الصحافه

لحكومة المستوطنين: غداً سيغادركم هاكابي وسيبقى الفلسطينيون

لحكومة المستوطنين: غداً سيغادركم هاكابي وسيبقى الفلسطينيون

شمعون شيفر

 في اليوم الذي سيكتب فيه تاريخ هذه الحرب الطويلة، ستترافق بعض التعابير وكل فصل في وصف المعركة: “سمح بالنشر”، “ردع”، “مُسيرات ومنظومات صاروخية”، “مخطوفون ومخطوفات” وغيرها. وفي النهاية، سيكتب الفصل عن “التسوية”، ووقف نار في الشمال وتوافق على تحقيق هدوء تجاه قطاع غزة. أما العنوان فسيكون “انتهى الحدث”.

من أجلكم، أيها القراء، أتجرأ على القول إننا لا نزال بعيدين عن انتهاء الحدث. أمام لبنان، يروون لنا بأن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على شروط التسوية. لكن لبنان ليس دولة ككل الدول؛ فحزب الله يعمل فيه ويدير دولة إسرائيل تحت رعاية نظام آية الله. وكما علمنا بعد حرب لبنان الثانية، لا مشكلة لحزب الله أن يوافق على منحى ما – شريطة ألا ينفذ المنحى.

لن يوافق حزب الله على تسوية يمكن لإسرائيل في إطارها العمل في أراضي لبنان، وبالطبع لن يوافق على التحلل من مخزون السلاح الذي تبقى تحت سيطرة الحزب. أما إسرائيل، كما يمكن الأمل، فستطالب بإقامة قوة حفظ نظام فاعلة تحل محل اليونيفيل جنوبي لبنان. وفي النهاية، السؤال هو: ما الذي يريده ترامب؟ فقد أعلن بأنه جاء ليغلق الحروب، لا أن يبدأ حروباً جديدة، وسيستجيب نتنياهو لطلبه. أما نحن فسنواصل الهروب إلى الملاجئ.

عناك ثمن لانعدام قرار نتنياهو حيال ما يحصل في غزة. فلن يكون ممكناً أن نخفي عن عيون العالم الواقع الذي سينشأ في القطاع مع حلول الشتاء، بدون ظروف صحية أساسية. التخوف من الأوبئة سيؤدي إلى دعوة حازمة من جانب الأسرة الدولية لفرض المسؤولية على ما يجري في هذا الإقليم الذي يخطط شركاء نتنياهو في الحكومة للعودة إليه في إطار “المعجزة” التي تحققت لهم.

وسنواصل نحن، الانشغال بالقضية الخطيرة المتعلقة بالاشتباه بتزوير بروتوكولات الحرب في مكتب رئيس الوزراء. يدور الحديث عن حدث خطير جداً اضطر السكرتير العسكري للحكومة للتوجه بشأنه بشكل شاذ إلى المستشارة القانونية للحكومة، لكن عندنا من يجتهدون بتقزيمه وتقزيم تحقيقه. هنا أيضاً، في النهاية، لا تتوقعوا من أحد أن يأخذ المسؤولية.

تعيين مايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل أثار ردود فعل حماسية لدى الجانب اليميني من خريطتنا السياسية. اسمحوا لي أن أبول على هذه الحفلة: ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون إلى جانبنا لن يرحلوا إلى أي مكان. وحتى لو أيد هاكابي فكرة بلاد إسرائيل الكاملة، فلن يؤدي الأمر إلى وقف كفاحهم للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي. علينا إيجاد جواب لتلبية تطلعاتهم هنا، وإلا سنعيش على حرابنا أبداً، حتى بعد أن يعود هاكابي إلى آركنسون.

 الملازم عبري دكشتاين، الذي قتل قبل بضعة أيام في اشتباك مع مخربين جنوبي لبنان، بات مع كثيرين من أبناء الاستيطان في “يهودا والسامرة”. الأثمان الباهظة التي يدفعها سليلو الاستيطان في هذه المناطق، ستلقى على الوزن الذي سيقرر حدود إسرائيل في نهاية الأمر.

 كتب بارتولد بريخت يقول إن الشاعر هو من يكون ملزماً بالتحدث عندما يصمت الجميع. وكذا ملزم أيضاً بالصمت عندما يتحدث الجميع”. تذكرت هذه الأقوال عندما قرأت القصيدة التي كتبها إيلي إلياهو بعد 7 أكتوبر: “وعدت إلى هذه المدينة بعد أيام طويلة ورأيت أن الناس غيروا وجوههم ولم تعد البيوت كما كانت، وما لم يفعله العقل فعلته الأزمنة، ولم تزهر الحدائق، ونسيت الجيران، وسرت في المدينة حزيناً، وساعة الموت توقفت في كل الساعات”.

وأفكر في أننا نطلع على أعمال مكتب رئيس الوزراء نتنياهو الإجرامية، زعماً، ونبقى بلا كلام.

 يديعوت أحرونوت 17/11/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب