الصحافه

صحيفة عبرية.. إسرائيل بعد اعتقالها صحافيين فلسطينيين في القدس: لا رواية إلا روايتنا

صحيفة عبرية.. إسرائيل بعد اعتقالها صحافيين فلسطينيين في القدس: لا رواية إلا روايتنا

إن تصميم دولة إسرائيل على منع اطلاع مواطنيها على معلومات صحافية لا تنسجم والرواية القومية، بدأ يجد تعبيره حتى قبل الحرب، لكنه بات واضحاً بقوة أكبر منذ 7 أكتوبر. في صراعها لتقييد الوعي الإسرائيلي، يبدو أن الدولة حددت الصحافيين الفلسطينيين كهدف، وترى في التغطية الصحافية عملاً عدائياً.

صباح الأحد، اعتقلت الشرطة صحافيين فلسطينيين من سكان شرقي القدس، يعملان في شبكة البث التركية في المدينة حين كانا يحاولان إجراء مقابلة صحافية مع المارة في باب السلسلة في البلدة القديمة. ونقلهما أفراد الشرطة إلى محطة الشرطة، أوقفوهما هناك ساعات طويلة، ولم يحققوا معهما لأول مرة إلا بعد الظهر.

وبادعاء محاميهما، اعتقلا بسبب عملهما الصحافي. وحتى أفراد الشرطة لم يدعوا بأنهما قاما بأي عمل لا يرتبط بعملهما. بعد أكثر من 12 ساعة، أطلق سراحهما عقب طلب عاجل رفعته رابطة الصحافيين إلى محكمة الصلح في القدس. وأبلغت الشرطة محاميهما بأنهما مشتبهان بمخالفة تتعلق بسلوك ينتهك سلامة الجمهور. يبدو أن للحكومة وذراع إنفاذ القانون فكرة شوهاء عن سلامة الجمهور، تتعلق بالتحكم بمضامين الواقع الذي يعرض عليه الجمهور. إن المس بالصحافيين يشكل مساً بحرية التعبير وحرية الصحافة وحرية العمل، لكنه مس بحق الجمهور في المعرفة أيضاً.

إن الخطوة الأكثر دراماتيكية التي في صراع الحكومة على الوعي الإسرائيلي اتخذتها الحكومة من خلال قانون “الجزيرة” الذي خول وزير الاتصالات أن يأمر بوقف بث القناة في البلاد، وتقييد قدرة الوصول إلى موقع الإنترنت مثلما حصل بالفعل. في المداولات في الالتماس ضد القانون، شدد القاضي أليكس شتاين على أن “حرية التعبير حق سكان الدولة للاطلاع على كل أنواع المواد”. لكن ما لهذه الحكومة وحماية حرية التعبير والحق في الاطلاع على الواقع بكامل تفاصيله! الحكومة تريد أن تقلص مجال الرؤية للمواطنين، وستلاحق كل من يتجرأ على كشف منظورات للجمهور، كفيلة بضعضعة أفكارها.

إن المس بصحافي واحد هو دوماً مس بكل الصحافيين، وبالجمهور كله، إذ فيه دوماً – وهذه إحدى غاياته – إمكانية لخلق أثر مبرد على عمل الصحافيين كي يخشوا من كشف الحقيقة.

على الحكومة أن تتوقف عن إدانة مهنة الصحافة، وعلى الشرطة أن تتوقف عن ملاحقة الصحافيين. فعلى أي حال، هذا صراع ضد طواحين الريح في عصر الشبكات الاجتماعية. من الأفضل أن ينشغلوا بتحسين وجه الواقع بحيث لا تكون حاجة لملاحقة كل من يتجرأ على أن يظهر أجزاء منه لا تريح الحكم.

أسرة التحرير

 هآرتس 15/10/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب