عائلات المخطوفين لنتنياهو: لا ذرائع.. ولن نسمح لك بدفن أبنائنا في أنفاق غزة
عائلات المخطوفين لنتنياهو: لا ذرائع.. ولن نسمح لك بدفن أبنائنا في أنفاق غزة
وافقت حماس على أن تشمل المرحلة الأولى في صفقة التبادل إطلاق سراح 11 رجلاً شاباً شريطة إعطاء مقابل خاص مقابلهم. هذا ما نشرته قناة “الرد” المصرية. حسب التقرير، فقد اتُفق على إطلاق سراح 250 من السجناء الفلسطينيين في المرحلة الأولى، الذين حكم عليهم أكثر من عشرين سنة، وسجناء من المحكومين بالمؤبد، مقابل إطلاق سراح المخطوفين الذين ينتمون للفئة “الإنسانية” التي تشمل النساء، والمرضى، وكبار السن والقاصرين. وحسب التقرير، تطلب إسرائيل إطلاق سراح 11 رجلاً شاباً أيضاً كجزء من قائمة الـ 34 مخطوفاً، وأن حماس مستعدة لذلك مقابل بديل آخر.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لـ “هآرتس” إن طلب إسرائيل أن تطلق حماس سراح 11 مخطوفاً إضافة إلى قائمة الـ 34 التي طلبتها في البداية. وحسب هذا المصدر، يكون من بين الـ 11 مخطوفاً ابرا منغيستو وهشام السيد. ففي حين أن إسرائيل تعتبرهما مخطوفين يجب إطلاق سراحهما لأسباب إنسانية، تعتبرنهما حماس رجالاً شباباً في سن التجنيد. وأضاف المصدر بأن حماس ردت على طلب إسرائيل بطلب خاص، تغيير معايير إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين وزيادة عددهم. يزداد في أوساط عائلات السجناء الفلسطينيين تقدير بأنه سيتم إبعادهم إلى الخارج إذا تم إطلاق سراحهم، وأنه لا إمكانية لهم لرفض التحرر بهذه الشروط.
سواء كان طلب إسرائيل هو إطلاق سراح 34 مخطوفاً أم 45 مخطوفاً، فربما يشمل العدد المذكور في التقارير المختلفة الجثث أيضاً. ليس لدى إسرائيل يقين حول عدد المخطوفين الأحياء، ما يصعب عليها وضع طلبات عالية لإطلاق سراحهم. في الطرف الإسرائيلي تقديرات فيما يتعلق بحالة جزء من المخطوفين، لكن لا ليس لديها أي فكرة عن البعض منهم على الإطلاق. حسب مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات، فإن المفاوضات بين الطرفين مستمرة طوال الوقت، حتى لو تباطأت وتيرتها في الفترة الأخيرة بسبب عيد الميلاد. مع ذلك، ثمة مصادر عبرت عن التفاؤل وقالت إن هناك احتمالية للتوصل إلى تفاهمات قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني القادم.
المصادر التي تحدثت مع قناة “الرد” قالت إن المفاوضات بين الطرفين تناولت أيضاً قضايا أخرى متعلقة بالصفقة، مثل فتح معبر رفح، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نتساريم، والانسحاب بالتدريج من محور فيلادلفيا، وعودة النازحين إلى شمال القطاع بدون شروط.
الخميس، نشرت قناة “الرد” بأن المفاوضات دخلت إلى المرحلة النهائية، التي تتناول ضمن أمور أخرى، الرقابة الدولية على تنفيذ الاتفاق. وحسب التقرير، فقد بدأت مؤخراً تطورات سريعة في قضايا كانت محل خلافات في السابق، مثل: تموضع قوات الجيش الإسرائيلي في مراحل الصفقة المختلفة، وعودة النازحين.
الوزير دافيد امسالم، الذي يعتبر مراقباً في الكابينت السياسي – الأمني، قال صباح أمس بأنه “يجب إعطاء الأولوية الآن لإعادة المخطوفين”. وفي مقابلة مع شبكة “ب” في “كان”، قال بأن إسرائيل يمكنها الخروج من القطاع ومواصلة محاربة حماس، بما يشبه الطريقة التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. “نحن لن ننهي هذه القصة في السنوات القريبة القادمة”، قال امسالم. “نريد الوصول إلى وضع أمني بحيث إذا أردنا اعتقال أشخاص في غزة، نستطيع إرسال فصيل، يمكنه إخراجهم دون أن يمس الجنود بسوء”.
وتطرق الوزير امسالم أيضاً إلى إمكانية إقامة مستوطنات في القطاع. وقال إن هذا الموضوع غير مطروح على الأجندة. “الاستيطان اليهودي في غزة لن يعود، هذا غير موجود في الأوراق، ولم نتحدث عن ذلك في الكابينت، ولا حتى في اليوم الأول للحرب”، وأضاف: “من يتحدث عن ذلك، وكأنه يتحدث في الهواء”.
وقال مصدر فلسطيني للصحيفة أمس، إن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 200 سجين محكوم عليهم بالمؤبد في إطار الصفقة، ولكن الطرفين يختلفان حول هوياتهم حتى الآن. السجناء الذين سيطلق سراحهم سيبعدون من غزة والضفة، ضمن أماكن أخرى، إلى تركيا وقطر. وحسب المصدر، هذا باستثناء السجناء الذين سيطلق سراحهم في صفقة شاليط وتم اعتقالهم مرة أخرى، الذين تطالب حماس بعدم طردهم. في موازاة ذلك، نفى مصدر سياسي أمس تقارير تقول بأن أحد السجناء المتوقع إطلاق سراحهم هو الشخصية الرفيعة في حركة فتح، مروان البرغوثي، قائد المنظمة الإرهابية التي تسمى “التنظيم”. يقضي البرغوثي عقوبة خمسة مؤبدات وأربعين سنة سجناً لمشاركته في عمليات قتل وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في الانتفاضة الثانية.
تخشى حماس من أن توافق إسرائيل على صفقة تتكون من مراحل، وأنها لن تستأنف ما بعد المرحلة الأولى، لذلك يطلبون ضمانات لتنفيذ جميع مراحل الصفقة. قال رئيس الحكومة، نتنياهو، في نهاية الصحيفة لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأنه لن يوافق على صفقة تبادل تنهي الحرب مع حماس. “لن أوافق على إنهاء الحرب قبل طرد حماس. لن نبقيها في الحكم في غزة”، قال.
رئيس المعسكر الرسمي بني غانتس، قال أمس بأنه “في الوقت الذي يعمل فيه أعضاء طاقم المفاوضات، ها هو نتنياهو يعطلها مرة أخرى “. وقال أيضاً: “نحن في فترة حساسة. الحياة والموت مرتبطان باللسان. وحسب أقوال نتنياهو، فإنه فقط قبل أسبوع، “كلما تحدثنا أقل كان أفضل”، وكما في بث معاد، ركض نتنياهو إلى وسائل الإعلام الأجنبية وتحدث كثيراً، وها هو “مصدر سياسي” يقدم إحاطة في نهاية الأسبوع”. توجه غانتس إلى نتنياهو قائلاً: “لا تفويض لك بإحباط إعادة المخطوفين مرة أخرى لاعتبارات سياسية. إعادة المخطوفين هي الأمر الصحيح من ناحية إنسانية وأمنية ووطنية”.
عيناف تسانغاوكر، والدة متان الذي اختطف من بيته في “نير عوز”، قالت أمس إن أقوال نتنياهو “محاولة لتعطيل أخرى. رئيس الحكومة نفسه الذي تعمد عدم استبدال سلطة حماس، يستخدمها الآن كذريعة لإطالة الحرب والتخلي عن المخطوفين. يريد نتنياهو دفن متان في الأنفاق”. وأكدت تسانغاوكر أن “إنهاء الحرب في غزة وصفقة شاملة لإعادة جميع المخطوفين، هي مصلحة إسرائيلية. حماس هزمت، وقيادتها صفيت، ولا مبرر لاستمرار الحرب في غزة”.
جاكي خوري وآخرون
هآرتس 23/12/2024