إرهاب المستوطنين بحق قاطفي الزيتون… ذروة غير مسبوقة للسيطرة على الجغرافية الفلسطينية و«فزعة» الجهات الرسمية لا تكفي!
إرهاب المستوطنين بحق قاطفي الزيتون… ذروة غير مسبوقة للسيطرة على الجغرافية الفلسطينية و«فزعة» الجهات الرسمية لا تكفي!
سعيد أبو معلا
رام الله ـتحول موسم الزيتون لعائلة أبو فارس سلامة من بلدة فقوعة، شرق مدينة جنين إلى جحيم حقيقي، فبعد أن كان الموسم مصدرا للبهجة والسرور، وينتظره أفراد العائلة من العام للعام أصبح رمزا للخسارة، وشؤما مع استشهاد حنان، «الأم الحنونة» أثناء قطفها زيتون العائلة.
وقبل نحو شهر ونصف الشهر وقعت الحادثة التي قلبت حياة أبو سلامة رأسا على عقب. لقد اخترقت رصاصة، أطلقها أحد جنود الاحتلال من جانب الجدار العازل الذي يفصل الضفة الغربية عن المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948. لقد اخترقت الرصاصة صدرها وخرجت من ظهرها أثناء قطفها محصول الزيتون.
في تفاصيل ما حدث هناك دراما فلسطينية مؤلمة، فبعد أن أخبرت جهات فلسطينية رسمية العائلات التي تمتلك أرضا بالقرب من الجدار بإمكانية الذهاب لقطف المحصول جمع أبو فارس عائلته وعائلات أقاربه وذهبوا إلى الأراضي التي تقع في أقصى شمال شرق البلدة وعلى مقربة من جدار الفصل العنصري.
يقول أبو فارس لـ«القدس العربي» كانت «التعليمات تقول أنه لا يجب علينا الاقتراب من الجدار بمسافة 100 متر، وفعلا قمنا بذلك، لكن الجنود أطلقوا النار علينا بهدف القتل، ثم ابتعدنا عن الجدار لمسافة تقرب من 250 مترا، وهناك بدأنا بعملية القطف على مدى ساعتين، ومن ثم جاءت دورية للجنود وأطلقوا النار علينا بهدف القتل».
ويتابع: «لقد هربت أم فارس مع صوت رصاص الجنود، ومن ثم قالت لي أن هناك شيئا أصابها، فسقطت على الأرض».
الأمر بالنسبة لأمنة أبو سلامة (ابنة الأم حنان) مختلف أيضا. لقد خسرت والدتها بسبب الزيتون. تقول أمنة لـ«القدس العربي»: «صرت أكره الزيتون.. قلت الهم بديش أشوف الزيتون بعيوني».
تضيف: «لقد فقدنا الأم الحنونة، عمود البيت، صحيح كرهت الزيتون لكني أفتخر بأمي، إنها شهيدة أحبت الأرض كثيرا».
وبعد انتهاء بيت أجر أول شهيدة للزيتون في فلسطين قررت العائلة عدم قطف زيتونها، لقد كانت ما زالت تحت تأثير الصدمة، فقام الأب المكلوم الذي فقد كل حياته كما يقول، «بتضمين» زيتونه لأناس من بلدته. وهو أمر يفعله لأول مرة في حياته.
وبعد الحادثة المميتة قرر المواطنون في عموم بلدة فقوعة عدم الذهاب إلى قطف زيتونهم بالقرب من الجدار، وهو ما عني ان عشرات الدونمات المزروعة بالزيتون والمثقل بالثمار الخضراء والسوداء على حالها.
يشدد أحد سكان البلدة أن التنسيق العسكري ما بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي «كذبة كبيرة» ويحمل الجهات الرسمية الفلسطينية جانبا من المسؤولية، «فليس من المعقول أن يخبرنا الطرف الفلسطيني بإن هناك تنسيقا أمنيا للذهاب لقطف المحصول فيما يأتي الجنود ويعدمون المواطنين من دون أن يتحملوا مسؤولية ما».
في وسط الضفة الغربية حكاية مختلفة عن شمالها، وهي تعكس ذات الوجع والقهر، فقبل خمسة أيام من استشهاد حنان وفي صباح يوم السبت الموافق 12 تشرين الأول/أكتوبر (الذي صادف حُلول «يوم الغفران») جاء نحو 150 من سكّان قرية المغيّر (شمال رام الله) لكي يقطفوا ثمار الزيتون في كرومهم في منطقتين زراعيتين وذلك بعد أن نسّقوا مجيئهم مع الجيش الذي خصّص لهم يوماً واحداً فقط للقطاف. ولكن رغم التنسيق جاء مستوطنون وجنود إلى المنطقتين الزراعيّتين وهدّدوا القاطفين ثمّ اعتدوا عليهم وطردوهم من أراضيهم.
وفي تمام الـ 8:30 صباحا جاء ما يقارب 10-15 مستوطناً بعضهم مسلّحون، إلى كروم الزيتون الواقعة شمال شرق القرية حيث كان نحو مئة من الأهالي منهمكين في قطف الثمار. هدّد المستوطنون القاطفين بسلاحهم وطردوهم خارج الكُروم. بعد ذلك بقي المستوطنون في المكان ومنعوا القاطفين من العودة إلى كُرومهم. أما الجنود الذين حضروا إلى الموقع بعد مضيّ نصف ساعة تقريباً، أمروا هُم أيضاً بأن يُغادروا كُرومهم فاضطرّ هؤلاء إلى الابتعاد حتى شارع ألون – أي مسافة نحو مئة متر.
وفي منطقة ثانية، جاء ما يقارب 50 شخصاً من أهالي القرية لكي يقطفوا ثمار الزيتون في كرومهم الواقعة شرقي القرية بالقرب من تجمع القابون الذي تهجّر سكّانه بسبب عنف المستوطنين. وعندما تمكّن الأهالي من دُخول كرومهم وجدوا مستوطناً يرعى أغنامه فيها. كذلك وجدوا جزءاً من أشجار الزيتون مقطوعاً وجزءاً آخر محروقاً، والفاعلون مستوطنون. ثم جاء إلى الموقع ثلاثة مستوطنين آخرين، مسلّحين، وجنديّ في سيّارة خاصّة. هاجم المستوطنون أصحاب الأراضي بالحجارة، وأطلق الجنديّ الرّصاص الحيّ نحوهم في الهواء فاضطرّ القاطفون إلى الفرار حتى البوّابة. ثم جاءوا جنود وأبلغوهم أنّه يُحظر عليهم الوصول إلى أراضيهم.
يخبرنا أحد النشطاء في البلدة أن ما يقرب من 95 في المئة من زيتونها لم يقطف، فأغلبه قريب من المستوطنات، وهو ما يعني استحالة الوصول.
ويشدد أحد النشطاء أن كل الفعاليات من أجل المساندة والدعم لم تتمكن من جعل مواطن واحد يقطف زيتون أرضه.. فالكلمة للمستوطنين المسلحين.
قريوت حكاية ثالثة
وغير بعيد عن بلدة المغير تقع بلدة قريوت قضاء نابلس (يسكنها نحو 3.000 نسمة) وتعاني البلدة الأثريّة منذ أواخر السبعينات، من استيلاء المستوطنين على أراضيها. في عام 1967 كانت القرية تملك 7.500 دونم من الأراضي. أقيمت المستوطنة الأولى شيلو، على أراضي القرية عام 1978، وتلتها مستوطنة عيلي عام 1983. في النصف الثاني من التسعينات أقيمت البؤرتان الاستيطانيّتان نوف هَريم وهيوفيل، وفي عام 2022 أقيمت البؤرة الاستيطانيّة جفعات هكطورت بهدف خلق تواصل بين مستوطنتي عيلي وشيلو.
وبمرور السنين استولت إسرائيل رسميًّا على نحو 2.700 دونم من أراضي القرية، وذلك في الأساس عبر الإعلان عنها «أراضي دولة» وحوّلتها إلى مستوطنتي شيلو وعيلي.
واليوم، تمنع إسرائيل سكّان قريوت من الوصول إلى ما يقرب من 3.340 دونم من أراضيها المصنَّفة ضمن المنطقة C والتي تسيطر عليها من خلال عنف المستوطنين الذين يعملون بإمرتها وكأذرع لها.
لا يكتفي المستوطنون بالاستيلاء على الأراضي، وإنّما يعملون أيضًا على سرقة الينابيع التي تمدّ القرية بالمياه. في البداية استولوا على نبع عين عريك غربيّ القرية، ومنذ إقامة بؤرة هيوفيل الاستيطانيّة يعمل المستوطنون أيضًا للاستيلاء على عين قريوت الأقرب إلى القرية، والواقع هو أيضًا في الجهة الغربيّة منها. في السنة الأخيرة استولى المستوطنون أيضًا على عين سيلون جنوبيّ قريوت، وبنوا بركة هناك ويمنعون الفلسطينيّين من الوصول إلى المكان.
وخلال موسم قطف الزيتون تعرضت البلدة لهجمات عديدة وشبه يومية في سبيل منع المواطنين من الوصول لحقولهم، ومنع من وصل إليها من قطف زيتونه، وسرقه الزيتون الذي تم قطفه.
وحسب منظمة بتسيلم الحقوقية (ترصد اعتداءات الجيش الإسرائيلي) فإنه رغم أنّ اعتداءات المستوطنين – بما فيها تلك التي تشكّل خطرًا ملموسًا وحقيقيًّا على حياة البشر والممتلكات – على القرى والبلدات الفلسطينيّة أصبحت أمرًا روتينيًّا، إلا إنّ الجيش ليس أنّه لا يمنعها فحسب، بل يحرُس ويحمي المعتدين ويمتنع عن اعتقالهم أثناء ارتكابهم الاعتداء أيضًا. وتكمل الشرطة عمليّة التستّر هذه من خلال امتناعها المتعمّد عن التحقيق في الأحداث بأثر رجعيّ. وما يزيد الطين بلّة هو أنّ الجيش يواصل ويكمل، في كثير من الأحيان، ما بدأه المستوطنون – كما في الحالة هنا. لم يكتفِ الجنود بعدم إيقاف المستوطنين المهاجمين، وإنّما واصلوا هم أنفسهم أيضًا اقتحام القرية التي بادر إليها المستوطنون، واختلقوا مواجهة متعمّدة مع السكّان وقتلوا طفلة بريئة.
أسئلة لليوم العالمي للزيتون
وحسب فياض فياض، مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني، ومستشار في مجلس الزيتون الدولي، فإن احتفال العالم بـ«اليوم العالمي للزيتون» الذي يصادف يوم 26 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، كان فرصة فلسطينية لطرح أسئلة مثل: هل سنحتفل نحن كفلسطينيين، بهذا الحدث، وقد تم تدمير قطاع الزيتون في غزة بمزارعه وأشجاره ومشاتله ومعاصره وشركاته ومصانع عبواته؟ وهل سنحتفل، وما زالت حتى الآن معظم أراضيهم قريبة من المستوطنات، أو خلف جدار الفصل العنصري، لم يتمكنوا من الوصول الى مزارعهم وحقول زيتونهم وجني الثمار؟
ولا تتوفر حتى اللحظة أرقام رسمية نهائية من وزارة الزراعة الفلسطينية حول حجم الخسائر التي تكبدها قطاع الزيتون بفعل سياسات المنع وعدم الوصول للأراضي الزراعية أو لأثر الهجمات على عدم تمكن المزارعين من الوصول لأراضيهم، وحسب حديث الوزارة لـ«القدس العربي» فإنه من المتوقع ان ينتهي الموسم خلال الأسبوعين القادمين وعندها سيكون لدى الوزارة الأرقام الدقيقة.
وحسب أحد المسؤولين في الوزارة فإن الأرقام أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي في ظل تصاعد هجمات المستوطنين. وتشير الأرقام الخاصة بموسم قطف الزيتون لعام 2023 أن نحو 128 ألف دونم لم يتم قطفها أو الوصول إليها بفعل الهجمات.
شركاء بالزيتون!
بدوره، يعلق الناقد الأدبي الدكتور عادل الأسطة من خلال يوميات ينشرها على صفحته على الفيسبوك قائلا: «يبدو أن المستوطنين اليهود يأخذون بالحديث النبوي الشريف « الناس شركاء في ثلاث؛ الماء والكلأ والنار» مع تحوير فيه باستبدال الزيتون بالنار، ما دام الأمر يتعلق بفلسطين التي تشتهر بالزيتون الذي أقسم الله – سبحانه وتعالى – في قرآنه به في قوله «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين».
يضيف الأسطة على السخرية المُرة السابقة، أنه منذ أن قويت شوكة المستوطنين في الضفة الغربية، بعد أن دعمتهم الحكومات اليمينية، صاروا في كل عام في موسم قطف الزيتون يشاركون أصحاب الأراضي بثماره، وغالبا بسلبها بعد قطفها و«على البارد المستريح» كما نقول بالعامية.
ويتابع: «يهاجم زعران المستوطنين بأسلحتهم قاطفي الزيتون ويرعبونهم ويسرقون قطفهم، وكان الله بالسر عليما».
ويرى الأسطة أن المستوطنين يهاجمون أصحاب شجر الزيتون ويعتدون عليهم وينهبون بعض ما قطفوه ويقلعون بعض أشجار الزيتون، فهي لا تروق لهم أصلا، لأنها شاهد على عروبة فلسطين.. لقد سعى المستوطنون الأوائل كما هو معروف إلى استبدالها بشجر اليوكالبتوس، وهذا ما كتب عنه الأب الروحي للصهيونية ثيودور هرتسل في روايته « أرض قديمة جديدة» الصادرة عام 1902.
ويختم قائلا: «المشهد في فلسطين غامض ولربما سيكون، في المستقبل، أكثر غموضا وسريالية.. من يدري!».
أكثر من «فزعة»
وأطلق تحالف لمؤسسات رسمية وأهلية فلسطينية ونشطاء في عموم الضفة الغربية حملة وطنية لمساندة قاطفي الزيتون حملت اسم «فزعة» حيث قادت جهودا «لا بأس بها» لمرافقة المزارعين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وتم توثيق تواجد مئات النشطاء في مناطق في رام الله وسلفيت ونابلس وطولكرم والخليل من أجل دعم ومساندة قاطفي الزيتون، ورغم أن الحملة لم تتحول إلى فعل جماهيري حاسم إلا أنها عالجت جزئيا جانبا من حاجات المزارعين للمد الجماهيري الذي يكفل عدم الاستفراد بهم من قطعان المستوطنين المسلحة.
وعلق أحد النشطاء على حملة «فزعة» بالقول إنه لها من اسمها نصيب، «فزعة» لا تعني أن هناك تخطيطا كاملا، إنها حالة من الحشد الجماهيري المحدود وغير المستدام والذي يفقد مقومات المواجهة.
وأضاف: «في فزعة جاء النشطاء، ارفقوا بعض المواطنين وانفضوا، ماذا بعد؟ بقي المزارع وحيدا في مواجهة المستوطنين المسلحين والمحميين من جيش الاحتلال».
ودعا بدوره إلى التفكير جديا في كل الطرق التي تحول المواجهة لمشروع وطني كامل، بحيث يتجاوز «الفزعة» وصولا إلى وضع أسس مواجهة مفتوحة مع المستوطنين، فالمسألة لن تتوقف بانتهاء موسم قطف الزيتون.
407 اعتداءات
وقبل أيام، كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان أن جيش الاحتلال والمستعمرين نفذوا ما مجموعه 407 اعتداءات ضد قاطفي الزيتون منذ انطلاقه وحتى هذه اللحظة، مضيفاً أن طواقم الهيئة رصدت تنفيذ جيش الاحتلال لـ120 حالة اعتداء، و242 حالة اعتداء من قبل المستعمرين، و 45 حالة اعتداء نفدتها الجهتان معاً.
وبينت أرقام التقرير الصادر عن الهيئة أن هذه الاعتداءات تراوحت ما بين الاعتداء الجسدي العنيف، الأمر الذي أدى إلى استشهاد مواطن على يد مستوطنين في قرية سبسطية في محافظة نابلس، ومواطنة برصاص الجيش في بلدة فقوعة في محافظة جنين، إضافة إلى حملات الاعتقالات وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكافة أشكاله.
وتركزت الاعتداءات حسب التقرير في محافظة نابلس بـ 160 حالة اعتداء، تلتها محافظة سلفيت بـ 58 حالة اعتداء، ثم محافظة الخليل بـ 54 حالة اعتداء. وأضاف شعبان، أن الموسم الحالي تم تسجيل حدوث 44 حالة تقييد حركة ومنع وصول للمزارعين إلى أراضيهم، إضافة إلى 100 حالة ترهيب لطرد المزارعين ومنعهم من قطف ثمار الزيتون، إضافة إلى 40 حالة للضرب والاعتداء بحق المزارعين.
وقال شعبان في حديث صحافي أن الاعتداءات المنفذة هذا الموسم شكلت واحدة من الذروات غير المسبوقة، في إطار التصاعد الكبير مقارنة بالسنوات السابقة، إذ بلغت الاعتداءات المسجلة في الموسم الماضي 2023 ما مجموعه 333 اعتداء، في حين سجل الموسم الذي سبقه 2022 ما مجموعه 108 اعتداءات.
وبين شعبان، أن هذا الموسم، والذي ترافق مع استمرار حالة الحرب والعدوان التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعد الأصعب والأخطر في العقود الأخيرة، نظراً لاستغلال الجيش والمستعمرين لأنظمة الحرب في تنفيذ الجرائم مدعومين بالكثير من السياسات والتشريعات التي تعزز حالات الاعتداء والإرهاب والتضييق لا سيما إغلاق المحافظات وتسليم الأسلحة لميليشيات المستعمرين والأخطر من ذلك إعفاءهم من المسائلة والمحاكمة، مضيفاً، أن هذا الموسم شهد إمعاناً في فرض المناطق العسكرية المغلقة على الأراضي الزراعية، مبيناً أن دولة الاحتلال أصدرت 100 أمر عسكري تغلق فيه الحقول الزراعية في المناطق القريبة من المستعمرات، ما حد من قدرة المواطنين من الوصول إلى هذه الحقول بشكل طبيعي.
وأظهر التقرير الصادر عن الجهة الرسمية أن 84 عملية اعتداء تعرضت لها الأراضي المزروعة بالزيتون في الموسم الحالي، منها 29 عملية قطع وتكسير وتجريف أراضي مزروعة بالزيتون أدت إلى تخريب ما مجموعه 3910 أشجار زيتون تركزت في محافظات نابلس وسلفيت وقلقيلية وكذلك تم تسجيل 15 عملية مصادرة وسرقة للمعدات الزراعية بهدف عرقلة جهود المواطنين في استكمال الموسم الزراعي وفرض تكاليف باهظة تعرقل عملهم ومستواهم المعيشي.
وحسب الوزير شعبان، فإن دولة الاحتلال مستمرة في محاولاتها من أجل تنغيص أسلوب حياة الفلسطيني الذي يرتبط تاريخيا بالأرض كمصدر رزق ونموذج حياة، مضيفاً، أن دولة الاحتلال تستهدف موسم الزيتون بشكل ممنهج وبقصدية كبيرة نظراً لوجدانية وأصلانية العلاقة بين المواطن الفلسطيني والأرض، مؤكداً أن كل ما تفعله دولة الاحتلال الآن يصب في إطار خلخلة العلاقة المتينة مع الأرض، في مخططات معلنة وواضحة من أجل السيطرة على الجغرافية الفلسطينية ومنع وصول المواطنين إليها.
وقال شعبان، إن المواطنين الفلسطينيين وبإصرارهم على ممارسة حقهم بالوصول إلى أراضيهم وإنجاح الموسم وتحدي قرارات الاحتلال أفشلوا ما خطط له المستعمرون، وأعادوا من جديد الاعتبار لصلابة الفلسطيني التي تتحدى الاحتلال وتكسر إجراءاته.
«القدس العربي»: