مقالات

في ذكرى استشهاد بطل بقلم الدكتور  غالب الفريجات

بقلم الدكتور  غالب الفريجات

في ذكرى استشهاد بطل
بقلم الدكتور  غالب الفريجات
منذ اللحظة التي دنس فيها أقدام الغزاة من كل حدب وصوب أرض العراق الطاهرة كان ذلك استهداف وطن وقيادة لم يكن ذلك عبثاً فيما خططوا له، فهم على يقين أن النصر قادم من الشرق الذي يمثله العراق، فقد وعوا ذلك في كتبهم، ولم يكن بعيداً عن فهمهم أن الجولة الأولى التي جاءت كانت من العراق، وأن قائداً من العراق من جاس عليهم الديار، وجيء بهم فيما كان السبي البابلي الذي دفعهم لكتابة ما يُسمى بكتابه المقدس حتى لا ينسوا هذا السبي، وما حل بهم على يد نبوخذ نصر ابن العراق، وهاهو صدام يتمثل دور نبوخذ نصر، فكانت جريمة العراق وقائد العراق، وكل من سيحكم العراق على طريقة نبوخذ نصر.
صدام حسين القائد ولم نقل صدام حسين الرئيس، ولهذا لم يكن غربباً عنه أن يكون لا في المحكمة ولا على حبل المشنقة بغير هذا الموقف، كان بمواجهة الموت منسجماً مع سيرة حياته في نضاله الحزبي، وفي موقعه في السلطة، فلم هذه إلا وسيلة لتحقيق هدفه، حقق هدفه، أكد أنه المطلوب من أعداء الأمة، لأنه ابن الأمة، وكانت فلسطين في بؤبؤبة عينه، كان يعد العدة لمواجهة الكيان الغاصب بعد هزيمة الوجهة الأخرى للعدوان والتآمر على الأمة من قبل ملالي طهران، ولهذا كان هذا الحشد العدواني عليه قبل أن يترجم خطواته باتجاه فلس-طين المحتلة، وكل من ذهب لحفر الباطن كمقدمة من أمريكان وحلفائها ومن عرب كان لخدمة الكيان الصuهيوني لأن هذا الكيان هو من كان يقرأ ويستوعب التاريخ، وما حل باليهود من السبي، وما يفهمَه من وعد الله أنه سيسير عليهم عاد ذوي بأس شديد يكررون تدميرهم، ويسؤونهم العذاب أي سيكررون سبيهم، وهم يخشونه أي لحظة، فهم على يقين من ذلك، فكان العراق ومن يحكم العراق تحت المجهر بالنسبة لهم.
صدام حسين السيد الشهيد نموذج في النضال، ونموذج في الحكم، ونموذج في المقاومة، ملك العراق بسياساته، ووحد شعباً فيه ما فيه من التنوع، وواجه الأعداء بكل شجاعة، ولم يسبقه أحد في مواجهة ملك الموت، وترك إرثاً نضالياً لرفاقه، وفرس محبة في نفوس مريديه، ولم يطعن فيه إلا حاقداً صهuيونياً أو مجوس-ياً، فمن كان غيره يتلقى في كل يوم وليلة دعاء لرب العالمين اللهم أجمعه مع النبيين والشهداء والصالحين، ومن غيره رسم الطريق لكل الشرفاء من أبناء أمة مقاتل-ة رغم حالات البؤس والهوان التي تمر، ولن تكون بإذن الله إلا سحابة غيم، فهذه أمة رسالة لن تخذل، ولم تكن هناك أمة تعرضت لما تعرضت إليه وصمدت بفعل عوامل الحياة في داخلها.
صدام حسين الشهيد لم يغادرنا إلا وغرس فينا مفهوم المقاومة، وحتى الجهاد الذي يعتبره البعض الفريضة السادسة في الإسلام، الجهاد الذي يعلي الحق، وينصر المظلوم، ويحرر الأرض، هذه المبادئ التي تقاربت معها مبادئ البعث في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية، ولهذا كان وعي المؤسس الأول في مقالته تحت عنوان في ذكرى الرسول العربي، التي جاء فيها إذا كان محمد كل العرب فليكن كل عربي محمد سلوكه وأخلاقه، فهو الصادق الأمين، كل قواعد الحكم الديمقراطي الصحيحة ترتكز على الصدق والأمانة والخلق.
في ذكرى صدام حسين يجب أن نؤكد العزم على المقاومة في فلسطين والعراق وكل الأرض العربية المحتلة من أعداء الأمة في الداخل والخارج، ولابد من مواجهتهم بالمقاومة، ولا بديل عن المقاومة، وفاءاً لاستشهاد سيد شهداء هذا العصر والأمة التي لا وجود لها إلا بيد تحمل السلاح، وأخرى تحمل المعول ولا يظنن أحد أنه غير قادر على المشاركة في المقاومة فكل في موقعه يستطيع أن يؤدي دوره.
عاشت فلس-طين حرة عربية من النهر إلى البحر، تباً للصهاينة واتباعهم من عملاء وخونة ومأجورين.
عاشت المقاومة على كل اَأرض عربية.
تحية إجلال وإكبار للشهيد صدام حسين، ولكل شهداء الأمة.
تحية اعزاز وتقدير لكل المناضلين العرب وأحرار العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب