مصرية تصيح: «يا ولاد الكلب»… وفي الأردن سلام «العم غافل» و«الاعتدال» على سفينة «كاثرين»
مصرية تصيح: «يا ولاد الكلب»… وفي الأردن سلام «العم غافل» و«الاعتدال» على سفينة «كاثرين»
بسام البدارين
زميلنا الكاتب ماهر أبو طير، وفي المقطع الذي بثته فضائية «رؤيا» كان يحذر «إسرائيل ستعيد إحتلال الضفة الغربية».
زميلنا الآخر عضو مجلس الأعيان عمر عياصرة، رد عليه «خلينا نتأمل أن لا يحصل «.
لوهلة شعرت بأن أحدهم سيقفز من الشاشة قائلا بالعامية الأردنية «له يا ماهر .. شو هالحكي .. إسرائيل ما بتعملها»!
دهشت في الواقع من اللقطة التالية، حيث إغماض العين بطريقة استعراضية، ثم عبارة هي الغرب «بحب نتخيل أن نرجع إلى يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول».
سؤالي المباشر وبلهجة النشامى: نرجع إلى هذا التاريخ منشان شو بالزبط؟
يوم 6 أكتوبر /تشرين الأول كان العدو الإسرائيلي يمنع المطاعيم عن أطفال غزة فيقتل منهم شهريا بصمت آلاف الأبرياء ويجهز لاستخراج غاز المتوسط بعد تهجير أهل غزة، ولديه «تجهيزات» لنا جميعا، مثل ليلة «البيجر» اللبنانية.. هل تذكرونها؟
يطيب لي السؤال: إذا كان الموساد يغافل «حزب الله» من 15 عاما، ويحضر لموقعة «البيجر واللاسلكي» مع شركات من هنغاريا تايوان، فما الذي يحضره لنا نجن أصدقاء السلام في دول «العم الغافل» المجاورة التي فتحت أوتسترادات تطبيع وتعاون؟!
7 أكتوبر/تشرين الأول
كأردني، أخلاقيا واجبي أن أشكر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لأنه فتح عيني على مفاجآت «الجار الإرهابي»، ومداخلة الزميل عياصرة على شاشة «رؤيا» ليست في مكانها، ولو كنت في موقعه لغفوت قليلا وأغمضت عيني، وسألت: ماذا لو لم يسطر هذا اليوم تلك البطولة، وتركت بلادنا ومحيطها العربي في «سلام العم الغافل»؟
يجيب السؤال عبارة عبقرية للوزير الدكتور محمد مومني على شاشة فضائية «المملكة» تحدث فيها عن «صراع الهيمنة».
نقبل من الحكومة ذلك التوصيف للمشهد مؤقتا ونطالبها بالمزيد، حيث التأشير واجب وضرورة على «جرائم الإبادة» ودورها في تحريك سلاح الفقراء «المسيرات» في الإقليم، التي يتساقط بعضها عندنا للأسف ليس إلا لسبب واحد، وهو الجوار الجغرافي، مع أبشع كيان محتل في الكون.
وحيث مقتضيات الولاء الحقيقي للمملكة تتطلب التوقف التام عن «استنكار الضحية»، وتجنب مزالق تبرئة المجرم الجلاد، الأمر الذي يحتم مجددا الصمت التام أو التعبير عن التقدير الشديد أردنيا ل7 أكتوبر/تشرين الأول وأبطاله.
حسنا.. العم غافل، لمن لا يعرفه، هو أبرز «شخصية كوميدية» أردنية منذ عقدين.
لكن انتحالها مع حركات بهلوانية، ثم الادعاء بالقدرة على التحليل سلوك مشين، عندما يصبح هدفه الحصري «شيطنة المقاومة»، خصوصا وأننا جميعا في أرض الشيح والدحنون نؤمن ب»الجيش العربي» وبمؤسساتنا وبقيادتنا دولتنا، حد إيماننا المطلق بأن دماء أطفال غزة ستنتصر على التحالف الدولي الذي يخدم الإسرائيلي الآن.
الفنية «كاثرين»
أنصار سلام العم غافل من صبية الإعلام الرسمي في مصر وبلادنا، عليهم تجنب الاهتمام بما تبثه «سكاي نيوز» مرة تلو الأخرى عن «عبثية 7 أكتوبر» ثم الانتباه للحقائق الرقمية المرعبة، التي ذكرها الدكتور مصطفى برغوثي عبر منبر تلفزيوني يحمل إسم «آر» وفكرته أن «نصيب كل إمرأة وعجوز وطفل في غزة»من متفجرات «الغرب « يبلغ 32 كيلو غراما من أشد أصناف المتفجرات فتكا».
نعم، حقيقة رقمية مذهلة تكشف الوجه الحقيقي للإحتلال «الجار» بعد ساعات فقط من تلاوة بيان بائس ومختل لوزارة النقل المصرية على شاشة «القاهرة الإخبارية» تحدث عن سفينة «كاثرين» ما غيرها، بالتوازي مع بيان آخر يقول إن مصر تستضيف اجتماعا بين حركتي «فتح» و«حماس» للإجابة على سؤال أمريكا القديم: «من سيحكم غزة»؟
بدلا من الإنشغال بتوفير حصة أطفال غزة من المياه أو اللقاحات أو الفيتامينات، ها نحن نتحدث عن العالم، الذي قدم لكل طفل كمية لا تقل عن 32 كيلوغراما من المتفجرات الفتاة، التي صنع بعضها في ألمانيا ونقلتها سفينة برتغالية استضافتها شواطىء الإسكندرية، حيث الأسف والخجل هنا لا يكفيان.
السفينة كاثرين طبعا لقطها رادار الضمير المصري ولا نعرف بعد عدد السفن الممثلة، التي حملت البضاعة نفسها من سواحل العرب والإتراك، حيث يبلغني صديق تركي أن «التجارة مع الكيان لم تتوقف أبدا».
أفضل رد على مزايدات مصطفى بكري التلفزيونية وغيره تلك الوصلة المصورة لمواطنة مصرية على كورنيش قناة السويس، تصيح قائلة «يا ولاد الكلب»! وهي تراقب سفينة حربية تتحرك وهي ترفع العلم الإسرائيلي.
نترك للشعب المصري تحديد من هم أولا الكلب حقا هنا.
ونعود لجماعتنا «نشامى الغفوات المتلفزة» والإغماءات المزيفة لنقول: مجددا الأردني سئمكم وسئم من يكافئكم.
ولأن الرضع في جباليا أحرقوا أحياء مؤخرا واستشهدوا وهم جياع، من حق الطفل الأردني بعد الآن أن ينام العم الغافل للأبد في السياسة، ثم الإنصراف لكي يدافع عن نفسه ووطنه، لأن الشعب في اختصار «خائف وقلق»، ولا يصدق حكومته، ولا يأمن «غدر الجيران» إياهم، حتى أنه – أي الشعب- لم يعد يشعر ب»الأمن المائي»، بعد تلك التسريبة عن شريحة إلكترونية على عدادات المياه مصنعة من شركة خليجية صديقة تعمل مع كارتيل إسرائيلي.
٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان