ثلاثة أحداث مهمة
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
ثلاثة أحداث مهمة شغلت قنوات التلفاز الاخباريةخلال اليومين واستقطبت اهتمام الجمهور :
1. انهيار الحكومة الألمانية :
أزمة الائتلاف الحاكم بألمانيا.. تراكمات أثقلها غياب التوافق الخلافات داخل الائتلاف الحاكم تقوده نحو الانهيار، فحين أقال المستشار الألماني أولاف شولتس وزير المالية كريستيان ليندنر (7/ 10/ 2024) بعد أسابيع من الخلاف بشأن التوجه الاقتصادي للحكومة. خطوة قد تمهد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. لكن لقصة الخلاف جذور عميقة، فما هي؟
لم تمر سوى ساعات على اجتماع اللجنة الائتلافية المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والحزب الديمقراطي الحر(الليبرالي)، حتى اقتربت حكومة شولتس بخطوة أخرى نحو خطر الانهيار. وذلك بعد أن أقال المستشار الألماني، وزير المالية الاتحادي كريستيان ليندنر، الذي كان قد اقترح على المستشار إجراء انتخابات مبكرة كحل للخلاف حول الميزانية، لكن المستشار الألماني أولاف شولتس رفض ذلك. وأعلن (الأربعاء 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) أنه سيدعو إلى تصويت على الثقة في 15 يناير / كانون الثاني، وهو ما قد يمهد الطريق لإجراء انتخابات اتحادية مبكرة في مارس/ آذار.
لكن كيف تصاعد الوضع إلى هذا اليوم الذي شهد تعثر أول تحالف ثلاثي الأحزاب في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى الحد الذي جعله عاجزاً على تحقيق الاستقرار؟ في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حكمت المحكمة الدستورية الاتحادية بأن أجزاء من سياسة ميزانية الحكومة الاتحادية غير قانونية. الأمر الذي وضع ائتلاف الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبراليين في مشكلة مالية.
عدم دستورية إعادة تخصيص قروض كورونا : خلال تفشي جائحة كورونا، وافق البرلمان الألماني البوندستاغ على قروض من أجل مكافحة الجائحة، ولكن الائتلاف الحاكم أو كما يسمى ائتلاف إشارة المرور، قرر استخدام الستين مليار يورو المتبقي من الأموال الغير مستخدمة في مكافحة جائحة كورونا في تمويل سياسته المتعلقة بالمناخ والطاقة. لكن المحكمة الدستورية العليا أصدرت حكماً بعدم دستورية القرار وحظرت استخدام هذه الأموال.
هذه المليارات ساهمت بشكل كبير في تشكيل ائتلاف لا تتوافق معتقداته السياسية الأساسية مع بعضها البعض. الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر هما في الأساس حزبان يساريان يعتمدان على دولة قوية ويحتاجان إلى الكثير من المال من أجل السياسة الاجتماعية وحماية المناخ. أما الحزب الديمقراطي الحر، الليبرالي المؤيد للتحول الاقتصادي، له رأي معاكس في كل المجالات تقريباً. وهذا هو على الأرجح جذر الخلاف بين أطراف الائتلاف.
2. اعتداء جنود صهاينة على مرافقي وزير الخارجية الفرنسي
أثارت ما أطلق عليه الإعلام العالمي: “حادثة القدس ” أزمة دبلوماسية بين فرنسا وتل ابيب. باريس قررت استدعاء سفير تل أبيب بعد اعتقال موظفين رسميين في موقع فرنسي بالقدس، إذ شهدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى القدس، الخميس، حادثة دبلوماسية بعدما اقتحمت عناصر من الشرطة الصهيونية، مسلحين ودون تصريح، موقعاً يخضع للسيادة الفرنسية، واعتقلت موظفين فرنسيين يتمتعان بحماية دبلوماسية.
وأدان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بار ” بشدة الحادث الدبلوماسي غير المقبول”، بعد اعتقال الشرطة الصهيونية للموظفين الفرنسيين، في موقع تاريخي تحت إدارة فرنسا، فيما أعلنت باريس أنها ستستدعي السفير الصهيوني.
وقال بارو في منشور على “إكس”، إن الأمن الإسرائيلي دخل مسلحاً إلى كنيسة “إيليونا” في القدس، التي تخضع للسيادة الفرنسية، والتي رفض هو الدخول إليها. وأضاف أن موظفين اثنين من القنصلية الفرنسية تم توقيفهما قبل إطلاق سراحهما في وقت لاحق. وأدان وزير الخارجية الفرنسية بشدة “هذه التصرفات غير المقبولة”، مشيراً إلى أن فرنسا تسعى إلى “خفض التصعيد في المنطقة”.
وذكر بيان للخارجية الفرنسية أن العنصرين اللذان يعملان في القنصلية الفرنسية في القدس، جرى توقيفهما رغم أنهما يتمتعان بصفة دبلوماسية، مشيرة إلى أنه جرى إطلاق سراحهما بعد تدخل الوزير. وأعلنت الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي السفير الصهيوني في فرنسا خلال الأيام المقبلة.
وأفادت شبكة BFMTV، بأن الموظفين الذين اعتقلتهم الشرطة الصهيونية هما من جهاز الأمن الدبلوماسي الفرنسي (GSD)، وإن أحدهما تعرض للتعنيف خلال توقيفه داخل منطقة تخضع للإدارة الفرنسية. وأضافت أن الموظفين تم توقيفهم ونقلهم إلى مركز للشرطة، ثم أطلق سراحهم بعد دقائق، وذلك بعد التحقق من الصور ومقاطع الفيديو التي كانت بحوزتهما.
وأظهر مقطع فيديو تم تصويره في الموقع من قبل مراسل إذاعة RFI الفرنسية، أحد الموظفين الفرنسيين يتم طرحه على الأرض، ثم يوضع في سيارة للشرطة الصهيونية. وأشارت إلى أن العنصرين هما دركيان فرنسيان، إذ أن جهاز الأمن الدبلوماسي الفرنسي يوظف إما عناصر من الشرطة أو الدرك في بعثاته.
وتقع كنيسة “إيليونا” في الجزء العلوي من جبل الزيتون في القدس الشرقية المحتلة، وهي جزء من دير الكرمليين، المعروف أيضاً باسم مزار إليونا. ويعود تاريخ الكنيسة إلى القرن الرابع ميلادي. وفرضت فرنسا سلطتها على الموقع بموجب اتفاقية فيشر-شوفيل لعام 1948، فيما لم يصادق الكنيست الصهيوني على هذه الاتفاقية.
3. بأعمال عنف استهدفت مشجعين صهاينة في أمستردام
في حادث نجم عن قيام مشجعين صهاينة بتمزيق أعلام فلسطينية معلقة على بيوت وسيارات عرب مغاربة وجزائريين ومصريين، تطور إلى شجار واشتباكات أسفر عن أصابات عديدة، أمر رئيس الوزراء الصهيوني بإرسال طائرتين عسكريتين إلى مدينة أمستردام الهولندية تحمل فرق إنقاذ، بعد تعرض مشجعي فريق “مكابي تل أبيب” لكرة القدم، إلا أن السلطات الهولندية لم توافق على الطائرتان العسكريتان وطلبت إبدالها بطائرات مدنية، وكانت أعمال عنف قد اندلعت وحدثت اشتباكات خلال الليل في وسط العاصمة الهولندية عقب مباراة كرة قدم بين ناديَي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب. وتمّ توقيف عشرات الأشخاص على هامش مباراة الدوري الأوروبي لكرة القدم. وقد شارك يهود معادين “للإسرائيل” في الاحداث التي أتسعت ونجم عنها إصابات واعتقالات .
قال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني اليوم الجمعة الثامن من نوفمبر / تشرين الثاني 2024، إن نتنياهو أمر بإرسال طائرتي إنقاذ على الفور إلى أمستردام بعد “واقعة عنيفة جدا” استهدفت مواطنين إسرائيليين هناك، وذلك بعد أنباء عن هجمات مرتبطة بمباراة كرة قدم. وذكر المكتب في بيان ثانٍ أن وزارة الأمن الوطني حثت الصهاينة الموجودين في أمستردام عقب الهجمات على البقاء في غرفهم بالفنادق التي يقيمون فيها.
وقال الجيش الصهيوني اليوم الجمعة إنه يستعد لنشر مهمة إنقاذ على الفور بالتنسيق مع الحكومة الهولندية بعد المباراة، وأضاف “سيتم نشر المهمة، التي ستشمل فرقا طبية وأخرى للإنقاذ، باستخدام طائرة شحن”.
واندلعت اشتباكات خلال الليل في وسط العاصمة الهولندية عقب مباراة كرة قدم بين ناديي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب فاز بها النادي الهولندي بنتيجة خمسة أهداف مقابل لا شيئ. وأوردت قناة “AT5” المحلية “هناك عدد كبير من مركبات الوحدة المتنقلة وقد تم استدعاء تعزيزات”. وبثت القناة مشاهد تظهر الشرطة وهي ترافق مشجعين صهاينة إلى الفندق الذي ينزلون فيه.