مقالات

” فرقة الحشاشين الإسماعيلية النزارية الباطنية “-مصطفى آل بكر

مصطفى آل بكر

 

فرقة الحشاشين الإسماعيلية النزارية الباطنية

الظهور الأول للتشيع .. وعلاقته بالماسونية

التخادم الغربي الفارسي في وقتنا الحاضر وإمتداداته التاريخية :

الباحثان الماسونيان ” كريستوفر نايت ” و ” روبرت لوماس ” في كتابهما ” مفتاح حيرام ” والماسوني ” فرانسوا كلافل ” francoise clavel ” مؤلف كتاب ” تاريخ الماسونية ” إتفقوا أن منظمة فرسان الهيكل كانت على علاقة وثيقة بالإسماعيلية ” جماعة الحشاشين الباطنية” فكلاهما إختارتا اللونين الأحمر والأبيض شعاراً لهما ، وإتبعتا النظام الماسوني نفسه ، فكانت مراتب الفدائيين والأعضاء والدعاة تقابل المراتب نفسها لدى فرسان الهيكل وهي المبتدئ والمنتهي والفارس ، كما تآمرت المنظمتان على “ هدم الدين ” الذي تظاهرتا بإعتناقه ، وشيدت الحصون للإحتماء بها .

يقول ” ول ديورانت ” في موسوعة “ قصة الحضارة

إن الإسماعيليين استخدموا أعضاء جماعاتهم السرية في التجسس والدسائس السياسية ، ثم إنتقلت طقوسهم إلى بيت المقدس وأوربا ، وكان لها أكبر الأثر في أنظمة فرسان الهيكل ومنظمة النور البافارية ” إلوميناتي ” ، وغيرها من الجماعات السرية التي قامت في إوربا ، وتحدث مؤرخون عدة في الشرق والغرب عن زيارة قام بها ” دي مونتبارد ” إلى قلعة ” آلموت ” شيخ الجبل ” سنان بن سلمان ” ليتلقى على يديه أصول العمل السري والإغتيالات ، ما دفعهم إلى القول إن الحشاشين الإسماعيليين لعبوا دوراً جوهرياً في تطوير أنظمة الجمعيات السرية لتصل إلى وضعها الحالي في العصر الحديث .

المؤرّخ الألماني ” أرنولد أوفلوبيك ” عن شيخهم الغامض ، يقول :

” لقد إستطاع هذا الشيخ بطرقه السحريّة أن يغري قومه بأن يعبدوه ولا يقتنعوا بإله سواه وأغواهم بطريقة غريبة مُستخدماً الآمال والوعود بالمسرّات والبهجة الخالدة ، حتىّ جعلهم يفضّلون الموت على الحياة ، ‏وإنّ إيماءة منه كافية ، لأن تجعل الكثيرين منهم يقفزون من فوق الأسوار المرتفعة فتدقّ أعناقهم وتتحطّم جماجمهم ويموتون ميتة بائسة ، وهو يؤكّد لهم أنّ أسعدهم مالاً هم الذين يسفكون دماء الآخرين ويلقون حتفهم ، والشيخ يقدم لهم بنفسه خناجر مخصّصة لهذه المهمّة ثمّ يلثمهم .

يقول مؤلّف كتاب ” الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ الإسلامالمستشرق الشهير برنارد لويس ” Bernard Lewis ” :

إكتشاف الحشّاشين ” بمحاولة تحديد معنى دقيق لمصطلح الحشّاشين بعد ظهوره في اللغات الأوروبيّة وشيوع إستعماله ، إذ يجده مُستعملاً عند المؤرّخ الإيطالي جيوفاني فيلاّني ” 1348 ” … وفي سياق حديثه عن حاكم لوركا الذي ” أرسل حشّاشيه إلى بيزا لقتل أحد أعدائه ” في حين يشير ” دانتي ” في ” الكوميديا الإلهيّة ” ضمن النشيد التاسع من الجحيم إلى الحشاّش الخائن ويفسّر ” فرانشسكو دابوتي ” شارح دانتي في القرن الرابع عشر هذا المعنى قائلاً :

” الحشّاش هو الذي يقتل الآخرين مقابل أجر ”

زاد في كشف هذه الفرقة بقاء الصليبيين الطويل في الشرق ونجاح ما يُعرف بفرسان المعبد ” Templars ” في فرض سيطرتهم على قلاع الحشّاشين وفرض الجزية عليهم وفق ما ترويه بعض المصادر أو إلتجاء شيخ الجبل إلى طلب العون من فرنسا وأنجلترا إتّقاء لخطر المغول القادم من الشرق .

واللافت أيضاً أنّ الرحالة ماركو بولو ” marco polo ” قد تحدّث عن هذه الفرقة وعن جبال آلموت ، عندما عبر إيران سنة 1273 وقد ذكر خاصّة حكاية الفردوس الذي صنعه شيخ الجبل ، عندما أغلق واداً بين جبلين ، وحوّله إلى حديقة فيحاء هي أكبر حديقة يمكن أن تقع عليها عين وأجملها على الإطلاق :

وقد حاكى الشيخ الجنّة التي وصفها محمد لأتباعه فجعل فيها جداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء وأقام على خدمة الحديقة فاتنات من أجمل نساء العالم ، يجدن العزف على مختلف الآلات الموسيقيّة ، وكان لا يسمح لأحد بدخول الحديقة إلاّ لهؤلاء الذين يراد لهم أن يكونوا حشّاشين ، وذلك بعد أن يجعلهم يشربون مخدراً يسلمهم إلى نعاس عميق ، ثمّ يأمر برفعهم وحملهم إلى هناك .. وعندما يستيقظون يجدون أنفسهم في الجنّة !!

تماماً مثلما فعل الخميني الدجال بغسل عقول مقاتليه بإعطائهم مفاتيح الجنة وجوازات سفر للجنة وإيهامهم بأن من يقاتل الجيش العراقي ويُقتل يذهب مباشرةً إلى الجنة .

إلغاء العقل هو العنصر الأول في تجنيد أتباع الحشاشين :

ويأتي من بعده الإفادة من حالة التمزق التي تعيشها الأمة الإسلامية في هذا التوقيت ، لتقديم الطائفة عنواناً للوحدة التي ” تتميز بوجود رابطة قوية من الولاء بين الرفاق والتفاني في الخضوع للزعماء ”

إستهدف زعيم الحشاشين ” حسن الصباح ” في تجنيده فئة البطالين والفساق ، فوفَّر لهم الإقامة الباذخة نسبياً والممولة من السرقة والسلب ، وأسقط عنهم الفرائض ، وقصَّر طريقهم إلى الجنة في طاعة ” الإمام ” وحدَه دون إلتزام بأحكام الشريعة الغراء وفرائض العبادات ، وخدَّرهم بوعوده وبستانه النضر .

أشار ” الإمام الغزالي ” بأن فرسان الهيكل أقامت علاقات متميزة مع طائفة الحشاشين ، فكل الشواهد تقول بأن فرسان الهيكل في سنة 1127م أي في سنة تنصيبهم رسمياً من الكنيسة ، كانوا ضمن حامية عسكرية مرابطة للسيطرة على دمشق بتحالف مع الحشاشين لتحقيق ذلك .

وترد شواهد أخرى على أنه كان هناك إستلامات لمبالغ مالية من منظمة الحشاشين.، ما فسره المعاصرون لهذه المعاملات ، من أنها دعم من المنظمة الأم للمنظمة الأصغر وهناك من فسر على أنها كانت عبارة عن جزية ، وفي الواقع تلك التعاملات المالية ، كانت جزء من علاقة مصلحة بين منظمة إرهابية ” الحشاشين ” ومليشيات في طريقها إلى الترقي إلى منظمة قوية ” منظمة فرسان الهيكل ” ويجب أن تضمن تعاونها حتى لا تخرج الأمور عن سيطرتها, ففي حالة تواجد الصليبين ، في حالة تحفز الحرب ، يكون هناك إمكانية لتفرغ الممالك الإسلامية للحد من نشاط الحشاشين ، وفي نفس الوقت تضمن تسهيل مرور قوافلها التجارية عبر الأراضي التي يسيطر عليها الصليبين أو منعها من دخول الأراضي الإسلامية بهدف خلق اضطراب وخلل في إقتصادها .

الحشاشون وموالاتهم للصليبين أسهمت في إتساع نفوذ فرسان الهيكل ، وقد عرف هؤلاء الفرسان بعبادتهم ” الإله بافوميت ” وهو روح إله الشمس ، ولما إتسع نفوذهم حاربتهم الكنيسة وهكذا كان موقف الكنيسة مع اليسوعيين في بعض الفترات .

وعلى الرغم من الإجتياح المغولي الأول للمشرق الإسلامي منذ العام 616هـ/1219م ، وإستيلاء هؤلاء المغول على إيران من جملة ما إستولوا عليه ، فإن الإسماعيلية النزارية ” الباطنية الحشاشية ” إستطاعوا أن يوثّقوا العلاقة بهؤلاء المغول في بادئ الأمر ، بل ورد في بعض المصادر أن الإسماعيلية هم الذين دعوا جنكيزخان إلى القضاء على جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية التي ورثت دولة السلاجقة في تلك المنطقة ، لما لحقهم على يديه من العنت والتضييق ومحاولات التصفية .

غير أنهم رأوا أن مطامع المغول لا تتوقف عند حد معين ، وأن فتوحاتهم وتوسعهم لا يزال مستمراً ، فخافوا من هذا الخطر الداهم ، وسعوا في طلب العون من الصليبيين الذين وثّقوا علاقتهم معهم منذ بداية الحروب الصليبية ضد السلاجقة والزنكيين ثم الأيوبيين ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إنهم حاولوا عقد تحالف مع جميع الإمارات والقوى المجاورة لهم ، بما فيهم أعداء الأمس لصد خطر المغول القريب ، لكن كان السيف قد سبق العذر

صدرت الأوامر لهولاكو بالتخلص نهائياً من جميع الحشاشين ، فقتلت أعداد كبيرة من أقارب خورشاه ، ثم جمع عدد كبير من الإسماعيلية بغرض الإحصاء لكن هؤلاء أيضاً تم قتلهم جميعاً ، ولم ينجُ إلا من إعتصم بجبال فارس ، وهكذا تم القضاء على الإسماعيلية النزارية بضربة نهائية قوية بعد وجودهم في إيران .

بالنظر إلى هذا التاريخ وتفاصيله المهمة نجد إن عدو الأمة واحد ولم يتغير رغم مرور قرون على جرائمه السابقة وبداية نشأته ، وأن السيناريو الحاضر هو إمتداد لأحداث الأمس وأن العدو الذي كان يتخفى بين الجبال وفي الباطن بين عامة الناس ، أصبح الآن ظاهر للعلن بإسم ” جمهورية إيران الإسلامية ” ومعترف بدولته بما يسمى بالأمم المتحدة كون من يديرها هم نخبة من الأشرار جمعتهم المصالح الغربية في الماضي والحاضر لديمومة هذا التخادم القديم والعميق ، وهذه النخبة هم من يتحكمون بعقول السذج من خلال دين موضوع محفوف بالقصص والدسائس المقصودة داخل العالم الإسلامي لضرب الإسلام من الداخل بالخداع وإستغلالهم لمراقد دينية ولعقول أتباعهم من البسطاء الذين أصبحوا بالملايين .

ختاماً أيها الأخوة :

” لزاماً على المؤمن أن يكون فطناً ”

ولزاماً علينا جميعاً أن نبين للغافلين الصورة الحقيقية وأن نجعل أبنائنا وأحفادنا على قدر عالي من الفهم والإدراك ، حتى يستفيقوا من هذا التنويم المغناطيسي الذي دمر الإمة ولازال مستمراً في التدمير ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب