منوعات

السوري «فاهم» مش «حافظ»: رئيس أحال عظام شعبه إلى «مكاحل»… وباربرا ليف «تنظف» الأدلة

السوري «فاهم» مش «حافظ»: رئيس أحال عظام شعبه إلى «مكاحل»… وباربرا ليف «تنظف» الأدلة

بسام البدارين

إذا أردت أن تفهم السبب الذي دفع الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة باربرا ليف لأحضان الثورة السورية، كل ما عليك فعله إدارة الريموت كونترول على قنوات شبكة «نتفليكس» بهدف العثور على فيلم مشهور إسمه «المنظف».
البطل في الفيلم السينمائي واجبه أن يتقدم بعد موجة قتل غير شرعية مارسها رجال الـ»سي آي إيه» حيث يقتحم «المنظف» الموقع وينقل الجثث وينظف «السجادة» ويمسح «بقع الدم» ويزيل الأدلة.
ما الذي أرادت باربرا ليف تنظيفه في دمشق؟ بالمناسبة يطلق أهل الشام على أهم أداة تنظيف إسم «ليفة».
سؤال من الصعب الإجابة عليه الآن إلا من جهة بعض المدمنين على أفلام نتفليكس أو المتلقي العربي الذي شاهد تغطية خاصة عبر قناة الجزيرة لزيارة «شيخة الدبلوماسيين الأمريكيين» الموصوفة في بلادها بأنها «منظف إستثنائي» وظيفته «تلميع القمامة» وإزالة بقع الدم بخطاب ناعم نحسد أنفسنا عليه بمجرد الإصغاء من فرط الإنسانية والحنان.

باربرا والقبور الجماعية

المثير أكثر هو ما قالته ليف بعد مغادرتها مقر إقامتها بإتجاه لقاء القائد أحمد الشرع ورفاقه بسيارة سوداء مصفحة مثل سيارات الجنائز فيما كانت محطة «سي إن إن» بالموقع وتبث تقريرا مفصلا.
أبلغت باربرا الشعب السوري بقرارين: لم يعد ثمة مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار على رأس الجولاني، و»سنساعدكم» فنيا في تحديد مصير سكان المقابر الجماعية.
شخصيا لم أفهم ما هي ملامح «المساعدة الفنية» التي ستقدمها لأكثر من نصف مليون إنسان على الأقل قبرتهم مخابرات بشار الأسد. يمكن تخيل «حفارة أمريكية الصنع» عملاقة مخصصة للبحث عن النفط والغاز يتم إحضارها لمحيط سجن صيدنايا للبحث عن بقايا عظام تحولت إلى «مكاحل». تلك الحفارة يمكنها الانضمام بسعادة للجهد الذي أعلنته فضائية «آر تي» التركية وهي ترافق «طاقم خبراء حفر» أحضر مع معدات مخصصة أيضا للتنقيب.
بصراحة لا بد من تسجيل الواقعة التاريخية: لا يوجد زعيم في الكون أحال عظام شعبه إلى مكاحل وهو يدعي الممانعة والمقاومة فيما يحضر أعداء وخصوم الأمة التي طالما تحدث باسمها قبل «الفرار المذل» مع معدات حفر أملا في التنقيب عن عظام الشعب.
يا فضيحتنا: ممثلة دبلوماسية لدولة زودت إسرائيل بقنابل زنة الواحدة منها 2000 رطل وقتلت فيها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء أمام كاميرات العالم، هي التي تزعم اليوم بأن شعبنا السوري يحتاج لـ»مساعدة فنية» بحثا عن عظام أولاده.
باربرا ليف قبل ان تذرف دموعها المتعاطفة قرب مكاتب الثورة السورية وتلتزم بالمساعدة في عطاء الحفر، كان يتوجب عليها أخلاقيا بالحد الأدنى التوقف عن إصدار تصريحات بإسم وزارتها تقول أنها لا تجد «أدلة» بعد على إرتكاب إسرائيل «إبادة».
الأرجح أن الشعب السوري اليوم «فاهم» ولم يعد بمرتبة «حافظ» ما غيره. ويعلم مسبقا أن من قصف الأطفال يريد تنظيف الأدلة ولا يمكنه المساعدة في كشف الحقيقة.
باربرا «ألغت» المكافأة المالية على رأس القائد أحمد الشرع. هذا نبأ جيد حتى فضائية المملكة الأردنية المحلية سلطت عليه الأضواء وإن كان القرار الأمريكي يعني أساسا أن تلك المكافأة أصلا مزورة وأسبابها «سياسية» وليست جذرية كما حصل مع طالبان تماما… يشبه الأمر سحب ومنح الجنسيات في العالم النايم.

السلطة و«الخبر المفزع»

«خبر مفزع نتمنى أن لا يتحقق حلم أعدائنا»… هذه العبارة نشرت إلى جانب شريط متلفز لراديو»بلدنا» الفلسطيني يتحدث عن توقعات العام 2025 في الضفة الغربية المحتلة.
المذيع بالصوت والصورة تدفق يقرأ خبراً منقولا عن القناة «14» الإسرائيلية. النبأ ينقل بالنتيجة عن «مصدر رفيع بالجيش الإسرائيلي» ما يفيد أن «الحرب ستتوقف مؤقتا» في غزة لتنتقل إلى «الضفة الغربية» بإقتحامات «دموية» للمدن والمخيمات تجرف معها «جميع أجهزة السلطة» وتفتك بجميع المسلحين وتسيطر على «المناطق سي».
لا جديد إطلاقا في خطة اليمين الإسرائيلي بعد «إحتلال المزيد من الأراضي السورية» والهدنة الوشيكة في غزة وإخضاع المقاومة في لبنان.
هو ذاته البرنامج المعلن للثنائي سموتريتش وبن غفير ومعهما أستاذ الإبادة نتنياهو، والسؤال هو: لماذا تتفاجأ المحطات الإذاعية العاقلة الراشدة؟

صاحبنا بتاع المحطة الإذاعية «يتمنى» فقط أن لا يحصل الأمر، وبتوع «التنسيق مع ترامب» متفائلون بأن»إجتثاث مخيم جنين» سيمنح السلطة «فرصة ما» للبقاء، فيما كل الدلائل العلمية والمنطقية كانت تقول أن اليمين الإسرائيلي حتما سيتحرك للحسم في الضفة مع «الثور الأبيض» بعدما إلتهم كل ثيران الإقليم.
نظام بشار الأسد لم يسمح ولو بتظاهرة واحدة تؤيد أهل غزة فسقط والسلطة تصرفت مع الإبادة بذهنية «العرس عند الجيران» وهي الأن مهددة.

 كاتب أردني

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب