مقالات

الرهائن في غزة رهينة اليمين الاسرائيلي  لاهداف التهجير والابادة الجماعية وضم الضفة الغربية. بقلم مروان سلطان- فلسطين

بقلم مروان سلطان- فلسطين

الرهائن في غزة رهينة اليمين الاسرائيلي  لاهداف التهجير والابادة الجماعية وضم الضفة الغربية.

بقلم مروان سلطان- فلسطين

16.11.2024

———————————

أربعمائة يوم ونيف على بدء العدوان المستمر على غزة، اربعمائة يوم وغزة تحاسب على معركة طوفان الاقصى التي استمرت بما لا يزيد على ثلاث ساعات وانتهت، وما زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنا باهظا كلفه اكثر من مائة وخمسون الف بين شهيد وجريح ، وما زال عدا الشهداء والجرحى في ارتفاع ، عدى عن حرب التجويع والتعطيش ومنع الدواء….. الخ من جرائم الحرب  المستمرة دون توقف. شعب اعزل في مواجهة اعتى ترسانة عسكرية دولية لحماية المشروع العالمي في فلسطين 🇵🇸. كل ذلك تحت ما يسمى باهداف الحرب، واي اهداف تلك التي لا توقف الحرب على الشعب الفلسطيني الاعزل، مفهوم ان دول العالم التي تعمل على حماية المشروع الاسرائيلي لحماية المصالح الدولية في الشرق الاوسط قد اعطت الضوء الاخضر للكيان الاسرائيلي، باسترداد هيبة الاحتلال وكيانه واعادة الثقة لجيشه في نفسه، ليعمل قتلا وتدميرا في غزة. لقد كان الهدف الاول المعلن للحكومة الاسرائيلية هو اعادة الرهائن الاسرائيلين الى اهلهم وبيوتهم سالمين.  والذي حدث بالرغم من الفرص المتوالية التي توفرت امام الحكومة الاسرائيلية ، فانها لم تعمل على اعادة الرهائن، وهنا يدور السؤال المهم لماذا لم تقم الحكومة الاسرائيلية بالموافقة على اي اتفاق يعيد بقية الرهائن الذين بقوا في غزة ، تحت سيطرة المقاومة فيها.

من المعروف ان اسرائيل حريصة على الدم اليهودي، وتعمل جاهدة على الحفاظ على ارواح اليهود، ومن قتل منهم تعمل جاهدة على اعادتهم الى دولة الكيان لدفنهم فيها. ولعل الطيار الاسرائيلي رون اراد احد الامثلة التي تذكر كيف ان هذا الاحتلال تتبع باصرار وعناد وتواصل مستمر ، جثة الطيار رون اراد الذي قتل في لبنان سنة 1986، دون جدوى ولم يعرف مصيره الى الان، واطلقت اسرائيل خمسة الاف اسير فلسطيني في عملية تبادل للاسرى مع منظمة التحرير الفلسطينية، واطلقت سراح الف اسير فلسطيني مقابل جندي واحد اسرائيلي بما عرف صفقة شاليط. اذن ما بال الحكومة الاسرائيلية لا تعير اهتماما وبالا الى مائة اسرائيلي موجودون في غزة وفي انفاقها ، وابقتهم رهائن لدى المقاومة الفلسطينية بتهددهم مخاطر كبيرة، اضافة الى ضغط الشارع والجيش الاسرائيلي بعقد صفقة لتحرير الرهائن الاسرائيليين.

في كل مرة تعقد فيها مباحثات الهدنة  وتكاد الامور تصل الى اتفاق للافراج عن الرهائن وبالرغم من الجهود الدولية الحثيثة التي تبذل في سبيل ذلك، يقوم نتنياهو بابطال هذا الاتفاق. وهذا ما يفسر ان هذه الحكومة لديها اولويات اخرى اهم من حياة الرهائن الاسرائيليين. ولم يابه نتنياهو لتوسل الرهائن والذين لقى بعضهم حتفهم فيما بعد ، ونداء واستغاثة ذويهم.

في كل مرة يشتد فيه الضغط الداخلي، من اجل الافراج عن الرهائن كان نتنياهو يذهب بدولة اسرائيل الى معترك جديد، فبعد احتلال كامل غزة ولم يستطع ان يجد الرهائن، ذهب بالحرب مع جبهة الشمال، واستطاع ان يحقق صورا من النصر من خلال العمليات النوعية في الاغتيالات لقادة حزب الله وحماس ، وتفجيرات اجهزة الارسال والبيجر لمنظمة حزب الله، وهذا ما جعل الشارع الاسرائيلي يهدئ امام هذه العمليات العسكرية ، والتي ادت ايضا الى الاشتباك مع ايران. ومن خلال هذه العمليات  اقنع نتنياهو الاسرائيليين انه يخوض حربا من اجل اسرائيل وحماية اسرائيل ، وبذلك استطاع ان يسكت الشارع الاسرائيلي ويحقق طموحه بانه ملك الدولة العبرية.

واليوم نتنياهو على ابواب معركة في الضفة الغربية، واعلان ضم الضفة الغربية الى دولة اسرائيل ، ياتي ذلك مع فوز الرئيس الامريكي ترامب في الانتخابات الامريكية على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هاريس. كل هذا يصب في اهداف الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة ولبنان وسوريا وايران .

الافراج عن الرهائن الاسرائيلين في اي وقت مضى لا يصب في مصلحة اسرائيل وفق رؤية الحكومة الاسرائيلية ، ولو انه تم الافراج عنهم لما بقي اي معنى لاستمرار الحرب ، وبالتالي تفقد هذه الحكومة اهدافها الاخرى في الاستيلاء على مساحات جديدة لاسرائيل . اذن الرهائن الاسرائيلين هم ذريعة في يد اسرائيل لاستمرار الحرب وتحقيق اهداف اسرائيل الكبرى في القضاء على اللاجئين الفلسطينين ، وتم الغاء عمل الانروا في المناطق التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية، وتهجير الفلسطينين من غزة، والضفة التي اعتقد انها ستخلق ذرائع لتنفيذ خططها فيها.

وفي اعتقادي ان اي اخطار تتعلق بحياة الرهائن ، هو ثمن سيدفعه الفلسطينيون من حياتهم من جراء المجازر التي سيرتكبها الجيش الاسرائيلي وقد تقوم اسرائيل باجبار النازحين بالتوجه قسرا الى سيناء وبالتالي افراغ قطاع غزة من السكان وهذا هو الذي تتربص به اسرائيل. وان دل هذا الامر على شئ فانه يدل ان حياة الاسرائيليين ليست اولوية للحكومة الاسرائيليين وان حياتهم مرهونة بقد ما تحققه اسرائيل من اهداف في الاقليم والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب