مقالات

السودان على حافة الانفجار: تحالفات سرية بين الدعم السريع والحركات وانقلابات تقود إلى كسر العظم بقلم: عمار نجم الدين -السودان –

بقلم: عمار نجم الدين -السودان -

السودان على حافة الانفجار: تحالفات سرية بين الدعم السريع والحركات وانقلابات تقود إلى كسر العظم
بقلم: عمار نجم الدين -السودان –
#آراء_حرة
تتجه التحالفات داخل الجيش السوداني والجهات الموالية له نحو الانهيار، إذ تشير المعلومات إلى أن تحالفات جديدة قيد التشكيل، تُضعف قوة الجيش المركزي بشكل غير مسبوق. هذا الانشقاق الوشيك سيجعل الجيش يواجه اختبارًا قاسيًا، خاصة مع احتمالية تحالف بعض حركات دارفور مع قوات الدعم السريع. يبدو أننا على أعتاب مرحلة جديدة من النزاع، ستدخل البلاد في دوامة من “كسر العظم”، ستتبدل التحالفات وتتعقد الصراعات.
فشل الدمج والسلام: إرهاصات الانهيار
لم يتم تنفيذ اتفاق جوبا للسلام كما وُعد، ولم يُنجز الدمج الكامل بين الجيش والحركات المسلحة. الواقع كشف أن الدمج الوحيد الذي تحقق كان مع قوات مالك عقار، وبضغط مباشر من قائد الدع-م الس-ريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). لكن هذا الدمج جاء بشكل شكلي ومهين؛ تُرك الجنود في معسكر خالد بن الوليد لمدة أسبوعين دون غذاء أو دواء، ما دفعهم إلى مغادرة المعسكر بعد أن أُهملوا بالكامل.
وفي موقف ساخر، حين تخلى الجيش عنهم، كان حم-يدتي هو من يسدد رواتب هؤلاء الجنود ويطعمهم، بعدما رفض البرهان توفير احتياجاتهم قبل انقلاب 25 أكتوبر 2021. قائد الدع-م الس-ريع أصبح “المنقذ” لهؤلاء الجنود، في مشهد يفضح التصدعات داخل التحالفات العسكرية.
أما مالك عقار، اصطف مع البرهان لاحقًا، في خطوة أثارت السخرية، الذي كان جنوده يتضورون جوعاً كان حمي-دتي يمدهم بالطعام. ومن المعروف عن مالك أنه لا يتحمل الجوع، قال في أحد تصريحاته الكاذبة بعد اشتعال حرب 15 أبريل : “قلنا للبرهان في الدمازين (دعنا نربط لك هذا الولد ونقتله)، لكنه رفض”. إنها بطولة كاذبة في زمن تُحركه المصالح، تُدار التحالفات الهشة بين الأطراف على أساس الانتهازية أكثر من المبادئ.
عودة إلى عهد الاستغلال والانتهازية
الحركات المسلحة التي كانت تتغنى بالثورة والتحول الديمقراطي، انقلبت على ماضيها وانضمت إلى صفوف انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021. ما كان يُفترض أنه خطاب سياسي نضالي أصبح مجرد أداة لتحقيق مكاسب سلطوية. اتضح أن هذه الحركات كانت تتعامل مع العدالة كورقة ضغط لانتزاع نصيبها من السلطة، لا كحق أصيل تناضل من أجله.
تجلى هذا التناقض بوضوح في تصرفات حركة العدل والمساواة، التي أعادت خطابها الإسلامي المت-طرف، وتحولت تحت قيادة جبريل إبراهيم إلى أداة في يد الإخوان المسلمين تحت نهج السيد سيد قطب ( البراء و الولاء) و لكنه نسي أن (( العرق أقوى من الدين )) وأن نهايته سوف تكون مثل نهاية سمنار
. أما مناوي بعد الح-رب، صار أتباعه يستخدمون لغة التهديد والوعيد ضد خصومهم، متوعدين إياهم بالاعتقال والتصفية و هذا ليس بعيد عن مناوي، رأينا في الخرطوم في العام 2004 كيف كان يطارد رفاقه في شوارع المهندسين بالأسلحة النارية .
