التعود على الفظائع والانتهاكات
دكتور/ أحمد الليثي
#ملف_الهدف_الثقافي
التعوّد على الفظائع والانتهاكات هو عملية تدريجية تحدث عندما يتعرض الإنسان أو المجتمع لمشاهد أو أحداث قاسية بشكل متكرر، بحيث يبدأ الشعور بالصدمة أو الاشمئزاز الذي يصاحب هذه الفظائع في التلاشي تدريجيًا. هذا النوع من التكيّف النفسي يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على المستوى الفردي والاجتماعي.
أسباب التعود على الفظائع
1. التكرار: رؤية المشاهد المؤلمة أو الأخبار المروعة بشكل يومي يجعل العقل يطور آلية دفاعية للتقليل من الأثر النفسي.
2. التطبيع الإعلامي: الإعلام المستمر الذي ينقل المآسي دون معالجة إنسانية يجعل الجمهور معتادًا على الألم كأنه أمر طبيعي.
3. الضغط النفسي: مع تكرار المآسي، يختار العقل البشري اللاوعي إلغاء استجابته العاطفية كوسيلة للحفاظ على التوازن النفسي.
4. فقدان الأمل: الإحساس بالعجز عن تغيير الواقع يولد شعورًا باللامبالاة تجاه الأحداث القاسية.
الآثار السلبية
1. فقدان الحساسية الإنسانية: يصبح الإنسان أقل تعاطفًا مع الآخرين أو أقل اهتمامًا بما يحدث حوله.*
2. التأثير على القيم: التعود على الفظائع يؤدي إلى تطبيع السلوكيات غير الأخلاقية واعتبارها عادية.
3. تقليل التضامن الاجتماعي: يضعف الإحساس بالمسؤولية الجماعية، مما يعيق جهود الإصلاح أو المساعدة.
4. الأثر النفسي طويل المدى: تراكم الفظائع في العقل دون معالجة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل الاكتئاب والقلق.
كيفية مواجهة هذا التعود:
1. الوعي بالمشكلة: إدراك أن التعود على الفظائع هو آلية دفاعية قد تكون ضارة.
2. تقليل التعرض المفرط: تقليل الوقت المخصص لمتابعة الأخبار السلبية، خاصة تلك التي لا تقدم حلولاً.
3. تعزيز الحس الإنساني: المشاركة في أنشطة تطوعية أو مساعدة الآخرين تعيد الإنسان إلى طبيعته الإنسانية.
4. النقاش والحوار: التحدث عن هذه المشاهد مع أشخاص آخرين يمكن أن يعيد صياغة المشاعر بدلاً من كبتها.
5 . التركيز على الأمل والحلول: بدلاً من التركيز على الفظائع فقط، البحث عن قصص ملهمة أو جهود ناجحة للتغيير.
التعود على الفظائع والانت-هاكات خطر يمكن التخفيف من آثاره إذا تمت معالجته بالوعي والجهود الإنسانية لاستعادة التعاطف والتضامن.