رفع أسعار الوقود… ومخاوف من موجة غلاء عاتية… ووزير التموين يطمئن المواطنين على سعر الخبز المدعم
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2024/10/رفع-اسعار-الوقود.jpg)
رفع أسعار الوقود… ومخاوف من موجة غلاء عاتية… ووزير التموين يطمئن المواطنين على سعر الخبز المدعم
حسام عبد البصير
القاهرة ـ هذه أرض تنبت الأبطال كما تنبت الزيتون والحنطة لأجل ذلك سيخلف السنوار ألف نسخة منه، إذ لا تعاني فلسطين مطلقا ندرة الأبطال الذين يصنعون من المخلفات أسلحة تؤلم العدو وتكبده خسائر.
نعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية الذين طالتهم، حسب بيانه في “بوابة الأزهر”: يد صهيونية مجرمة، عاثت في أرضنا العربية فسادا وإفسادا، فقتلت وخرَّبت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغُطّ في صمتٍ كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كُتب به. وأكد الأزهر أن شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق، أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول العدو تصويرهم كذبا وخداعا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردّون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها”. وأضاف: “الأزهر إذ ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية فإنه يشدِّد على أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويه رموز المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين”، مؤكدا أن المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت في سبيلها شرفٌ لا يضاهيه شرف.
وعلى صعيد الغلاء أعلن وزير البترول والثروة المعدنية زيادة جديدة للبنزين والسولار، بقيمة جنيهين للتر وهو الارتفاع الثامن عشر منذ عام 2019 ، ما سيسفر تلقائيا عن موجة غلاء لا قبل للأغلبية الكادحة لتحمل تبعاتها. وطمأن الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، المواطنين بعدم المساس بسعر رغيف الخبز البلدي المدعم والمُسعر على البطاقات التموينية بسعر 20 قرشا للرغيف. وأكد أن الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسلع التموينية تضع في اعتبارها جميع عناصر التكلفة ومدخلات الإنتاج الخاصة بتصنيع رغيف الخبز البلدي المدعم، ومن ضمنها سعر السولار والغاز. ونفى حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، الشائعات المتداولة حول إصابة بعض الطماطم بما أطلق عليه “لدغة الثعبان” مؤكدا أن الأفاعي لا تلدغ الطماطم ولا تأكل نباتات، الأفاعي بريئة من هذه الشائعة». وأضاف أن الثقوب التي تظهر في الطماطم غير ضارة وناتجة عن يرقات حشرة “توتا ابسلوتا”.
إدمان الكذب
لم تعد صحيفة “نيويورك تايمز” تكتفي بالكذب العادي الذي ميزها في الشهور الأخيرة، وإنما حسب أسامة غريب في “المصري اليوم” أوغلت في مستوى مفضوح لا يليق بكبرى الصحف الأمريكية. لقد نجحت إسرائيل للأسف في تعهير الكثير من المؤسسات الغربية الإعلامية والدبلوماسية وسحبت منها الرصانة وبعض الموضوعية التي كانت تتحلى بها. نشرت الصحيفة تقول إن إسرائيل عثرت في أحد الأنفاق في خان يونس على محاضر الاجتماعات التي ضمت السنوار وأركان حربه، وإن هذه المحاضر، الواقعة في 30 صفحة، تضم الخطط التكتيكية التي وُضعت للهجوم الذي تم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. المضحك أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت هذه الأخبار عن الصحيفة الأمريكية. لم يحفل الكاذبون بفكرة أن هذه المحاضر التي يقال إنهم استولوا عليها في 30 يناير/كانون الثاني 2024 كان من الطبيعي أن تكون رؤوسا للأخبار في الصحف الإسرائيلية في يوم الاستيلاء عليها، لا أن تعلن عنها “نيويورك تايمز بعد حدوث الواقعة بتسعة أشهر، ثم تنقل عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية. المشكلة لدى “نيويورك تايمز” تكمن في عدم فهم الواقع الفلسطيني في ظروفه الصعبة تحت الاحتلال، وعدم إدراكهم أنه لا يوجد لدى السنوار ورفاقه شيء اسمه محاضر اجتماع. إن المقاومين الفلسطينيين ليسوا دبلوماسيين يلتقون في فندق «والدورف أستوريا» ومعهم طواقم السكرتارية داخل قاعة يتم فيها تدوين المحاضر، ثم الاستناد إليها في المفاوضات. هذا خيال صحافي ناجم عن تصور أن العولمة قد عمّمت سلوكيات أصبحت مُلزمة لكل البشر، وأن قادة حماس يلتزمون بالضرورة بمقررات عالم النيوليبرالية ويكتبون محاضر فيها الخطط وأدق التفاصيل، ثم يحتفظون بها ليعثر عليها الجيش الإسرائيلي، قبل أن يسلم صورة منها لـ”نيويورك تايمز” بدلا من تسليمها لـ”معاريف” أو “يديعوت أحرونوت”.
سبق مزيف
لا يعرف محرر “نيويورك تايمز” الذي وصفه أسامة غريب بالبائس سقيم الخيال، أن الدول العربية في كثير منها وعلى مستويات القيادة لم تكتب محاضر لجلسات جرى فيها اتخاذ أكبر وأهم القرارات، وبناء على ذلك لا تستطيع الأجيال الجديدة معرفة تفاصيل، ولا ملابسات اتخاذ القرارات التي يدفع المواطن العربي ثمنها للآن. الزلزال الذي أحدثه طوفان الأقصى والقدرة على مفاجأة الاحتلال تعود في جزء منها إلى البساطة والبدائية في التواصل ونقل المعلومات بين القادة والأفراد، وإلى أن السنوار وزملاءه لا يحملون تليفونات أو بيجرات، فهذه تعني بالنسبة لهم الفناء، نتيجة إدراكهم أن العدو يرصد كل الاتصالات. بالتالي فإن المقاومين الذين يكتبون التعليمات بالقلم الرصاص أو يتواصلون شفاهة بالهمس لا يتورطون في كتابة محاضر يستولي عليها العدو وتقيم عليها “نيويورك تايمز” حفلة وكأنها سبق صحافي جبار. عندما نستحضر الغارة الرهيبة التي قام بها الحلفاء ضد مدينة دريسدن في فبراير/شباط عام ،1945 نلمس أن الصحافة البريطانية في ذروة الحرب العالمية الثانية، قد أدانت القتل غير المبرر الذي قام به سلاح الجو البريطاني لمدينة ذات تراث ثقافي، وليس فيها أهداف عسكرية تذكر. وقتها كانت بريطانيا لا تزال تتحلى بالأخلاق. ماذا فعلت إسرائيل بالعالم، وكيف فرضت عليه أن ينحط ليجاري جرائمها ويبررها ويدافع عنها؟
المقاومة بخير
عدة ملاحظات وأسئلة مهمة انتبه لها أحمد رفعت في “فيتو” منها، أنه لا يوجد نجاح معلوماتي على الأرض.. فطبقا للأنباء كان السنوار في رفح.. وقبلها قالوا إنه في أماكن أخرى.. خان يونس وغيرها. وبالتالي يبدو لنا أنه كان يتحرك دون رصده.. أو أن المعلومات التي رددها العدو من قبل لم تكن صحيحة.. حتى كانت الصدفة وحدها وراء الاشتباك الذي أدى لما يقوله العدو، وهذا يعني أن المقاتلين في غزة غير مخترقين.. وأيضا القدرة على الانتصار وعلى أحدث أنواع تكنولوجيا التجسس ممكنة جدا، هل انهارت المقاومة ويهيم قادتها كل في طريق؟ هل انقطع اتصال المقاومين ببعضهم وتفككت التنظيمات المتماسكة وهناك صعوبة في التواصل؟ هذا غير صحيح.. أبسط دليل شكل الضربات التي توجهها المقاومة الأسبوعين الأخيرين، ولا يمكن أن تحدث إلا من تنظيم متماسك.. يمتلك القدرة على الاحتماء والاختفاء والتخطيط واتخاذ القرارات، وأخيرا تنفيذها ثم تصويرها وإعدادها للنشر وإرسالها لوسائل الإعلام، وهي عمليات شديدة التعقيد وشديدة الجرأة، وهو ما تستحيل معه فرضية الانهيار. السبب الثاني هو الرهائن.. فمن يخفيهم يستطيع أن يخفي السنوار، وبالتالي ليس أمامنا إلا فرضية وجود السنوار في إحدى المهام التي أراد أن يقوم بها بنفسه، ظنا ألا أحد سيشك بوجوده.. وشخصية السنوار من هذا النوع المجازف المغامر وبالتالي القدرة على وجود بدائل قائمة وجاهزة خططها وهو أبسط قواعد المعركة.
ضعيف فلا تلوموه
نظلم أحمد أبوالغيط أمين الجامعة العربية، لو توقعنا منه الكثير، وقف الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون واللبنانيون، فالرجل من وجهة نظر الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد” لا يملك قدرات خاصة، وكأمين عام فإنه ليس سوى تعبير عن محصلة قوى وإرادات الدول العربية الأعضاء في الجامعة. ولذلك نرى أن البعض ربما يكون قد تجاوز في محاولة تصوير ما قاله أبوالغيط في حواره مع الإعلامى أحمد موسى على قناة «صدى البلد»، بأنه دفاع عن السردية الإسرائيلية بخصوص ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول. المسألة ليست هكذا على الإطلاق، وإنما المعضلة في أنه بحكم منصبه، لا بد من أن يزن كلماته بميزان من ذهب، ما يعني أنه يجب أن يكون من بين ثناياها شيء من الدبلوماسية وشيء من التلميح لما هو مسكوت عنه، وشيء من الصراحة، بمعنى أصح كوكتيل من المواقف الذي يصب في خانة إعلان موقف يليق بمنظمة من المفترض أنها تعبر عن العرب أجمعين. أبوالغيط قال ما يجب أن يقال وفي الحدود التي يجب أن تقال. في تعاملنا مع الجامعة يجب أن لا ننسى أنها ضعيفة، وأن ضعفها يأتي انعكاسا لتباين المواقف العربية، ليس في مواجهة الأطراف غير العربية فقط، وإنما في مواجهة الأطراف العربية ذاتها. فضلا عن ذلك فإننا لو وسعنا دائرة النظر لأدركنا أن المسألة لا تقتصر على الجامعة فقط، وإنما على التنظيمات الدولية ككل. خذ مثلا الأمم المتحدة، وفى القلب منها مجلس الأمن، ماذا فعلت حيال الحرب الإسرائيلية؟ لا شيء، بل وصل الأمر معه لحد بدت معه أشبه بخيال المآتة. بمعنى آخر أنه من الواضح أن هناك تغيرا في نمط العلاقات الدولية المعاصرة، لحد تراجعت معه فكرة تأثير التنظيم، أو المنظمات الدولية، سياسية أو حتى عسكرية، بما في ذلك منظمة مثل الناتو التي تراجع دورها لحد التلاشي، ولكن المسألة من الواضح أنها زادت كثيرا مع الجامعة العربية.
يتحمل وزرها
في معرض دفاعه عن الأمين العام للجامعة العربية قال الدكتور مصطفى عبد الرازق: كلامه يشير إلى أنه ينطلق من رؤية واقعية، وليست وقوعية، وهذا في حد ذاته، للأسف في ظل وضعنا العربي المتردى يعتبر أمرا إيجابيا. هو لا يغفل أن إسرائيل تمثل تهديدا للعرب ككل على خلفية تلويحها بالقدرة على الوصول إلى أي منطقة في الإقليم، وهذا في حد ذاته ربما يمثل نوعا من الرفض والنقد لبعض الدعاوى العربية رسمية وغير رسمية، بشأن السلام وأنه من منظور أبو الغيط، ربما يكون بعيدا، بل إن الرجل راح يتحدث عن تناقض الخطاب الإسرائيلي وبالتبعية من يشايع هذا الخطاب من العرب، بالإشارة إلى مفارقة الانخراط في أكثر من 45 عاما من المعاهدات والسلام كخيار استراتيجي، فيما تتحدث تل أبيب عن التوسع وإسرائيل الكبرى، كما قال المشكلة التي ربما حاول أبوالغيط تجاوزها دون أن ينكرها هي أن القضية الفلسطينية للأسف لم تعد قضية كل العرب، وقد حاول أن يجد لرؤيته تخريجا لم يوفق تماما فيه. المشكلة أيضا أن الأمر وصل لحد وقوف البعض من العرب ضد القضية الفلسطينية، ولكن لا الكياسة ولا المنطق يمكن أن ينتهى بمسؤول في وضع أبوالغيط إلى هذا الطرح، ونذكرك هنا بفكرة وزن الكلمات بميزان الذهب. الخلاصة، أن الجامعة العربية ليست سوى مرآة لحال أعضائها ليس أكثر.. التعامل معها على هذا النحو من المؤكد أنه سيريحك وسيريح الجميع.
صمتنا مخز
هل تحترم إسرائيل العالم؟ الإجابة القاطعة: لا. إذن لماذا يصمت العالم على جرائم الإبادة الجماعية التي ليس لها مثيل من قبل؟ لأنه كما يصفه الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” عالم مختل، مختل الفكر والميزان، عالم بلا عدل ولا حقوق إنسان، عالم يفتح للسفاح نتنياهو أبوابه يرتع فيها، عالم تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بوهم القوة القادرة على فرض البلطجة كنظام جديد يحكم عالما تقف فيه القوى الكبرى الأخرى، الصين وروسيا، عاجزة عن فعل شيء صح. عالم اختفت فيه المنظمات والمؤسسات الدولية لتترك مكانها للبلطجة الصهيونية الأمريكية. دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس حربها المسعورة ضد المدنيين في فلسطين ولبنان وسوريا، وتقتل الآلاف وتشرد الملايين، ولا أحد يردعها، القوات الإسرائيلية تضرب قوات حفظ السلام الدولية على الحدود مع لبنان، ولا أحد يقول لها عيب، دولة الاحتلال تعلن مصادرة ممتلكات ومقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية المحتلة، ووقف أنشطتها وإقامة مستوطنة مكانها، والعالم يكتفي بالإدانة، وأمريكا تدعم الحكومة المتطرفة بإسرائيل ما لذ وطاب من السلاح. العالم كله تقريبا أعلن رفضه لجميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإن الأونروا جهد إنساني تقوم به الأمم المتحدة لإغاثة ودعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة الظروف الإنسانية الصعبة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، حتى الجهود الإقليمية والدولية تحاربها حكومة السفاح نتنياهو، ليس هذا فقط، بل يراوغ في مفاوضات السلام، ويسعى لإشعال الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وهكذا يستمر نتنياهو في ممارسة انتهاكات صارخة للقوانين والقرارات الدولية بلا رادع، وكل ما فعله الاتحاد الأوروبي إدانة وإعراب عن قلق. وليعلم الجميع أن تصفية الأونروا، تعنى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء منظومة مفهوم الحل السياسي وحق تقرير المصير، وهو هدف السفاح نتنياهو.
حسابهم يقترب
يتمسك محمد صابرين في “الأهرام”، بأمل مفاده، أن حساب القتلة وأعوانهم يقترب: يوما ما سوف تتوقف الجولة الحالية من الصراع العربي – الإسرائيلي، ولا شك أنه في لحظة ما سوف يتوقف إطلاق النار، ولحظتها سوف تبدأ عملية المراجعة لكل ما جرى، ومن وقف في الجانب الخطأ، ومن تآمر ودعم العدوان، ومن سحبهم نتنياهو مجرم الحرب إلى قائمة العار، وسقطوا إلى الهاوية، الرئيس الأمريكي بايدن والمستشار الألماني شولتس ووزيرة خارجيته، من أبرز الذين سوف يسقطون مع نتنياهو. وربما يقول البعض إن حساب الشعوب العربية، خاصة الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، سيكون قاسيا في اليوم التالي للحرب، إلا أن الأمر بدا مبكرا من قبل بعض الكتاب في الغرب نفسه، وحتى قبل نهاية المأساة الدائرة الآن. وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات أساتذة الجامعات والطلبة والكتاب في الغرب بقوة، مطالبة بإجراءات قوية لوقف عدوان إسرائيل، ففي المقابل لا تزال تحركات الساسة في أوروبا خجولة وبطيئة وغير فعالة، فرغم موقف مدريد ودبلن المتقدم، إلا أن آخر ما أعلنه رئيس وزراء إسبانيا هو أن بلاده وأيرلندا تطالبان دول الاتحاد الأوروبي بتعليق اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، ولم تطرح الدولتان إلغاء الاتفاقية، ولم تطالبا بوقف شحن الأسلحة لإسرائيل، أو وقف التعامل مع نتنياهو وكبار الساسة المتطرفين في حكومته أو الأشخاص المتورطين في جرائم حرب، وفقا للمحكمة الجنائية الدولية. وعلى الضفة الأخرى في أوروبا غير الرسمية يوجه دانيال باكس الكاتب الصحافي الألماني انتقادات لاذعة للحكومة الألمانية في مقال بعنوان “سياسة ألمانيا في الشرق الأوسط: إخفاق تاريخي”، ويرى باكس أنه حتى الآن، فشل السياسيون الألمان في الرد على أي من أفعال إسرائيل، حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن كان أكثر انتقادا لأفعال إسرائيل من المستشار الألماني شولتس، فقد وصف بايدن القصف الإسرائيلي بأنه “عشوائي”، وحذر في وقت مبكر من الحرب من أن على إسرائيل أن تتجنب ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001.
هاوية أخلاقية
لسوء الحظ، ذهب تحذير بايدن أدراج الرياح، وفشل في اتباع كلماته بأي إجراء لكبح جماح إسرائيل، وبكل جرأة، كما أخبرنا محمد صابرين، قرر نتنياهو ضرب لبنان بكل قوة أيضا، وعلى غرار الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، تجر إسرائيل حلفاءها أكثر فأكثر إلى هاوية أخلاقية. وستكون لذلك عواقب، ولا يزال السباق على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني على المحك. فقد أحدثت الحرب انقساما عميقا في الحزب الديمقراطي؛ فقد تم تشويه سمعة بايدن بوصفه “جو الإبادة الجماعية” لفشله في الرد على عمليات القتل الجماعي في غزة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت كامالا هاريس ستتمكن من الهروب من ظله خلال حملتها الانتخابية. كما عانت الأحزاب التي تشكل الائتلاف الألماني الحاكم، ولاسيما الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، من أضرار جسيمة في سمعتها في أعقاب الولايات المتحدة، وقد يواجهون الآن مصير حزب العمال البريطاني في عهد توني بلير، الذي دُمرت سمعته بعد أن انحاز بلا تحفظ إلى جانب الولايات المتحدة، عندما غزت العراق في عام 2003. لم يتعافَ حزب بلير لفترة طويلة، وفقد ثقة الناخبين، واستغرق الأمر أكثر من عقد من الزمان حتى تمكن حزبه من تشكيل حكومة مرة أخرى، كما فقدت أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا الثقة، وتراجعت في استطلاعات الرأي وانتخابات الولايات الأخيرة. ويطالب الكاتب الألماني دانيال باكس بأن تحسم ألمانيا أمرها من إسرائيل والفلسطينيين، ويقول بصراحة “يجب على ألمانيا أن تقرر ما الذي يعنيه حقا ما يسمى بـ”سبب الدولة”. هل يعني التضامن مع الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني؟ إذا كان الأمر كذلك، يجب على ألمانيا أن تخاطر أخيرا بتغيير مسارها، وفرض حظر على الأسلحة، وعليها أن تمارس الضغط على نتنياهو، بدلا من إطلاق يده لتوسيع الحرب إلى لبنان وما وراءه.
ست مكسورة الجناح
من أبرز المعارك التي حظيت بالاهتمام والتي قادها سعيد صابر في “المشهد”، ضد فئة ذاع صيتها وضجيجها خلال الفترة الأخيرة: خرجت علينا مجموعة من “اليوتيوبرز” في ثوب عقلاء الأمة ومُنظريها محذرين من أننا لا بد أن ننتبه، إذ إننا مُقبلون على اقتصاد حرب، وإن الحرب مقبلة لا محالة من الشرق والجنوب، إشارة إلى ما يحدث في غزة شرقا وما يحدث في السودان والصومال جنوبا. اليوتيوبرز محمود خليل تحديدا حينما يتحدث، فهذه الكارثة بعينها، مثلا في معرض حديثه عما يحدث في إثيوبيا من تمرد الأمهره ودخولها أديس أبابا قوله: إن مصر بلد طيب (واللي يجي عليها ما يكسبش) هل هذا يليق بمصر والحديث عنها بأنها ست مكسورة الجناح واللي يظلمها (ما بيكسبش) وكأنها ملطشة للي رايح واللي جاي، المهم أن الدولة المصرية آخر طناش ولا صوت لها.. سواء المتحدث العسكري، المنوط بالحديث عن الأمور العسكرية والمشاكل الاستراتيجية التي تواجهنا وأبعادها، وكذلك صمت المتحدث باسم الحكومة، وكذا المتحدث باسم مؤسسة الرئاسة ليشرح لنا أصحاب الفهامة، ما هي القصة وما هو اقتصاد الحرب الذي يتحدث عنه هؤلاء وأين تلك الحرب التي لم تبدأ بعد، وهل نحن نعيش اقتصاد الرفاهية الآن؟ أم أن هؤلاء موجهون علينا من خلالهم طبعا لتوصيل رسالة معينة مفادها، أن الأسوأ لم يأت بعد، وهل تعتقدون أن الناس لديها أدنى أنواع المقاومة لتحمل ما يُروجون له، أم هو اللعب بالنار وسياسة العبط وعدم تقدير الأمور.
مسلطون علينا
بصراحة والكلام لسعيد صابر، في ظل وجود هؤلاء اليوتيوبرز وصمت الدولة عليهم، والسماح بمرور أفكارهم إلينا، أميل إلى الرأي الأخير المتمثل في أن هؤلاء مسلطون علينا، بل أتهم الدولة بالعجز والتخبط، وإذا نظرت حولك في أنظمة الحكم في العالم فستجد ثلاثة أنواع: النظام الرئاسي الديمقراطي في أمريكا ويقوم فيه رئيس الدولة بإلقاء خطابات دورية عن حالة الاتحاد (أمور الدولة) – والنظام الرئاسي الجمهوري في فرنسا – أما النظام الثالث فهو البرلماني كما في المملكة المتحدة، حيث الملك لا يحكم ورئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي. كل هذه الأنظمة تقف أمام شعوبها بأدب وخشوع وبمنتهى الشفافية، تُعلن للشعب ما يجابه الأمة من متاعب.. أضف إلى ذلك مجالس نواب تحاسب الجميع بدءا من رأس الدولة إلى أصغر موظف، يدعم كل هذا ثقة في وعي الشعب وقدرته وثقة الشعب في نظامه الذي يحكمه. أما نحن فحدث ولا حرج، حكام لا يحترمون الشعب وكأنه إرث آبائهم ووزراء موظفون يريدون أن يمضوا وقتهم فوق الكرسي ويمضون بسلام، وشعب سلبي فقد الوعي القومي والارتباط الاجتماعي وتحول إلى جزر منعزلة تحكمها الأنانية والمصلحة الشخصية. آن الأوان لإصلاح مسيرة الحكم وأداء الدولة، وأن تصمت هذه الأصوات الجاهلة وتتحدث الدولة إلينا برجالها القادرين على الحوار مع هذا الشعب المطحون، فلسنا بحاجة للتلويح في هذا الوقت باقتصاد الحرب، لأننا نعيشه فعلا وأكثر والأمثلة عديدة.
سابقة خطيرة
بين الحين والآخر نفاجأ بتطاول فج على الدين من هؤلاء الذين يدعون للتجديد والتنوير، ويتناولون أمورا تتعلق بصلب العقيدة، ونجد من يفتون بغير علم ويتحدثون عن الأحكام والفرائض من باب حرية الرأي، أو وجهة النظر، ما اعتبره السعيد حمدي في “القاهرة 24″، تدليسا تاما، لأن ثوابت الدين لا علاقة لها بتلك المفاهيم المطاطة والمضللة، التي يحاولون التستر خلفها. كل ذلك جرّأ البعض، حتى وصلت الأمور إلى نشر فيديوهات للقرآن الكريم مصحوبا بالموسيقى على إحدى قنوات اليوتيوب، وهذه سابقة خطيرة للغاية، كان لا بد من التعامل معها بكل حزم وحسم، لهذا فإن النائب العام المصري أمر بحجب تلك القنوات، والتحقيق مع من فعلوا ذلك، ونتمنى محاكمتهم وإنزال أشد عقوبة عليهم في أسرع وقت، لما ارتكبوه من جرم. كل ذلك يجعل الحاجة ملحة لمراجعة قانون ازدراء الأديان وتغليظ العقوبات الخاص به، لتحقق الردع الذي هو الهدف الأساسي من وجودها، وهذا لضمان أمان المجتمع واستقراره. المحزن أن من يفعلون ذلك ينتمون ولو شكلا إلى الدين الإسلامي، الذي لا يملون من انتقاده، وكأنه فكرة فلسفية يمكن النقاش حولها، ولو كانت لديهم الشجاعة لكي يخرجوا منه لكان خيرا، بدلا من ذلك التنطع الذي لا معنى له، إننا أمام أشخاص أمنوا العقاب فأساءوا الأدب. هؤلاء يمثلون خطرا شديدا على المجتمع، لأنهم يشاركون في صناعة التطرف بشكل مباشر، فما يفعلونه يغذي روح الكراهية والانتقام، بحجة الدفاع عن الدين، ومن ثم استقطاب الشباب الغيور والمتحمس، الذي يظن أن العنف هو الوسيلة الأمثل لحماية دينه وإجبار الناس على احترامه، كما يقال لهم ممن يريدون استخدامهم عن طريق إيهامهم بتكفير المجتمع نفسه عبر أفكار متشددة. وهنا لا بد من التأكيد على أن للتطرف وجه متشدد، وآخر مفرط وكلاهما خطر كبير.
ليست رفاهية
يعتقد البعض أن المؤسسات في مصر تفتقر للكفاءات، لكن هذه الفكرة تغفل حقائق أساسية التفتت لها نادين عبد الله في “المصري اليوم”: الحقيقة الأولى هي أن العقول المتميزة موجودة بالفعل، لكن المشكلة تكمن في غياب الأطر المؤسسية والقانونية، التي تمكن من جذب هذه الكفاءات ودعمها. للأسف، العديد من القوانين والأنظمة المعمول بها تقيد الإبداع، وتحول المؤسسات إلى كيانات تفتقر إلى الفاعلية والحيوية. فعليا، التخلص التدريجي من القيود المفروضة داخل هذه المؤسسات على أصحاب الرؤى المختلفة ليست رفاهية، بل هي ضرورة لضمان الحرية اللازمة التي تساعد العقول المبدعة على العمل والنمو. فتحجيم حرية التفكير تؤدي إلى محو إمكانية وسبل الحوار الجدي العلمي والنقدي. وهنا، يصبح المجال مفتوحا على مصراعيه للنقاشات الفارغة السطحية، وهي كارثة في بلد بحجم مصر يعاني من تحديات عديدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. ولعل أبرز الأمثلة على أهمية حرية التعبير هو غاليليو، الذي تحدى الأفكار السائدة ليقدم اكتشافات غيرت مجرى التاريخ. فلو لم تكن لديه الجرأة للتعبير عن أفكاره المخالفة، لربما بقيت الإنسانية في ظلمات الجهل لفترة أطول. فالقدرة على التعبير على الرؤى النقدية ليست مجرد مبدأ فلسفي، بل ضرورة عملية لتعزيز الإبداع والتقدم. وهو الأمر الذي يتطلب تحلي القادة والمسؤولين بالمرونة لتقبل الأفكار الجديدة والتعاون مع الكفاءات المتميزة التي تقدمها. فالمؤسسات التي تضع قواعدها بناء على قدرات وتصورات رؤساء العمل التي تتصف في أحيان كثيرة بالمحدودية، هي مؤسسات لا تحفز على التفكير والإبداع. فلو شعر الموظف أن رأيه غير مسموع، وأنه مجرد ترس يدور في آلة، سيفقد بالضرورة الحماس والقدرة على العطاء. ببساطة، تحتاج الكفاءات إلى بيئة عمل تُقدرها وتمنحها الصلاحيات اللازمة للابتكار والتطوير. يدفع الجمود الكثير من الشباب للبحث عن الفرص خارج هذه الأطر التي لا تطور من قدراتهم ولا تشعل حماسهم. فالموظف الناجح يذهب إلى عمله مفعما بالحماس، والمؤسسة الفاشلة هي التي تقتل هذا الشعور لدى موظفها فتحوله إلى كائن بلا روح.
في يوم واحد
من الصعب ومن المرعب، بالنسبة لأميرة خواسك في “الوطن” أن مصر شهدت في يوم واحد، يوم الاثنين الماضي، حادثين مأساويين أحدهما في محافظة المنيا والآخر في محافظة السويس؛ الحادث الأول اصطدم فيه جرار بمؤخرة القطار المقبل من أسوان بين مدينتي أبوقرقاص والمنيا عند قرية ماقوسة، ما أدى لسقوط عربة توليد القوى وعربة أخرى من القطار في ترعة الإبراهيمية، وقد أسفر الحادث عن وفاة حالتين وإصابة عشرين. أما الحادث الثاني، فقد وقع في طريق الجلالة في اليوم نفسه لطلبة جامعة الجلالة لأوتوبيس يقلهم من مقر الجامعة إلى مقر إقامتهم وأسفر عن وفاة 12 طالبا، وإصابة 29، بسبب رعونة وجنون السائق، وفقده للسيطرة على عجلة القيادة، ما أدى إلى انقلاب الأوتوبيس ثلاث مرات. والسؤال المكرر الذي اعتدنا عليه في مثل هذه الكوارث: إلى متى؟ إلى متى تظل أرواح شبابنا وأبنائنا ضائعة بسبب أناس متخلفين عقليا أو مدمنين للمخدرات، ونضع أرواح أبرياء بين أيديهم غير الأمينة عليهم؟ كيف بعد كل ما شهدته مصر من تطور هائل في مجال الطرق والنقل، تقع مثل تلك الحوادث المفزعة التي لا مثيل لها في العالم؟ وحسب تقارير إعلامية من بينها تقرير لموقع BBC، فإن مصر شهدت خلال 12 عاما 120 ألف حادث قطار، وذُكر أنها إحصائية رسمية أعدتها هيئة السكة الحديد بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، صدرت في عام 2017، وهو رقم مرعب، وقد يكون قديما يعود لسبع سنوات مضت، حدث خلالها تطور هائل في منظومة السكك الحديدية في مصر، ثم يأتي حادث كهذا الذي وقع في المنيا ليعيد إلى أذهاننا تلك الصورة القاتمة لتكرار هذه الحوادث البشعة. من ناحية أخرى، حين أصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء نشرته عن عام 2023، جاء فيها أن إصابات حوادث الطرق قد بلغت 71 ألفا، وهو ما يعني ارتفاع الإصابات بنسبة 27%، عن العام الذي يسبقه، أما عدد المتوفين فقد بلغ أكثر من خمسة آلاف وثمانمئة متوفى، بانخفاض بلغت نسبته 24%، عن العام 2022. الأمر إذن يحتاج وقفة حقيقية لمواجهة هذه الكارثة، التي ما أن نطمئن إلى زوالها إلى غير رجعة، حتى تعود مرة أخرى بوجه أقبح مما كانت عليه.
مكروه رغم إنجازاته
نوعية من البشر تتم دعوتهم للفرح فيحضرون ويشاهدون فقراته، ثم يأكلون ويشربون ثم يخرجون ينتقدون هذا وذاك، وينسون كل ما تم تقديمه لهم، هذا ما يراه الآن الدكتور محمد دياب في “الوفد” على الساحة الإعلامية، وكثرة برامجها الرياضية والسوشيال ميديا التي لا رابط لها. إن الكثير منهم ينتقد حسام حسن والمنتخب ويزيد ويعيد ويشيل ويحط ويعدل في الخطة وفي الاختيارات والتشكيل، فعلى الرغم من أن العميد حقق العلامة الكاملة وتأهل لنهائيات المغرب قبل جولتين من مباريات المجموعة، ولكنهم مستمرون وكل غرضهم الترند واستفزاز الأخوين حسن وجهازهما.. وهنا أقول للعميد لا تلتفت خلفك، ولا تعطِ لهؤلاء قيمة، واستكمل ما بدأته فالمنتخب يتقدم ويرتفع مع مرور الوقت معاك، وأشير إلى اختياراتك في مباراة مالاوى الثانية التي تبشر بمنتخب شاب قادم، كما أشيد بقرارك بإراحة نجمنا مو صلاح، وهي خطوة موفقة، وهذا ما تم إجراؤه في كثير من المنتخبات العالمية، التي أراحت نجومها في هذه الجولة لأسباب مختلفة مثل فان دايك كابتن هولندا، وإمبابي كابتن فرنسا ودي بروني كابتن بلجيكا، وياميل يامال نجم إسبانيا الواعد، ومصطفى محمد مهاجم مصر.. ولذا وجبت الإشادة بالقرار الذي يستفيد منه النجوم ومنتخباتهم.. أما بالنسبة لنا فقد أثبت رجالة المنتخب قدرتهم على الفوز خارج الأرض، وتحقيقهم العلامة الكاملة التي لم يتم تحقيقها منذ زمن بعيد.. نهنئ الجماهير المحبة لمنتخبها وإلى الجهاز الفني واللاعبين بقيادة الأخوين حسن، ووجب أن نتساءل عن إحجام الجماهير عن الحضور للاستاد؟ وهذا سؤال مهم ومحير من أول الأسباب هو التشديد الأمني عند الدخول بشكل مبالغ فيه، (أيام زمان كان عليك علشان تدخل الاستاد أن تمر بين الحائط والحصان وتخشى العضة أو الرفسة). ومع تعزيز الأمن والتطور المذهل في أجهزة الكشف الأمنية هذه الأيام ما يجعلنا لا نحتاج (للحصان أو الرفس) لذا على الأمن تسهيل الدخول بشكل انسيابي ومن دون الحاجة إلى تفتيش ذاتي.
“القدس العربي”: