الصحافه

الأكراد يلوحون بورقة سجون مقاتلي “تنظيم الدولة” لضمان مساعدة أمريكا ومنع النشاطات التركية ضدهم

الأكراد يلوحون بورقة سجون مقاتلي “تنظيم الدولة” لضمان مساعدة أمريكا ومنع النشاطات التركية ضدهم

إبراهيم درويش

أشار مسؤولون أمريكيون إلى “قنبلة موقوتة” في السجون التي يعتقل فيها أتباع تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق يسيطر عليها أكراد سوريا.

في تقرير أعده روبي غريمر وبول ماكليري نشرته مجلة “بولتيكو” يخشى المسؤولون من محاولة المعتقلين في السجون الهروب منها. وهناك الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم المعتقلين في سجون مؤقتة، تحت حراسة قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة بأسلحة محدودة.

 وكان من المفترض أن تكون معسكرات الاعتقال هذه مؤقتة، لكن بلدانهم الأصلية لا تريد عودتهم.

وتضيف المجلة إلى أن الوضع هو عبارة عن أزمة ظلت تغلي على بطء حتى سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأمر الذي أدخل البلاد في مستقبل غير مؤكد.

وبحسبها فقد تتوقف عودة تنظيم الدولة الكاملة على ما إذا كانت الولايات المتحدة ومجموعة من الحلفاء الضعفاء قادرين على منع هروبهم.

 وقال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في مكافحة الإرهاب، طلب عدم الكشف عن هويته: “عادة ما أكره هذه الكليشيهات، لكن هذا أقرب شيء إلى قنبلة موقوتة. إذا لم توقف تركيا هذه الهجمات على [قوات سوريا الديمقراطية]، فقد نواجه هروبا هائلا من السجن”.

أحد كبار المسؤولين الأمريكيين: عادة ما أكره هذه الكليشيهات، لكن هذا أقرب شيء إلى قنبلة موقوتة. إذا لم توقف تركيا هذه الهجمات على [قوات سوريا الديمقراطية]، فقد نواجه هروبا هائلا من السجن”.

وتأتي التطورات في سوريا في لحظة حرجة بالنسبة للمنطقة والولايات المتحدة، مع تولي إدارة جديدة على وشك تولي السلطة والتي تعد بمساعدات أجنبية أقل. وقال الجنرال المتقاعد وقائد القيادة المركزية السابق، جوزيف فوتيل “هذا بالأساس هو جيش إرهابي في السجن””.

ومع أن غالبية مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين هم من العراق أو سوريا، فإن عددا آخر منهم جاءوا من أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا الشمالية، بما فيها الولايات المتحدة.

 وقد ترددت بعض الدول في إعادة السجناء، مما أدى إلى حالة من الغموض القانوني استمرت لسنوات لنحو 9,000 من مقاتلي التنظيم المتمرسين في المعارك وحوالي 50,000 شخصا آخر، بمن فيهم الزوجات والأطفال. ودعمت الولايات المتحدة الجماعات الكردية التي تطلق على نفسها “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تنظر إليها تركيا، عضو الناتو بالجماعات الإرهابية التي تهدد أمن أراضيها. وشنت قواتها بالوكالة في سوريا عدة هجمات واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية منذ أن فقد الأسد السلطة هذا الشهر.

وتقول المجلة إن التوتر الحالي أدى إلى إرهاق القوات الكردية التي تقاتل الجماعات السورية المعارضة الموالية لتركيا وبقايا تنظيم الدولة.

وترى المجلة أن هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة، حيث تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى تمديد وقف إطلاق النار لكن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن. إذ تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين مقاتليها والمقاتلين الموالين لتركيا في مدينة منبج شمال – شرقي سوريا.

وقد سافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخرا إلى أنقرة لمناقشة وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: “إننا نواصل التواصل مع قوات سوريا الديمقراطية، ومع تركيا بشأن التقدم إلى الأمام” و “لا نريد أن نرى أي طرف يستغل الوضع غير المستقر الحالي لتعزيز مصالحه الضيقة على حساب المصلحة الوطنية السورية الأوسع”.

ونقل الموقع ما نشره قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي على موقع إكس من أن قواته تتطلع للأمام واستمرار المحادثات وتوسيع وقف إطلاق النار وإنشاء منطقة منزوعة السلاح: “مع إعادة توزيع قوات الأمن تحت إشراف ووجود الولايات المتحدة”. ويوجد حوالي 900 جنديا أمريكيا في سوريا لتدريب قوات سوريا الديمقراطية. وقال مسؤولون في البنتاغون إنه لا توجد خطة لإرسال المزيد أو تغيير مهمة أولئك الموجودين هناك الآن. لكن الولايات المتحدة قد لا ترغب في تولي زمام المبادرة في معالجة الأزمة السورية، خاصة بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه الشهر المقبل.

وبحسب جيمس جيفري المبعوث الخاص السابق إلى سوريا في عهد إدارة ترامب الأولى، “نميل إلى رؤية جميع حروب مكافحة الإرهاب على أنها لا تنتهي أبدا” و “صدقني، ترامب لا يرى الأمر بهذه الطريقة”. وقال جيفري إنه يعتقد أن القوات الكردية تستطيع السيطرة على السجون في سوريا، سواء بوجود أمريكي بسوريا أو عدمه.

وصرح أن الأكراد على استعداد للعمل مع القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا، كما تواصلوا مع الحكومة الجديدة في دمشق، فهذه الحكومة، على الرغم من أنها تتكون من تكتل مترابط من الفصائل الإسلامية التي تلتصق ببعضها البعض في الوقت الحالي، ليست صديقة للدولة الإسلامية.

لكن الجميع في واشنطن غير متفقين، فقد انتقد حلفاء الرئيس جو بايدن في الكونغرس أنقرة لعدم منع وكلائها من شن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية، مما أدى إلى تعقيد استجابة الإدارة الحالية. وقال السناتور الديمقراطي عن ميريلاند وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كريس فان هولين: “إذا أردنا التأكد من حراسة هذه المعسكرات بشكل صحيح، فنحن في الولايات المتحدة بحاجة إلى تزويد الأكراد السوريين بضمانات بأننا سنمنع تركيا من مهاجمتهم” و “عندما تدعم تركيا هجمات الجيش الوطني السوري ضد الأكراد، فإن الفائز الأكبر هوتنظيم الدولة”.

وأكدت المجلة أن القوات الأمريكية في سوريا قد تواجه تهديدا جديدا إذا انهار النظام في المعسكرات التي يحتجز فيها مقاتلو تنظيم الدولة وعائلاتهم. وقالت كارولين روز، الخبيرة في شؤون سوريا في معهد نيو لاينز، وهو مركز أبحاث متخصص في السياسة الخارجية: “هذا أمر يمكن أن يتفكك بسرعة. إن المخاطر المحتملة لا تهدد شركاء واشنطن فحسب، بل وأيضا الجنود الأميركيين الموجودين على الأرض الذين يقومون بهذه المهمة الإرشادية والمساعدة”.

ونفذت الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الماضي عشرات الغارات الجوية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم الدولة مستهدفة قيادة المجموعة.

كما زار قائد القيادة المركزية الجنرال إريك كوريلا القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، سوريا والتقى بمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية قبل أن يتوجه إلى بغداد للقاء القادة العراقيين. وقال كوريلا في بيان: “بدون شك علينا ألا نسمح لتنظيم الدولة إعادة تشكيل نفسه والاستفادة من الوضع الحالي في سوريا ويجب أن تعلم جميع المنظمات في سوريا أننا سنحاسبها إذا تعاونت مع تنظيم الدولة أو دعمته بأي شكل من الأشكال”.

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب