نتنياهو يقود اسرائيل بقرارات قانون الربح والخسارة وليس مصلحة الدولة الاسرائيلية او شعبه بقلم مروان سلطان
بقلم مروان سلطان
نتنياهو يقود اسرائيل بقرارات قانون الربح والخسارة وليس مصلحة الدولة الاسرائيلية او شعبه
بقلم مروان سلطان
6.11.2024
ليس قراره الاخير باقالة وزير الدفاع غالانت هو فقط ما يدفع الى القول ان نتنياهو بعمل بهذا القانون الا وهو مقياس الربح والخسارة، اقالة وزير الدفاع جاءات بسبب قيام غالانت بالتوقيع على امر تجنيد الحريديم ، وهو الامر الذي كان من الممكن انسحاب الحريديم من الائتلاف الحكومة وسقوط حكومة نتنياهو. غالانت عندما وقع على امر التجنيد جاء بسبب احتياج الجيش الاسرائيلي الى ما يقارب سبعة الاف جندي للقيام بالمهام المطلوبة على الجبهات المشتعلة. ومع ذلك قام نتنياهو مع حلول الظلام وفي ساعات انشغال العالم وخاصة الادارة الامريكية بحمى الانتخابات ذاك اليوم الخامس من تشرين ثاني، باعتبار ان غالانت تدعمه الادارة الامريكية بشكل واسع.
كل القرارات التي لمسناها ومنذ السابع من اكتوبر التي صدرت عن نتنياهو هي لارضاء اليمين الاسرائيلي عموما، والوزراء سموريتش، وبن غافير تحديدا. قام نتنياهو بتعطيل امر اتفاقات الهدنة في غزة والافراج عن الرهائن الاسرائيليين، والجميع يعلم ان دولا عديدة عملت من اجل عقد صفقة 🤝 ، الولايات المتحدة 🇺🇸 عبر وزير خارجيتها واستخباراتها، وكذلك مصر 🇪🇬 عبر فريق التفاوض بقيادة المخابرات المصرية، وقطر عبر فريق التفاوض لديها مع حركة حماس التي تقيم على اراضيها، ومع ذلك لم يفلح طواقم المفاوضات باحداث اي ثغرة لعمل اتفاق لتحقيق هدنة والافراج عن الرهائن، وبالتالي تعطل امر الافراج عن الرهائن وهذا يوضح ان نتنياهو لا يضع في اعتباراته اولوية الافراج عن الرهائن، لان تحالف اليمين كان باستمرار يهدد بحل الحكومة ، وبالرغم من شبكات الامان التي وفرتها المعارضة الاسرائيلية لاسناد نتنياهو وبقاؤه في الحكم، لكن نتنياهو اثر الافراج عن الرهائن للحفاظ على الائتلاف الحكومي وبقائه على سدة الحكم.
عمل نتنياهو مع شركائه من اليمين على اشعال الجبهات المختلفة، وابقى متقدما خطوة الى الامام في كل جبهة يشعلها. حاول اشعال جبهة الضفة الغربية ليحسم امر الضفة الغربية وفق خطة سيمورتش بما يسمى بخطة الحسم، والتي تقضي بان ترفع الضفة الغربية راية الاستسلام والاذعان لضم الضفة الغربية الى اسرائيل ، ومن لا يذعن ويقاوم فمصيره هو السجن او القتل ، ومن يرفض الاحتلال فسيتم تهجيره الى اي مكان يختاروه. خطوات ترفع من وتيرة التوتر . وانتقل الى فتح جبهة غزة بعد السابع من اكتوبر ليحدث فيها مقتلة كبيرة ، وتدمير عظيم في كل نواحي الحياة لتصبح غزة مكان غير قابل للحياة ، واحدث التجويع والتعطيش ومنع الدواء عن المرضى، كل ذلك من اجل ارضاء اليمين الاسرائيلي والائتلاف الحاكم فيها. لقد اسقط كل الخيارات الاخرى لتنفيذ الاستراتيجية السياسية للحكومة الاسرائيلية التي لم تعد تخفى على احد ، كل هذا في ظل الصمت الدولي.
وانطلق ايضا الى جبهة الشمال ، تحت حجج كان بامكانه ان يحققها بالعمل السياسي والدبلوماسي . الا انه الهروب للامام لابقاء على الحرب مشتعلة واطالة عمر حكومته والبقاء في سدة الحكم. وعندما قام بالتحرش بايران ، هو يعلم ان هذا التحرش فيه مخاطر كبيرة الا وهو اندلاع حرب اقليمية وبالتالي اشراك الولايات المتحدة 🇺🇸 بالحرب ، وتحقيق حلمه بتدمير المشروع النووي الايراني.
وحدث بلا حرج عن اوهام واحلام هذه الحكومة بضم مناطق جديدة الى دولة اسرائيل وفق وعد من مرشح الرئاسة الامريكية ترامب . هذا غيض من فيض في تصرفات هوجاء ، جعل من الشعب الاسرائيلي كله رهينة لاحلامه وتطلعاته واوهامه، فقد اوهمهم بان اسرائيل تتعرض الى كارثة قومية ، وان هناك تهديدا لامن ووجود اسرائيل . منا جعل الاسرائيليين جميعا يلتفون حوله كونه الحامي لهم من الفناء، ومن اجل ان يشعرهم بقوته وقدراته قام بحملة الاغتيالات النوعية في ايران ولبنان وسوريا وغزة.
اما التهنئة التي قام بها نتنياهو الى دونالد ترامب بفوزه بالانتخابات الامريكية ووصفه له بانها فوز تاريخي لعودته الى البيت الابيض ولم يجف الحبر الذي وقع عليه الرئيس بايدن بارسال حاملات الطائرات والعتاد العسكري والقوات الامريكية والموازنات بمليارات الدولارات لحماية اسرائيل لم تشفع له . وقدم التهاني تحت قانون الربح والخسارة لصديقه ترامب.
لكن ما زالت تنتظر نتنياهو محاكمات بدء من الفساد وغيرها التي لا تفهم مبدء الربح والخسارة في السياسة بقدر ما هي القيم التي يعمل من اجل الشعب والدولة ، هذه قد تتسبب بسجنه وانتهاء دوره السياسي المجنون مع توقف الحرب الملعونة التي كلما خبت يعيد اشعالها في كل المناطق.