![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2023/03/علي-رعد.jpg)
جريمة غزو العراق والعار المشين بحق امريكا
بقلم علي رعد
وحلفائها والتذرع بأكاذيب وحجج ومبررات واهية يوم اسود وتأريخ لا ينسى
تمر علينا ذكرى الغزو الأمريكي البربري وحلفائه على العراق إذ يُمثل هذا الغزو أعظم حدث في تأريخ العراق المُعاصر واكبر جريمة في القرن الحادي والعشرين ارتكبتها الولايات المتحدة بقيادة إدارة المُجرم جورج بوش،إذ نستذكر المشاهد المؤلمة التي تعرض لها العراق وشعبه، والممارسات الوحشية والإجرامية التي قامت بها الولايات المتحدة تُذكرنا بأسلافهم المغول الذين احتلوا بغداد وعاثوا في الأرض فسادا ونهباً وقتل العلماء وتدمير صروح العلم والحضارة، بغداد حكايتها قديمة قِدم التأريخ مع الغزاة والمستعمرين ،الا انها تنهض من ركام الخراب والدمار وتبقى قلعة للشموخ والعلم ومنبع الحضارة والعلماء، لانُريد أن نبكي على الاطلال بهذا المقال الموجز ،بقدر ما نوثق الحقيقة للتاريخ والاجيال القادمة ما قامت بها أمريكا بجريمة يندى لها جبين الانسانية انتهكت فيها كرامة العراق وسيادته ،بابشع غزو وحشي مغولي مُعاصر في التأريخ، لابد من أن نستذكر هذا الحدث التاريخي الجسيم في الزمن المعاصر الذي كان نهاية كرامة العراق والعرب ،وغير مجرى الأحداث ومجرياتها في المنطقة ،وتستوقف على محطات هذا الغزو الوحشي الذي شهده العراق عام ٢٠٠٣والنتائج والتداعيات التي ما زال يعاني منها العراق وشعبه ،كي لا يتلاشى وتُحرف الحقائق ويزور التأريخ، وتُكشف كذبة الولايات المتحدة والمُبررات التي تذرعت بها …..
ان الاستراتجية الأمريكية لغزو العراق مرّ بمراحل واستخدمت الولايات المتحدة الأساليب والسياسيات غير المباشرة لاحتلال العراق تدريجياً بعد عام١٩٩٠ لتقويض العراق واضعافه من خلال الاستراتيجيات التي اتبعتها الادارات الأمريكية المتعاقبة وخاصة في عهدٍ كلنتون وجورج بوش الابن الذي وضع مشروع احتلال العراق قيد التنفيذ بعد القرارات والإجراءات الدولية التي اتُخذت بحق العراق منذ عام ١٩٩٠ وما حصل بعدها من انتهاك لسيادة العراق بإرسال فرق التفتيش الدولية وحظر الطيران الجوي والضربات العسكرية المتوالية على العراق وشعبه، وفرض حصار جائر دام ثلاث عشر سنوات استنزف فيه مقدرات البلاد وهُدِرت ثرواته، بمبررات ودوافع واهية اختلقتها من شأنها كسب شرعية مشروعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط بحجة تحرير العراق من الدكتاتورية ومحاربة الإرهاب الدولي وعلاقة العراق بالإرهاب والجماعات الإرهابية، اكبر كذبة اختلقتها أمريكا بقيادة المُجرم بوش الابن وفريقه السياسي من اجل السيطرة على العراق واحتلاله ،بعد صُنع الأكاذيب وتوظيف الأحداث واستغلال الازمات لصالحها لتنفيذ مشروع غزوها وهيمنتها العسكرية وأرتكاب أبشع الجرائم اللانسانية والمجازر الوحشية بحجة تحرير العراق ،وكان يوم ٢٠٠٣/٤/٩ الصفحة المظلمة في تأريخ العراق المُعاصر والعرب ،والجريمة التأريخية في القرن الحادي والعشرين، التي مهدت للتدخل في دول منطقة الشرق الأوسط، وسمحت بالتغلغل الإيراني وتقوية نفوذ الكيان الصهيوني وتحقيق اهدافه في المنطقة ،وفقدان الادارة الوطنية العراقية وغياب مؤسسات الدولة وانهيار المؤسسة العسكرية بفعل قرار الحاكم الادارة المحتلة بول بريمر بحل الجيش العراقي ،..
ان غزو العراق عام ٢٠٠٣ والوحشية التي استخدمتها الولايات المتحدة تُذكرنا بتاريخ العراق الحديث الذي شهد أعظم هجوم بربري مغولي وحشي بقيادة هولاكو اسلاف المُجرم جورج بوش الذي ارتكب اكبر جريمة بحق العراق وحضارته وشعبه ،بأكبر كذبة في التأريخ اختلقتها إدارة جورج بمبررات تذرعت بها لتنفيذ مشروعها الاستراتيجي التوسعي في العراق الذي كان المنطلق والبوصلة للتوسع الإيراني في المنطقة والمنافسة والرغبة الإقليمية والدولية في السيطرة على العراق ونهب ثرواته ومقدراته،من خلال إيجاد نظام سياسي لها يخدم مصالحها في المنطقة ويحقق أهدافها وحماية أمن إسرائيل في المنطقة .
وفي الختام ان جريمة غزو العراق عام ٢٠٠٣ يوم اسود في تأريخ العراق المُعاصر ونكسة في تأريخ العرب،لاتُنسى من ذاكرة الاحرار والشرفاء مهما تعاقبت الاجيال ،تبقى وصمة عار في تأريخ أمريكا القبيح الحافل بالحروب الوحشية والارهاب ،باستخدام الأكاذيب وافتعال الذرائع ،والمسوغات القانونية لشن الحرب على العراق وشعبه واحتلاله الذي ما زال تداعيات ونتائجه الكارثية يدفع ثمنها العراق وشعبه ويعاني منها من نتائجه الكارثية والتداعيات السلبية على الواقع العراقي والمنطقة برُمتها.