مواقف الحياد الزائف: خيانة لدماء المدنيين
وسط هذه الفوضى، اتخذت الحركات المسلحة بعد الح-رب في 15 أبريل موقف الحياد إزاء الصراع بين الجيش والدع-م الس-ريع، مما سمح بوقوع انتهاكات جسيمة، خاصة في دارفور والجنينة. قامت الاستخبارات بتوزيع السلاح على المدنيين، ما دفعهم إلى مواجهة قوات الدع-م الس-ريع المدججة بالسلاح الثقيل. كان المدنيون مسلحين بالكلاشنكوفات الخفيفة، في مواجهة ترسانة من المدرعات والأسلحة المتقدمة، مما أدى إلى مق-تل المئات منهم.
رغم هذه المجازر، لم تتحرك الحركات المسلحة للدفاع عن المدنيين. لم تكسر الحياد حتى بعد سقوط كل ولايات دارفور في يد الدع-م الس-ريع ما عدا شمال دارفور ولم يقف الحياد إلا بعد تقديم مطالب مالية كبيرة للبرهان، لتعود إلى الق-تال ولكن ليس دفاعًا عن دارفور و مواطنيها في الجنينة أو زالنجي أو الضعين بل في مناطق مثل إذاعة أم درمان المركزية والدندر ومصفاة الجيلي، تسعى لتحقيق مصالح الجيش ضيقة الشمال.
مفاوضات تحالفات جديدة: انهيار الجيش يلوح في الأفق
تشير المعلومات إلى أن مفاوضات سرية تجري بين مني أركو مناوي وقوات الدع-م الس-ريع لتشكيل تحالف عسكري ضد الحكومة المركزية. هذه المفاوضات تُدار ببطء ولكن بثبات، وتُعقد في ثلاث دول: دولة جارة، ودولة عربية، وأخرى أوروبية.
في حال إتمام هذا التحالف، سيكون ذلك إيذانًا بانهيار سيطرة الجيش السوداني الذي يعاني بالفعل من الإنهاك، خاصة بعد أن أصبح البرهان أول رئيس نازح في تاريخ البلاد، يدير شؤون الدولة من شرق السودان. هذه التحالفات الجديدة ستدفع السودان إلى مرحلة أكثر عنفًا، ستُعمّق الأزمة وتفتح الباب أمام صراع طويل الأمد لا مجال فيه سوى لكسر العظم بين الأطراف المتحاربة.
نقد لداعمي الح-رب وإشعال فتيل النزاع
لا يمكن التغاضي عن الدور السلبي الذي يلعبه بعض المثقفين وداعمي الح-رب من خلف شاشاتهم. هؤلاء المحرّضون أسهموا في تأجيج الصراع، وشجعوا المدنيين على حمل السلاح لمواجهة قوات مدججة بأسلحة ثقيلة، دون إدراك أن الكلاشنكوف لن يصمد أمام المدرعات والدبابات.
يُعد الدكتور محمد جلال هاشم مثالًا صارخًا لهذا الدور السلبي؛ فهو يتحمل، مثل الجيش والدع-م الس-ريع، مسؤولية مقت-ل الآلاف من المدنيين بخطابه التحريضي. إن هؤلاء الداعمين للح-رب، مهما حاولوا الاختباء وراء شعارات براقة، هم شركاء في هذه المأساة المستمرة.
خاتمة: السودان على أعتاب تحولات كبرى
يبدو أن السودان مقبل على مرحلة جديدة من التحولات السياسية والعسكرية، تتفكك التحالفات القديمة، وتتشكل قوى جديدة على أنقاض الجيش المركزي. ما نشهده اليوم ليس سوى بداية لانفجار كبير قادم، ستتصاعد الصراعات وتُعاد صياغة موازين القوى في البلاد.
الأيام القادمة ستكون مليئة بالتطورات التي، تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في السودان. مع تفكك التحالفات الهشة وانقلاب المصالح، سيشهد السودان انقلابات دراماتيكية وصراعًا عنيفًا سيطبع هذه المرحلة بدماء وخيانة لا مفر منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب