مقالات

طمس معالم النكبة الفلسطينية هي جريمة العصر  بقلم الكاتب مروان سلطان.  فلسطين 🇵🇸 

بقلم الكاتب مروان سلطان.  فلسطين 🇵🇸 

طمس معالم النكبة الفلسطينية هي جريمة العصر 

بقلم الكاتب مروان سلطان.  فلسطين 🇵🇸 

26.12.2024

——————————

عندما تعصف الاحداث المتسارعة والمتعددة في اذهاننا نجد انها ان اسباب حدوثها وتزامنها يكون موضع ترتيب واجندة اللاعبين في تلك الاحداث. المخططات والاطماع هي دائما جزء لا يتجزء من برامج الدول الكبيرة، للاستيلاء على مقدرات الدول الصغيرة والضعيفة، والشعوب المغلوبة على امرها. شهدنا اثناء الحرب الدائرة التي تشنها اسرائيل على غزة  تطورات وافرازات الحرب الدائرة ساعدت على ما يبدو في نضوجها ، وذلك في الهدف الاستراتيجي للاحتلال في طمس القضية الفلسطينية. وفي هذا الجانب قطعت اسرائيل شوطا طويلا في هذا الخضم، وان لست بصدد التطرق الى هذا الجانب بقدر ما اتحدث فيه عن العنصران المهمان الشاهدان على القضية الفلسطينية، وهما مخيمات اللاجئيين ، ووكالة الغوث الدولية لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين ، الانروا.  

تعتبر مخيمات اللاجئين الفلسطينين راس حربة منذ ان نشات في النضال الفلسطيني، وقد زخما كبيرا في العمل الفلسطيني لاعادة رسم البعد السياسي والنضالي للقضية الفلسطينية ، واخراجها من قضية انسانية تعني بالمساعدات الانسانية الى قضية سياسية وشعب يريد ان يستعيد حقوقه المشروعة بالحرية والعودة الى تراب وطنه.فكانت شاهدا مهما على النكبة الفلسطينية سنة 1948.   والشاهد الثاني على النكبة هو وكالة الغوث الدولية الانروا التي انشات لرعاية شؤون اللاجئين الفلسطينين ، بعد النكبة مباشرة واستمرت تقدم خدماتها اللوجستية الاجتماعية والتعليمية والصحية ورعاية شؤون اللاجئين منذ النكبة حتى الان في كل اماكن اللجوء.

في خضم الحرب الدائرة رحاها في العدوان على المدنيين الفلسطينين في قطاع غزة، خرج علينا الاحتلال الاسرائيلي بموضوع حظر الانروا بحجة ان عدد من موظفيها شاركوا في هجوم السابع من اكتوبر 2023, على مستعمرات غلاف غزة، وبالرغم من نفي وكالة الغوث الا ان اجراءات حظر عمل الانروا اخذ مجرى جديا في اروقة صنع القرار في دولة الاحتلال وابلغت بذلك الدول المعنية والامين العام للامم المتحدة ، وكانت الحجة قد اصبحت ان الانروا منظمة ارهابية.

اما الموضوع الثاني الذي وضعه الاحتلال على اجندته ، هو المخيمات الفلسطينية ، من اجل ازالة اهم معالم القضية الفلسطينية ، وهو وجود شعب يقدر عدد سكانه بالملايين قابع في هذه المخيمات بعد النكبة الاولى سنة 1948، سواءا في مخيمات اللجوء في الشتات او الدول التي استضافة اللاجئين الفلسطينيين، او في المخيمات التي تقع داخل فلسطين 🇵🇸 في الضفة الغربية وقطاع غزة. استهداف المخيمات الذي يحدث الان ليس وليدة اليوم ، هو قرار اتخذ مع نشاة دولة اسرائيل بازالة معالم اللجوء الفلسطيني من وطنهم فلسطين 🇵🇸. واشتعلت العديد من الحروب الاقليمية التي طالت عدد من المخيمات في لبنان ومنها معركة تل الزعتر ، وصبرا وشاتيلا الذي ذهب ضحيته عشرات الالاف من الشهداء الفلسطينين ابنا هذه المخيمات. وفي حرب الخليج استهدف الفلسطيني في دولة الكويت 🇰🇼 ، وتم تشتيت الفلسطينين البالغ تعدادهم نصف مليون شخص ليصل فيما بعد اقل من مائة الف في دولة الكويت، ومع الحرب الاهلية في سوريا استهدف اكبر المخيمات فيها ليصبح العدد اليوم اقل من مائة الف فلسطيني وكان عددهم يزيد عن نصف مليون فلسطيني. اليوم وضعت السيناريوهات لاستهداف المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وذلك من خلال تمرير السلاح الى داخل المخيمات وبالتالي تحت مسمى استهداف المقاومة الفلسطينية في المخيمات تبدء عملية التهجير لابناء المخيمات ، وفي هذه المرة سيكون التهجير اذا ما قدر له ان يكون سيكون نهائيا ليمحو بعد ذلك اثار جريمة تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه فيما اطلق عليه  النكبة ووجود المخيمات نهائيا،  وهي في حربها الان في قطاع غزة ماضية في تدمير المخيمات وانهاء معالمها وبذلك تكون اسرائيل قد انتهت من اهم عناصر القضية الفلسطينية وهو اللاجئين  وتمحو اثار النكبة الاولى من الوجود وامام المحافل الدولية، وتلك هي جريمة العصر الحالي.

الحرب على غزة تحمل في طياتها الكثير من اهداف الاحتلال الاسرائيلي ، فكان من اهم اهدافها تهجير عدد كبير من الفلسطينين، وانهاء وجود المخيمات فيها حيث يوجد تجمع كبير في قطاع غزة للاجئين الفلسطينين، واقل الاهداف هو ما يسمى تحرير الرهائن الاسرائيلين، وكذلك انهاء حكم حماس في غزة. لذا فان الحرب على غزة وبالرغم من احتلال اسرائيل للقطاع كاملا فلن تنتهي الحرب قبل ان تنهي اسرائيل اهدافها من هذه الحرب. لذا نجد ان مارثون المفاوضات يتعثر بعد ان يكاد ينتهوا المفاوضون من اتمام صفقة التهدئة، واذا ما قدر لهذه الحرب ان تتوقف دون استكمال الاهدف فسيكون الاستكمال في اطار التسلسل الزمني ، ولا يابه الاحتلال لعنصر الزمن ، فهو صاحب نفس طويل وهكذا سارت الامور في كل التطبيقات الاحتلالية على ارض فلسطين، والاحداث الكبيرة التي يمر بها الاقليم تستغل على اكمل وجه من قبل الاحتلال، فيعمل على تنفيذ اجندته تحت جناح تلك الاحداث والعيون بعيدة عن مسار التنفيذ.

المطلوب اليوم من منظمة التحرير الفلسطينية ان تعمل وفي اطار القنوات السياسية والدبلوماسية للحفاظ تلى وكالة الغوث الدولية ، وان تحافظ على امن وسلامة مخيمات اللاجئين الفلسطينين  ووجودها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب