ثقافة وفنون
وعلى الغاصب أن يرحل بقلم نخلة العراق الشاعرة ساجدة الموسوي
بقلم نخلة العراق الشاعرة ساجدة الموسوي

قصيدة بمناسبة ذكرى مجزرة جسر الزيتون في الناصرية لنخلة العراق الشاعرة ساجدة الموسوي
وعلى الغاصب أن يرحل
بقلم نخلة العراق الشاعرة ساجدة الموسوي
—–
يا جسر الزيتون (*) أخبرني
كيف تحمّلت الوزر ولم تُكسر؟
كيف صبرت على دمهم يجري
وحديدك لم يصهر؟
كيف شممت رياحين صباهم
قيلَ انتشرت كالعنبر
قيل دموعك نزّت، هل أنت بكيت َ
أم أن سماءك حين رأتهم هطلت دمعاً
والحزن تفجّر
أنسيت بأن لكلِّ شهيدٍ أمٌّ تسأل إن لم يرجع
وتأخر؟
ماذا لو علمت أن حشاشتها سيغيب طويلاً
راح لعرس الجنّةِ
والعرسُ بهيٌّ للقمر الأسمر
ماذا ستقول إذا مرَّ عليك الليلُ
وصرت وحيداً
هل تتذكر؟
كيف اشتدَّ العزم ُ لكوكبة الشبان
وكيف رصاص الغدر عليهم أمطر ؟
كيف يكون الظلمُ إذا السيف بكف الأنذال
على أحفاد حضارة سومر
هل أبصرت نضارتهم وجمال ملامحهم
كانت أصوات ضمائرهم تتحدث عن وطنٍ
من طين حضارته العالمُ ينهل
لكن ضمائر أهل الشرِّ
صفيحٌ وجباهٌ لا تخجل
أولادك يا جسر الزيتون أزاهر
عشاقُ السنبل والفالةِ والمنجل
والجولةُ ما زالت
ودماء الأحرار لها ثقل جبال ٍ
وديونٌ واجبة الدفعِ على القاتل والسافلِ
والمحتل ْ
فاشهد يا جسرُ ويا نهرُ بأنا أهلك منذ ألوفٍ
وعلى الغاصبِ أن يرحل
وعلى الغاصبِ
أن يرحل
ـــــــ
(*) أشاره إلى مجزرة جسر الزيتون في الناصرية التي جرت فيها سلسلة أعمال قتل مُمنهجة ارتكبتها القوات الأمنية الحكومية برئاسة الفريق جميل الشمري استهدفت مُتظاهري ثورة تشرين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار في العراق بين يومي 28 تشرين الثاني/نوفمبر – 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، عقب يوم واحد من قيام ثوار تشرين بحرق القنصلية الإيرانية في النجف تنديدًا بالتدخلات العسكرية والسياسية الإيرانية في العراق. وقد ذهب ضحية هذه المَجزرة من ثوار تشرين زهاء 70 شهيداً وأكثر من 225 جريحًا في 28 تشرين الثاني، و 15 شهيداً و 157 جريحاً في 30 تشرين الثاني.