مقالات

تعقيب على مقال الدكتور صبحي غندور—أ.د.سلمان حمادي الجبوري

أ.د.سلمان حمادي الجبوري

  تعقيب على مقال الدكتور صبحي غندور والذي كان بعنوان من حلم التوحد العربي الى كابوس الانشطار

أ.د.سلمان حمادي الجبوري
مع الاسف ان الكثير من الكتاب المؤدلجين واخرين ينظرون الى الاحداث بحكم مسبق يذهبون الى القول بأن التآمر الخارجي سبب في بعض من مشاكلنا ومنها انفصام وحدة مصر وسورية متناسين امرا هاما وربما هو السبب الاساس في ذلك الانفصام الا وهو حب الزعامة واخضاع الشريك في الوحدة لرؤيته هو في تصور بانه الاقدر والافضل فأذن هو احق بأن يتبع وان يفرض تصوره للاندماج وعدم التنازل للإرادة الجماهيرية لتختار قيادة الوحدة وهذا بحد ذاته هو قاتل للوحدة. الوحدة تحتاج الى نكران الذات وتغليب العام على الخاص وكذلك المصلحة القومية على المصلحة القطرية وكان حزب البعث اول من عمل بذلك فحل نفسه من اجل ذلك الهدف السامي والاول من بين اهداف الحزب. لكن عند تيقن البعث ان التضحية كانت من جانب واحد وان الامور تسير باتجاه السيطرة السياسية والغاء الطرف المقابل غير من دعمه للوحدة القائمة. لقد ابتليت الامة العربية بقيادات فاقدة للحس القومي ومن كان غير ذلك تأمروا عليه فنحروه وضحوا ببلده العراق الذي كان جدار الصد والبوابة الشرقية للامة التي حمت العرب من الفرس .لقد فرح اولئك القادة العرب بما انجزته اتفاقية سايكس بيكو ووجدوا فيها ضالتهم ليتسيدوا العباد وليسوموهم سوء العذاب والذل والمهانة والتي بموجبها تم تفتيت الوطن العربي الى دويلات بعد فرض الحدود المصطنعة بين تلك الدويلات. ولو سلمنا بأمر التقسيم كأمر واقع فأنه كان بالإمكان توحيد الشعب العربي في اقطاره المختلفة لو امتلك اولئك الحكام الحد الادنى من الحس القومي والحرص على سلامة وامن الوطن العربي لو تم العمل بالحد الادنى للتوحيد كتأمين حرية حركة المواطن العربي بين اقطاره المختلفة بما تشمله حرية السكن والعمل والتعلم بجواز سفر عربي موحد بلا سمة دخول كما لو كان يتنقل بين محافظات البلد الواحد. وكذلك توحيد الجيوش العربية بجيش واحد وبقيادة مشتركة واحدة . ولو تم كل ذلك لوجدنا انه سيؤمن الحد الادنى من متطلبات الوحدة الشاملة دون ان يتخلى قادة تلك الاقطار عن عروشهم ويكسبوا احترام شعوبهم. ان عدم حدوث ذلك تسبب في اضعاف الجميع واصبحت اقطار الوطن العربي لقمة سائغة لكل الاعداء المتربصين بها دون ان ينتبهوا الى الحكمة في بيت الشعر التالي للمهلب بن ابي صفرة:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب