خانعاً لـ “حزب الله” و”حماس”.. ذريعة نتنياهو: لولا “الجبهة الثامنة” لحققنا “النصر المطلق”

خانعاً لـ “حزب الله” و”حماس”.. ذريعة نتنياهو: لولا “الجبهة الثامنة” لحققنا “النصر المطلق”
ما الذي دفع نتنياهو لإلقاء خطاب “الجبهة الثامنة” يوم السبت، الذي اتهم فيه قادة جهاز الأمن بكونهم يخدمون العدو وطابوراً خامساً لحماس وحزب الله؟ “الجبهة الثامنة”، على حد قول نتنياهو، هم المسؤولون المجهولون في قيادة “الشاباك” والجيش وأجسام أمنية أخرى “تمس عن قصد بأمن الدولة”، “وتمس بالجهد الحربي الذي أقوده”، الذين ينقلون إلى الإعلام، أي إلى العدو، “معلومات استراتيجية سرية للغاية” وكل هذا بنية “خدمة رواية استسلام للعدو”.
أقوال نتنياهو أخطر بأضعاف من أقوال التحريض منفلت العقال ضد “عدو من الداخل” (الديمقراطيون الليبراليون وسلطات إنفاذ القانون، والأجهزة السرية، وقيادة الجيش) التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في الاجتماعات الانتخابية. استمعت لوابل تهجماته وهو محوط بجمهور المعجبين الأعمى والصارخ، المليء بالإحباط والغضب، فاقشعر بدني. لم أُقدر أن رئيسي ببث للأمة بعد أقل من شهر اتهامات بالخيانة “من الداخل” بطعن ظهر الأمة الإسرائيلية المقاتلة.
أراد ترامب الانتصار في الانتخابات لتخليص نفسه من المحاكمات، التي كان سيدان فيها بمواد جسيمة، مثل التحريض على التمرد وانتهاك الدستور. ولم يمتنع عن استخدام أي وسيلة لتحقيق هدفه، بما في ذلك استخدام الديماغوجيا المتطرفة. نتنياهو أيضاً يشعر بحبل المحاكمة يقترب من عنقه، ويفهم بأن لكونه رئيس وزراء، فهو كفيل بالتهرب مؤقتاً من قرار محكمة نهائي وتام ينتظره، ربما، حبس غير قصير.
في دائرة ضيقة من مقربيه، يقدر بأن انتخابات الكنيست ستجرى بعد شهرين – ثلاثة أشهر من وقف نار في الشمال والجنوب. وهذه، كما يخشى، سيفسرها الناخبون بعامة وقاعدة مؤيديه بخاصة، انبطاحاً واستسلاماً. فقد وعدنا جميعاً بإعادة إسرائيل إلى حدود إمبراطورية 1983 – 1984 من الليطاني حتى فيلادلفيا.
وهذا لن يحصل. بيبي يعرف هذا، لكن لا شجاعة مدنية وسياسية عنده ليبشرنا بذلك. النقد على “انبطاح” حكومته و”عجزها” و”انهزاميتها” في المفاوضات مع حزب الله لم يعد محصوراً بسكان الشمال المقصوف، وببن غفير وسموتريتش، بل يتلقى إسناداً قوياً من أحزاب المعارضة (المعسكر الرسمي و”إسرائيل بيتنا”)، وينتشر بين الجمهور الغفير، ويقلق نتنياهو أشد قلق.
وعليه، كلاعب سياسي مجرب يرى الوليد، شرع بحملة انتخابات. خطاباته خطابات دعاية في الميادين: خليط من التضليل وإلقاء المسؤولية على الآخرين. هذه المرة، هؤلاء هم قادة وكبار رجالات جهاز الأمن الذين شاركوا في الدوائر الحربية الأكثر سرية. بسبب معارضتهم السائبة والخيانية، كما يدعي وسيدعي بيبي دفاعاً عن نفسه، بسبب منعهم معلومة أمنية حرجة عنه، لكنهم قدموا المعلومة (من خلال تسريبات مغرضة) لأعدائنا، اضطر رغماً عنه للموافقة على حلول وسط عفنة مع حزب الله قريباً، ومع حماس مستقبلاً.
له حجة غبية: لولا “الجبهة الثامنة” التآمرية التي شنها ضده “الخونة” بالبزات وبدون بزات، لقطفت إسرائيل ثمار النصر المطلق الموعود. بدلاً من هذا، اضطر رئيس وزرائنا للموافقة على تسوية محبطة. كله بذنب العدو من الداخل.
سيفر بلوتسكر
يديعوت أحرونوت 26/11/2024