مقالات

أسئلة ترويها الأيام الى الجيل العربي الجديد بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

أسئلة ترويها الأيام الى الجيل العربي الجديد
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
التثقيف والتثقيف الذاتي،كانت واحدة من مطالب مرحلة عقد الخمسينات من الألفية المنصرمة،كان التماس اليومي بين أبناء الأحزاب العربية،سواء على مقاعد الدراسة،أو في المظاهرات،وحضور محاضرة،لهذا القومي العربي،أو ذاك الشيوعي،أو ذاك البعثي.
وفي المكتبات،حيث كان يتسابق أبناء حزب من الأحزاب لشراء الكتب والمجلات المهمومة بقضايا المحتمع والأمة العربية،وعلى أبواب المكتبات،كان يجري النقاش بين شباب الأحزاب العربية،وفي النقاش كان التباهي بمن يحقق الغلبة على الآخر من حزبه،إو من أحزاب إخرى.
وتنظر إلى صدر الشباب،في المرحلة الإعدادية والثانوية،فتجد الزوبعة على صدر القومي السوري،وعلم المطرقة والمنجل،على صدر الشيوعي،وعلم الثورة العربية،يعتلي صدر البعثيين .
وأذكر بهذه المناسبة حادثة تمت معي،يوم طعنت في رقبتي بخنجر من أحد أعضاء الحزب القومي السوري،خلال مظاهرة وصدام بالقرب من سرايا حمص،وسط المدينة،وعولجت آنذاك في المستشفى الوطني،مع عدد من رفاقي من سلمية ومحردة،يوم كنا ندرس في مدارس حمص،كان ذلك في ربيع عام 1955،وأذكر أن فوزي الصفوة أمين الحزب،إذا لم تخني الذاكرة زارنا بالمستشفى.
أذكر هذه الحادثة،لأنني وأنا أمشي قرب صيدلية أبو عبد الطيار في حماه وقعت على الأرض فسال الدم من طرف جبهتي،فأخذوني الى الدكتور فيصل الركبي،وهو يتفحصني لمعرفة ما إذا كنت بحاجة لقطب الجرح تلمس رقبتي،فرأى بقايا الجرح،فقال لي من عالجك في رقبتك،فرويت له،فقال تحتاج إلى شق الجرح،لإخراج الصديد منه.وبعد تحليل الدم تبين أنّ معي فقر دم،بٌلِغ والدك بذلك،وقال كلمته التي لا أنساها حتى هذه اللحظة” أُعطيك الخرجية(المصروف) لتتغذى،فتشتري الورق(الكتب)بها،سأمزق لك هذه الأوراق،مشان تبطل تصير مسكف(مثقف).
أروي ذلك وقد مر عليه أكثر من خمسين سنة ونيف،لأحاكي اهتمامات الشباب العربي من أبناء هذه الأمة في هذه الأيام وخاصة أبناء البعث،ممن هم في العمر الذي كنا فيه آنذاك،ومن هم في عمر أكبر من ذلك،فتترا ء لي من خلال لقطات معينة في الفيس أو على الصفحات في بقايا البرامج ،ومما يبدو لي ،أن في وضع إشارة اللايك”بأن هذه الإشارة تعني لي أن الاهتمامات التي تحدثت عنها،أصبحت عند نسبة من هذا الجيل عمرا،في خبر كان.فهل لنا بأحزاب عربيه تثير وتنشط ثقافة الأسئلة بين أبناء هذه الأمة،فثقافة الأسئلة،تنشط الوعي النقدي،وتنشط ملكة الحوار والنقاش،وتغني الشباب بالمعرفة الموضوعية المنهجية.
من إجل هذا إروي وأسأل لنتعلم معاً.
ونحن ندرس في جامعة القاهرة بين عام ١٩٦٠ وعام١٩٦٣وكان النقاش على أشده بين الأحزاب العربية، الأمر الذي كان يدفعنا للقراءة، والبحث عن كل جديد في عالم الفكر والكتب.وقرأت شذرات رفاعة الطهطاوي التي أخذها من الفكر الفرنسي الليبرالي، وترجمها إلى العربية، وأهم مافيها اَنذاك بالنسبة للوعي، والمنهج الانثروبولوجي الذي كنت شديد التمكين  في وعيي وثقافتي الجامعية/ الأكاديمية . أقول تأكيدا على قاعدة منهجية وهي إذا أردت أن تقول قولا سليما في فكرة وظاهرة فعليك استخدام عقلك، واستيعاب الظاهرة وفهمها، وتوفير المنهج الذي يمكنك منها.أقول قولي هذا وأنا أتابع ماانتهت إليه حلب، وهنا أطرح الأسئلة الاَتية، والسؤال شرط البحث والتنقيب، وخطوة إلى الأمام في القول الصحيح: هل فشل الحراك الشعبي بكل مستويات تمرده يعود لمستوى الوعي الشعبي،أم لدورالقيادات التي ركبت هذا لحراك؟
هل تعدد وتنوع هذه الأدوار كا ن لصالح الحراك،أم كان وبالا؟
هل العقلية التي تحاصر هذا الحي أوتلك القرية بدعاوي طائفية يمكن أن يكون بديلا مقبولا أوخطوة إلى الأمام في حياة الحراك؟
وهل المقاومة التي تجاري المجموعات الإرهابيةفي محاصرة البشر لسبب طائفي تحسب على المقاومة صاحبة المشروع الوطني والقومي؟
هل قيادات الحراك الشعبي التي تأوي إلى أنظمة شاركت تاريخيا في مناصرة الأحلاف المعادي للثورة العربية؟
هل العقليات الشعوبية التي فرضت نفسها عسكريا على الحراك الشعبي الذي نهض تحت أطروحات العروبة يمكن أن تناصر هذا الحراك؟
هل يكفينا العتب أن نتهرب من الأخطاء أم نحتاج إلى إعادة النظر في الخطايا والأخطاء؟
بربكم هل يمكن لقطر وأخواتها ممن أعاد القواعد العسكرية الأمريكية أن تكون نصيرا للحراك الشعبي في وجهته المدنية؟
هل من يتوسل العدوانية الغربية لمناصرة الحراك يمكن أن يضع الحراك على الطريق الصحيح وطنيا وقوميا؟
تركيا التي تدعي مناصرة الحراك الشعبي هل تبرهن على ذلك بإعادة لواء اسكندرون؟
هل المنظمة التي اعتدت على أكثر من فصيل شعبي وأحرقت السيارات التي كانت تريد أن تقل أهل الفوعة يمكن أن تكون مقبولة في الحسابات الوطنية والقومية؟
هل مزايدات الشطار هي المطلوبة للمراجعة السليمة لمسيرة الحراك الشعبي أم استعمال النقد وتفعيله في رؤية ماهو المطلوب لوطننا العربي؟
ماهي الدروس المسفادة مما جنته المعارضة العراقية ممن أتى بقوة أمريكا ودباباتها؟
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب