مقالات

مقاربة من مفهوم”الشعوب السورية”من منظور الفكر القومي العربي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -سوريا-

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -سوريا-

مقاربة من مفهوم”الشعوب السورية”من منظور الفكر القومي العربي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -سوريا-
أن تكتب عن عروبة سوريا،في وقتنا الراهن،فذلك له أسبابه ودواعيه،والمشكله في سببه الرئيس،أن الذي ينكر عروبة سوريا،وهو من أبنائها،فتلك مسأله لها خلفياتها،المتنوعة والمتعددة،وخلفياتها التاريخية،قيل عنه الكثير.منه من قال بعروبة سوريا،وقدم العروبة،موغل في قدمه،لازال حتى هذه اللحظة،يقول بأن سوريا عربية في تاريخها وثقافتها،ودورها في معركة تبادل الأدوار بين الأقطار العربية،على دروب معركة المصير العربي.
فض الاشتباك بين التيارات المختلفة،حول عروبة سوريا،ومن يخالفه،ليس من مهمة هذه المداخلة،لأنها تنطلق من استحقاقات لها جبلّتها،المكونة من قناعات صاحب هذه المداخلة،ومن انتمائه إلى أحد فصائل التيار القومي العربي،الذي في واحدة من أهم دلالاته أنه يؤمن بعروبة سوريا،وأنّ هذا الإيمان يشكل أرضية وأحد مقومات هويته العربية.وثمة شهادات أخرى تقول بعروبة سوريا،وأحد مكونات هذه الجُبلّة.
إذن،ماهو الإشكال ؟
 ان الاشكال هو أنّ من يرفض عروبة سوريا،وغداة ما سموه عنوة وتقليداً بالربيع  ان أحد “اليسراويين”الذي مشى مع الربيع،وأصبح لاجئاً سياسياً في أحد عواصم الخليج،وخلال فترة قليلة وصغيرة صار له مركز أبحاث في (!) وأصبح منظراً لقضايا يسراوية،لكن هذه المرة،وبعد هذا الظهر الذي استند عليه”حسب الأعراف
الشعبية”وصار له قامةتحُلُّ وتربط،كما يقول أهل المثل.هذا الكلام له دواعيه،على ضوء ما ستقوله المقاربة،وكيف أن هذا النفر من الناس،وعقدتهم مع التيار القومي العربي يغيرون ثيابهم بسرعة البرق،ويتأقلمون ويتوافقون مع قناعاتهم الجديدة،والمقاربة ألتي سأضيفها كانت في أطار الدفاع عن عروبة سوريا،وعن التيار القومي العربي،الذي يرى في العروبة قوة جمع وتوحيد لكل أبناء الامة العربية.
تنطلق هذه المقاربة من أطروحة للفكر القومي تقول:”إن حدود القطر العربي الواحد هي حدود الوطن العربي كله”وهذا الفكر عندما أشهر هذه الأطروحة كان يقصد تعيناتها في جغرافية الوطن العربي التاريخية قبل الاستعمار الحديث،عندما كان المواطن العربي يتجول في البلدان العربية لاتعترضه حدود ولاتأشيرات دخول وخروج،وعندما تم استعمار الوطن العربي في مشرقه ومغربه تم تقسيمه إلى أقطار ،ووضعت الحدود،واستحدثت تأشيرات الدخول ،وأوجدت السفارات التي ترعى عمليا مصالح الأنظمة العربية،وتكرس في الوقت ذاته القطرية بأبشع صورها ونزعاتها،ودعمت هذه القطرية بسياسة المحاور المتناحرة المتخاصمة  الموجهة من العدوانية الغربية،وفي العمق الولايات المتحدة الأمريكية.لكن هذه المخططات والنزعات المعادية للأمة العربية، أقصد وحدتها، جوبهت بمقاومة شعبية أنهت الاستعمار،وأكدت على عروبة الشعب العربي،وأثبتت صدق وسلامة المنهج القومي العربي الذي قال :بأن حدود القطر العربي الواحد هي حدود الوطن العربي كله.
ولاشك أن هناك شواهد ومعطيات تعينت على أرض الواقع العربي تثبت سلامة هذه الأطروحة تجلت في مقاومة وممانعة حروب الفرنجة،ومن بعد في تصفية الاستعمار ومقاومة مشاريعه في طول الوطن العربي،وخاصة وعد بلفور أحد أهم أشكال ومستويات العدوانية الغربية ،وفي مناصرة الشعب العربي للثورات وحركات التحرر العربية،وفي إقامة الجمهورية العربية المتحدة،وفي مشاركة الجيوش العربية في محاربة الكيان الصهيوني،وأخيرا وليس آخرا،وقوف الشعب العربي إلى جانب العراق ضد العدوان الأطلسي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية بوحشية بربرية معاصرة شكلت شاهدا على عدوانية الغرب على الأمة العربية،ومحاولاته التي لم تتوقف ضد الأمة العربية،حتى لاتقوم لها قائمة، ويبقى الكيان الصهيوني يمارس دوره بديلا لدور الأمة العربية،لأنه في أبسط حالاته يريد أن يكون الدور الحضاري البديل الذي يتماهى مع مصالح العدوانية الغربية.
أريد مما تقدم أن أقول: إن مفهوم”الشعوب السورية”يأتي في سياق المفاهيم التي تعادي العروبة أولا،وتعادي الأمة العربية تاريخيا،وهي تصب في تمزيق الوطن العربي وتعزيز النزعات الشعوبية التي حجمها نضال التيار القومي،وحتى تضفي على الواقع الحالي للوطن العربي النزعات والاتجاهات الانفصالية التقسيمية.ومع ذالك فإن هذا المفهوم الشعوبي الاستعماري: “الشعوب السورية ” سيقاوم بقوة وسيدفن إلى جانب المفاهيم التي تتعب في استنباطها وصياغتها عقلية العدوانية الغربية،بتوجيه من الصهيونية العالمية،وستكون طليعة هذا النضال من سورية العربية،وشعبها القوي بعروبته.
ولاشك أن العدوان الامبريالي على العراق، والقضاء على نظامه الوطني القومي بامتيازكان الخطوة المطلوبة من العدوانية الغربية،وفي عمقها الصهيونية العالمية،لتنفيذ مجموعة من السياسات والاجراءات التي تستهدف أولا وأخيرا عروبة الوطن العربي ووحدته ونضاله، حتى لاتتمكن الأمة العربية من القيام بدورها الحضاري.
وكما يقول المثل العربي : لايصح في الأخير إلا الصحيح..والصحيح الشعب العربي السوري شعب واحد لاشعبين..ولاشرقية ولاغربية بل أمة عربية واحدة،وحدود القطر العربي الواحد هي حدود الوطن كله،لأن الوطنية في التحليل الأخير هي العروبة،والعروبة في كل أبعادها ومعانيها ودلالاتها وتعيناتها هي الوطنية.وتظل العروبة أقوى جامع للشعب العربي.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب