياً وتاريخياً تمر بدون دحضها،وإظهار مخاطرها على الإنسان العربي،وهو يرى مخطط الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات قد بدأت تخطو إلى الأمام في أعقاب اتفاقيات الاعتراف بالكيان الصهيوني،من اتفاقات النكسة التي بدأها السادات،إلى حيادية بعض الآنظمة العربية،عن المعارك التي يخوضها الشعب العربي الفلسطيني نيابة عن الأمة العربية،إلى الخطوات التي اتخذها
ملك المغرب،في أعقاب اعترافه بالكيان الصهيوني،والمتمثلة بإعادة الصهاينة الذين غادروا المغرب،بقوة الصهيونية في وعيهم ونفوسهم، إعادة ما كانوا يملكونه،إلى تمهيد وتأهيل الساحة السياسة ومتطلباتها،في الجزيرة العربية،وخليجها العربي،إلى الاعتراف بالكيان الصهيونى،وتأهيل الثقافة الشعبية هناك،بالثقافة الإبراهيمية بديلاً للثقافة العربية الإسلامية، خاصة والثقافة التي تعب على تكوينها الاستعمار وأجنحته
وأذرعه،بأن يكون سكان الجزيرة وخليجها،تُؤسسها الأغلبية غير العربية،وتؤسس معها الشخصية التي يضعف في وعيها الولاء العربي،والانتماء للشخصية العربية المحاربة،في معركة المصير العربي.
إذا أمام التحديات التي تعاني منها الأمة العربية،والتحديات المستجدة،مثل معارك التطهير العرقي الذي يقوم بها الكيان ومعارك التطبيع،ومخاطر الثقافة الصهيونية،وذراعها الإبراهيمية،فهل ستحد الكلمة المسؤولة حقها عند أحرار العروبة،قولاً وكتابة، وًنضالاً بالسلاح،وبالتظاهر،والحراك الشعبي،وفي خلق رأي عام عالمي يناصر هذه الأمة من حق فلسطين على أحرار العالم.وهل يستنهض هذا الحق الإنسان الإنسان في العالم؟
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب