“انتفاضة الحجارة”.. الذكرى ال 37 عاما على انطلاقتها ” نضال ” متجدد نحو الحرية
“انتفاضة الحجارة”.. الذكرى ال 37 عاما على انطلاقتها ” نضال ” متجدد نحو الحرية
بقلم المحامي علي ابوحبله
انتفاضة الحجارة عززت ثقة الفلسطينيين بقدرتهم على الفعل وتحقيق إنجازات حقيقية على صعيد الحرية ومقاومة المحتل. ، بعد 37 عامًا على انطلاقها، لا تزال انتفاضة الحجارة حاضرة في وجدان الفلسطينيين، كفعل نضالي، ملهم، ومحطة مهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني وقد عززت انتفاضة الحجارة ثقة الشعب الفلسطيني بقدرته على الفعل وتحقيق إنجازات حقيقية على صعيد الحرية ومقاومة المحتل من خلال استجماع واستلهام القوه لمواجهة سياسة الاحتلال ومشروعه الاستيطاني و أن الانتفاضة وضعت القضية الفلسطينية على أجندة الرأي العام الدولي ما دفع العالم لممارسة ضغوط على إسرائيل للشروع في مفاوضات لإنهاء الاحتلال؛ حتى وصلت بالفلسطينيين إلى اتفاقية أوسلو التي قادت لتشكيل السلطة الفلسطينية
إسرائيل أثبتت بالدليل الملموس أنها لا تريد السلام، وإنما تراهن على عامل الوقت وإطالة أمد الحرب في غزه واستمرار الاجتياح في الضفة الغربية لتحقيق أهدافها على حساب الهدف الوطني الفلسطيني وذلك بدعم أمريكي واضح. الانتفاضة الأولى في 1987 أساليبها النضالية ذات جدوى وفعالية تؤذي الاحتلال وشكلت قوة تأييد عالمية مع الشعب الفلسطيني أكبر من المفاوضات التي تراهن عليها إسرائيل لتحقيق أهدافها التدميرية. ووفق معطيات فلسطينية؛ فإن عدد الشهداء الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الحجارة بلغ 1162 شهيدًا، منهم نحو 241 طفلًا، بالإضافة إلى 90 ألف جريح، وتدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية. واعتقلت قوات الاحتلال حينها ما يقارب من 60 ألف فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وفلسطينيي الداخل، وفق إحصائية لمركز الأسرى للدراسات. الانتفاضة أعادت إحياء الهوية الوطنية الفلسطينية، وشكلت حالة تعبئة وطنية للشارع الفلسطيني الذي باتت مقاومته جماهيرية عامة بعكس ما قبل انطلاقتها حيث كانت المقاومة تتسم بالفردية.
إن الانتفاضة الأولى ” انتفاضة الحجارة ” كسرت هيبة الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح وهزمت الجيش بحجارة الأطفال ومقاليعهم. الانتفاضة حققت 4 معالم سياسية مهمة، أولها إنجاز إعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988 الذي جاء ثمرة لتلك الانتفاضة. و الإنجاز الثاني هو توقيع اتفاق أوسلو، حيث أجبرت الانتفاضة زعماء العالم للإذعان لمطالب الشعب الفلسطيني ودفعتهم لتبني ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية، وهو ما توج في اتفاق أوسلو. أما الإنجاز الثالث أن الانتفاضة نقلت الرواية الفلسطينية للعالم من شوارع الضفة والقدس وغزة مباشرة ودون أجندة سياسية أو تجميل إلى العالم بأسره. كما أنها وحدت الموقف الفلسطيني؛ إذ وضعت كل الأطر الفلسطينية في بوتقة واحدة ضمن إطار وطني واحد وتحت راية واحدة وهدف واحد.
الانتفاضة الشعبية التي استمرت 6 سنوات متواصلة، تجلى خلالها الوجه الحقيقي للإنسان الفلسطيني التواق للحرية الرافض للذل والهوان فمضت وحققت العديد من الإنجازات العظيمة. و أن انتفاضة الحجارة استطاعت إعادة تفعيل القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني من عنصرية وفاشية الاحتلال، إضافة كما أنها بددت وهم الاحتلال بأن هذا الشعب عصي على التدجين والاحتواء.
وهنا تبرز أهمية الثقافة التي أنتجتها الانتفاضة والاستفادة منها بتعميمها في الجامعات والمدارس وفي كل تجمع من التجمعات الفلسطينية لاسيما الشبابية. إن ذكرى انتفاضة الحجارة تأتي في أوج المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية العادلة وفي حرب أباده تشن ضد الشعب الفلسطيني لم يشهد لها التاريخ مثيلا وضمن مخطط ومحاولات شطب القضية الفلسطينية وخلق الحلول المجتزأة والمنقوصة، وبات مطلوب من صانع القرار استخلاص الدروس من تجربة الانتفاضة التي لم تحقق خلاصا كاملا من الاحتلال بل أماطت اللثام عن وجهه العدواني الإجرامي في حربة التدميرية على غزه والضفة الغربيه علينا استخلاص العبر بعد 37 عام من التجارب في العديد من المستويات، أولها كيفية التلاحم والقدرة على تعزيز الصمود الوطني كي نستطيع استنهاض طاقات الجماهير لتأخذ زمام المبادرة من جديد لمواجهة تلك المخاطر” التي تتهدد القضية الفلسطينية وهذا يتطلب تحقيق الوحدة الوطنيه واعتماد استراتجيه وطنيه بمرجعيه وطنيه وتحرك فاعل على كل المستويات لوقف الحرب ، وسرعة ترتيب البيت الفلسطيني ، و تشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة تكنوقراط على قاعدة توحيد غزه والضفة الغربيه
والسؤال عن إمكانية تجديد تلك التجربة النضالية كإحدى أبرز وسائل المقاومة الشعبية والجماهيرية مع الأخذ بالاعتبار التحولات والتغيرات على الأصعدة كافة.