مصر: الأزهر والصحافيون وأحزاب معارضة ينعون السنوار
مصر: الأزهر والصحافيون وأحزاب معارضة ينعون السنوار
القاهره / تامر هنداوي
تواصلت ردود الفعل في مصر على استشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وكان الأزهر الشريف، أول من نعى السنوار بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتياله.
ونعى الإزهر شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، رافضا نعتهم بالإرهابيين.
جاء ذلك في بيان نشره الأزهر، عبر حسابه الموثق بمنصة «إكس» وقال البيان: ينعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة.
وأكد أن تلك اليد الصهيونية عاثت في أرضنا العربية فسادا وإفسادا، فقتلت وخربت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كتب به.
وأضاف الأزهر، أن شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق، أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول العدو تصويرهم كذبًا وخداعًا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وتابع: الأزهر إذ ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية، فإنه يشدِّد على أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويه رموز المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين.
ونعت نقابة الصحافيين السنوار، وقالت إنه استشهد في ميدان الشرف، وهو يقاوم الاحتلال الصهيوني الغاشم لقطاع غزة.
وأكدت في بيان، أن اغتيال قادة المقاومة لن يوقف الشعوب المحتلة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني البطل عن النضال بكل الوسائل لاستعادة الأرض والحرية حتى إن اعتبره الاحتلال البغيض نصرا حاسما، إلا أنه نصر مؤقت سيكون ملهمًا ووقودًا للشعوب، وللأجيال القادمة لتثبت أقدامها في دروب المقاومة، بعيدًا عن حسابات السياسة، وضيق أفقها.
الصمت العربي
وأدنت النقابة صمت القبور العربي، والتواطؤ الأمريكي والغربي، الذي استمر على مدار عام كامل من القتل والإرهاب، والتدمير، والتهجير للشعب الفلسطيني، وتدمير قطاع غزة، وقتل عشرات الآلاف من أبنائه، وتدعو كل حر في العالم إلى إدانة حرب الإبادة، التي يمارسها الاحتلال المجرم، وتدعمه فيها قوى دولية، بينما بقيت قوى أخرى عاجزة عن وقف تلك الآلة الإرهابية الإسرائيلية المجرمة، التي امتدت للعدوان على الشعب اللبناني.
وجددت النقابة دعوتها لوقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وقطع العلاقات معه، وتدعو أبناء وطننا العربي، وكل حر في العالم إلى فضح أكاذيب المحتل الصهيوني المجرم، وكشف ألاعيبه الخسيسة، والتأكيد على حق شعبنا الفلسطيني في تحرير أرضه والعيش فيها، وتعليم أبنائنا حقيقة المعركة الشريفة، التي خاضها الشعب الفلسطيني جيلًا بعد جيل، مقاومًا مؤمنًا بقضيته وعدالتها.
وقالت الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية، إن القائد الشهيد السنوار صعد إلى بارئه مقاوما مكفنا فى رداء القتال محاربا العدو لا مختبئا ولا فارا ولا مستسلما ولا متراجعا ليذكرنا بالقائد الشهيد عبدالمنعم رياض الذي ارتقى وهو في الصف الأول في المواجهة مع ذات العدو، مؤكدا أنه لا طريق مع العدو الغاصب إلا طريق المقاومة لا نهج الاستكانة والخنوع، وأن الحرية والكرامة لا تتحقق إلا بالقوة.
وأضافت الجبهة في بيانها: إذا كانت الثورات الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي قدمت ملايين الشهداء والمقاومة الفيتنامية ضد العدو الأمريكي قدمت أيضا الملايين، فقد كانت من ورائهم دولا تساندهم وتدعمهم ماديا ومعنويا، إلا ان المقاومة الفلسطينية محاصرة ولا تجد الدعم المادي الذي حظيت به حركات تحرير ضد الاستعمار من قبل.
وزادت: عجز وتنصل النظام الرسمي العربي من الدعم بالسلاح والمال للمقاومة الفلسطينية غير مسبوق في التاريخ العربي خصوصا والإنساني عموما على الرغم من أن القانون الدولي والأممي يقر بحق الكفاح المسلح ضد الاستعمار وعلى الرغم من قرارات الشرعية الدولية المساندة لفلسطين التي أدانت الكيان الصهيوني، والزمته بإجراءات وخطوات منها الانسحاب ومنها وقف الإبادة الجماعية إلا انه مستمر في الإبادة ومنع دخول الاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء ودواء ووقود لأهلنا في غزة.
إلى ذلك حيت الحركة المدنية الديمقراطية روح الشهيد يحيى السنوار، وقالت في بيان إنه استشهد رافعا رأسه وشاهرا سلاحه.
وأكدت الحركة التي تضم 12 حزبا معارضا، أن الموت قد يغيب القادة، ولكن الحياة تعيد إنتاج المقاومة والمقاتلين، كما جرى بعد استشهاد اسماعيل هنية وحسن نصر الله.
وقالت الحركة، إنها تدرك أن حروب الاستقلال بطبيعتها هي حروب استنزاف طويلة المدى، تتواصل على جولات ولا تعرف منطق الضربة القاضية، وأن منطقها دائما هو أنك لن تنهزم ما دمت تقاتل.
وشددت الحركة على ضرورة طرد البعثات الدبلوماسية الصهيونية من عواصم التطبيع، ومراجعة كل الاتفاقيات التي تمس السيادة الوطنية للدول العربية على أراضيها، وحضور القوات المسلحة المصرية على معبر رفح ومحور صلاح الدين، وأن الكيان الصهيوني خطر يهدد الجميع، والمقاومة الآن وليس غدا.
وأصدر الحزب الاشتراكي المصري بيانا ينعي القائد الفلسطيني يحيى السنوار، قائلا: جندي بطل وسط ساحة النزال، حاملاً حياته على كفه، وسلاحه في يده، ومرتديا زي المكافحين الصامدين، ومقاتلا ببسالة حتى الرمق الأخير، لكي يؤكد مجددا، حتى في لحظة ارتقائه، أن الشعوب الحية لا تذل، وأن ليل القهر والاستعباد، مهما طال، إلى زوال.
وزاد الحزب: هذه المعركة التي ما زالت دائرة، هي جولة من جولات الصراع ضد العصابات الصهيونية، القاعدة المركزية للهيمنة الاستعمارية في الشرق الأوسط، وقد استطاعت المقاومة الفلسطينية، رغم محدودية إمكاناتها، أن تعري عبر صمودها الأسطوري ـ عورات الجيش الذي لا يقهر، واستطاعت أن تعيد إحياء القضية الفلسطينية وتضعها في المرتبة الأولى على أجندة العالم كله، والأهم أنها زلزلت وضع الكيان الصهيوني المُصطنع، وأبرزت هُزال تكوينه وهشاشة مُقوماته، بالهجرة المُعاكسة لأكثر من مليون ساكن إلى خارجه مع امتداد القتال.
واختتم الحزب بيانه: واقع الاستشهاد البطولي للقائد يحيى السنوار وزملاءه من المُقاتلين الأبرار، على أرض فلسطين الباسلة، يرسم خريطتها الحرة المنيعة القادمة، وسوف يستكمل شعب فلسطين مع شعب لبنان والأحرار في كل مكان، الذين أصبحوا على وعيٍ كامل بحقيقة القضية في منطقتنا، ومعهم كل الأصوات الشريفة حتى بين يهود العالم على اتساعه، مسيرة مواجهة الكيان الصهيوني المُتوحش، حتى هزيمته المحتومة.
«القدس العربي»: