قطر تستعيد حراكها للتوصل لصفقة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة
قطر تستعيد حراكها للتوصل لصفقة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة أعلنت قطر رسمياً تحرك آلتها الدبلوماسية لتحريك ملف الوساطة حول إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتوصل لصفقة تبادل المحتجزين والرهائن، مع تحركات واتصالات مكثفة أجريت مؤخراً.
وأعلن كبار المسؤولين في الدوحة، استئناف جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل، للتوصل لاتفاق ينهي الحرب على غرة، وينزع فتيل الأزمات التي تشهدها المنطقة. ومؤخراً وصل ديفيد برنياع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتقى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، لعقد محادثات بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة ووقف النار في القطاع. وتأتي الخطوات تزامناً والجهود المكثفة التي تبذلها واشنطن للتوصل لاتفاق قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وتزامن وصول المسؤول الإسرائيلي إلى قطر، وزيارة جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ثم يتوجه إلى مصر وقطر، وهما اللتان تلعبان دور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق. وحسب مصادر دبلوماسية فإن زيارة رئيس الموساد إلى قطر جاءت كجزء من جهود التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” بشأن غزة قبل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/يناير. واللقاء هو الثاني الذي يعقده برنياع مع رئيس الوزراء القطري، منذ آخر لقاء لهما في العاصمة النمساوية فيينا، حيث تأتي زيارة برنياع إلى الدوحة بعد أشهر من وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وقرار قطر تعليق الوساطة.
ومؤخراً أعلنت قطر، رسمياً أنها استأنفت دورها في جهود الوساطة للتوصل لوقف إطلاق نار في الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة بعد تعليق وجيز. وتنخرط قطر منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، إلى جانب مصر والولايات المتحدة في مفاوضات استمرت لأشهر ولم تكلل بالنجاح لتأمين التوصل لهدنة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.
وعادت قطر إلى الوساطة من دون أن ترشح تفاصيل عن تنظيم أي اجتماعات أخيرا مع مسؤولي الطرفين.
وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عودة بلاده للوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وأن الخلافات بين حماس وإسرائيل ليست جوهرية.
وخصص المسؤول القطري جزءاً من كلمته لافتتاح منتدى الدوحة في نسخته الـ22، للحديث عن الوساطة بعد نحو شهر من تعليق قطر لوساطتها بسبب ما قال إنه عدم “الجدية” من الأطراف.
وقال آل ثاني: “عدنا إلى دورنا في المفاوضات بشأن غزة بعد أن رأينا زخماً جديداً بمحادثات وقف إطلاق النار بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”. مؤكداً أن “المأساة الإنسانية في غزة تستمر وتمتد تداعياتها إلى لبنان وسوريا ويجب بذل كل جهد ممكن لوضع حد لها”. وشددت قطر على ضرورة ابتكار حلول شاملة لمعالجة الأزمات الدولية، تحديداً مع بقاء الوضع في غزة، محذرة من تداعيات ذلك على أمن المنطقة. وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن “ما نشهده في غزة دوامة عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وإبادة جماعية، تهدد استقرار المنطقة، ولوحظت نتائجها في لبنان، وتمتد لسوريا”. وأضاف في المنتدى أن تجربة الوساطة التي شاركت فيها قطر، للتوصل لهدنة مؤقتة في غزة وغيرها، تقدم نظرة واسعة عن إمكانيات الدبلوماسية والتي تقود لمعالجات شاملة. وشدد آل ثاني، “أن الإنسانية تواجه تحديات، ولابد من الابتكار لحل الإشكالات، وتجاوز النسق التقليدي في التعامل مع الأزمات”.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت الدوحة انسحابها من المفاوضات، مشيرة إلى أنها ستستأنفها حين تظهر إسرائيل وحماس “استعدادا وجديّة”.
التوصل لاتفاق قبل استلام ترامب الرئاسة
تتحرك الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها في كل الاتجاهات لحلحلة العديد من القضايا والنزاعات، لسحب البساط من الرئيس الأمريكي المنتخب.
وتبذل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهوداً في وقت بدل الضائع، لتسكير الملفات العالقة، وتحديداً الحرب الإسرائيلية على غزة. وكثف البيت الأبيض من اتصالاته ومحادثاته للتوصل لاتفاق حول إنهاء الحرب في غزة. لكن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لم يبق مكتوف الأيدي ويوجه بوصلته نحو الألغام المزروعة في كل مكان، في محاولات لاستباق غريمه بايدن حيازة شرف نزع فتيلها.
ومؤخراً زار ستيف ويتكوف المبعوث المقبل الخاص للشرق الأوسط للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إسرائيل وقطر لإجراء محادثات رفيعة المستوى بشأن التوصل لاتفاق، والتقى في الأسابيع القليلة الماضية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كل على حدة. وظل ويتكوف على اتصال بطاقم السياسة الخارجية التابع للرئيس جو بايدن، حيث اتفقت إدارة ترامب المقبلة وإدارة بايدن المنتهية ولايتها على تنسيق الجهود لتحرير المحتجزين الإسرائيليين.
وأكد المسؤول أن هناك تقدما مؤخرا في محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الطاحنة، إلا أنه ليست هناك أي خطط حاليا ليرسل بايدن كبير المستشارين بريت ماكغورك إلى المنطقة مجددا.
وحذّر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي من “عواقب وخيمة” لم يحددها إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير.
ودعم تلك التصريحات ما قاله باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحركة حماس، من أن الوسطاء الدوليين استأنفوا التفاوض مع حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق نار في غزة وإنه يأمل في إبرام اتفاق لإنهاء الحرب.
وتؤكد قطر انفتاحها على كل السبل للوصول لاتفاق بشأن غزة، مشددة أنها لم ترفع أيديها عن الوساطة، مع الإشارة لاستمرار الاتصالات بخصوص المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مع الإعلان أنه من المبكر الحديث عن أي تطورات.
ويتوقع أن تستضيف القاهرة أيضاً جولة جديدة من المفاوضات سعيا للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة.
وبناء على الاتصالات مع الوسطاء، يتوقع بدء جولة من المفاوضات لبحث أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. والوسطاء المصريون والقطريون والأتراك، وأطراف أخرى يبذلون جهودا من أجل وقف الحرب. وقادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل لهدنة واتفاق لتبادل أسرى في الحرب المتواصلة منذ 14 شهرا.
وأتاح التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، استمرت أسبوعا الإفراج عن إسرائيليين كانوا محتجزين في القطاع في مقابل أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل، ومنذ ذلك الحين، لم تحرز جولات متتالية من المفاوضات أي تقدم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إنّ قطر “شريك لا يمكن الاستغناء عنه” وأضاف “هم لا يزالون كذلك في سياق العمل على إيجاد نهاية لهذا النزاع”.
ـ”القدس العربي”: