رئيسيالافتتاحيه

زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط  وتداعيات الحرب على غزه

زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط  وتداعيات الحرب على غزه

بقلم رئيس التحرير 

كانت زيارته الأولى للرياض  ، بعد بضعة أشهر فقط من توليه منصبه الجديد، التقى رئيس الولايات المتحدة بملك السعودية عبدا لله  في إطار جهوده لتعزيز العلاقات مع العالم العربي ، ومن هناك، انطلق إلى القاهرة ومن جامعة القاهرة ألقى زعيم العالم الحر خطابًا حول رؤية جديدة للشرق الأوسط.

وكان من اللافت للنظر غياب إسرائيل عن برنامج الزيارة في تلك ألحقبه من حكم الديمقراطيين وذلك في 2009  في ظل حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، واعتُبر قراره بعدم زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان قد عاد لتوه إلى منصبه، إهانةً له، ومثّل ذلك بداية ما يعتبره الكثيرون حتى اليوم علاقة أوبا ما المتصدعة مع إسرائيل، وخاصةً مع أقدم زعيم في الولايات المتحدة الامريكيه .

وكان التاريخ يعيد نفسه  بفارق أن الشرق الأوسط يعيش في مفترق طرق في ظل حرب يشعلها نتني اهو في منطقة الشرق الأوسط ويشعل لهيبها ويحوله  إلى جحيم في غزه ،  يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول زيارة له إلى المنطقة في ولايته الثانية إلى السعودية وقطر والإمارات المتحدة ويستثني إسرائيل في مشهد يتكرر وتتكرر معه نفس المأزق في ظل حكم اوباما     

ووصف البيت الأبيض زيارته بأنها “عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط” ووعد بـ”رؤية مشتركة للاستقرار والفرص والاحترام المتبادل” ولكن إسرائيل ليست على جدول أعماله مرة أخرى.

وبعد أن فاجأ ترامب إسرائيل عدة مرات بالفعل – بإعلانه عن محادثات مع إيران، واتفاق مع الحوثيين في اليمن، ومحادثات مباشرة مع حركة “حماس” – يشعر المسئولون الإسرائيليون بالقلق من احتمال وقوع مفاجأة أخرى.

“لن يأتي بدون نتائج لإسرائيل “ في ظل استعداد إسرائيل لتوسيع نطاق حربها في غزة، وحتى مع إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر، الاثنين، لا تزال احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل تبدو بعيدة المنال.

وقال ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، إن مشكلة نتنياهو تكمن في ضعف نفوذه في واشنطن في الوقت الحالي. ، وقال بينكاس لشبكة CNN: “لا يملك نتنياهو ما يريده ترامب أو يحتاجه أو يستطيع أن يقدمه له، على عكس، على سبيل المثال، السعوديين أو القطريين أو الإماراتيين”.

وتعهدت الدول العربية الغنية باستثمارات أمريكية بتريليونات الدولارات، وعقدت صفقات شراء أسلحة ضخمة، وهو ما يمكن لترامب أن يروج له على أنه انتصار للصناعة الأمريكية ، ويصرح بينكاس إنه على الرغم من سنوات كونه ربما الداعم الدولي الأكثر صراحةً لترامب، إلا أن نتنياهو لم يتبق له سوى القليل من الأوراق.

ففي ظل الإدارات الديمقراطية، استخدم نتنياهو مؤيديه الجمهوريين للضغط على البيت الأبيض ، لكن نتنياهو لم ينتقد ترامب علنًا قط، ومن غير المرجح أن يبدأ في ذلك وفي هذا يقول بينكاس: “ليس لديه شيء الآن”.

ويشعر المسئولون الإسرائيليون الآن بالقلق إزاء تداعيات أسبوع قضاه ترامب في لقاء قادة الخليج واحتفاءهم به – وجميعهم انتقدوا الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة وحصارها الإنساني المستمر للقطاع –

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الولايات المتحدة ضغطت بشدة على مصر وقطر قبل زيارة ترامب لإقناع “حماس” بالموافقة على إطلاق سراح بعض الرهائن، مقابل وقف إطلاق نار لعدة أسابيع ودخول المساعدات الإنسانية.

ويبدو الآن  أن إدارة ترامب تسعى الآن إلى تحقيق أهداف أكبر، فقد صرّح مصدر آخر مطلع على الأمر لـCNN  أن إطلاق سراح ألكسندر سيؤدي إلى “مفاوضات سلام فورية” ولا يزال التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب بعيد المنال، لكن ترامب أوضح أن هذا هو هدفه.

وقال ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد الواقع في 11/5/2025 “نأمل أن تكون هذه هي الخطوة الأولى من الخطوات النهائية اللازمة لإنهاء هذا الصراع الوحشي”.

 

النتيجة هي أن ترامب ونتنياهو يبدوان أكثر تباينًا من أي وقت مضى، وهو وضع يأتي بعد وقت قصير من تشديد نتنياهو على الحرب وتوضيحه صراحةً اعتقاده بأن هزيمة “حماس” أهم من تأمين إطلاق سراح الرهائن.

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة إلى الشرق الأوسط لم تُسهم في تخفيف حدة الحرب على غزة، بل تزامنت مع تصعيد إسرائيلي كبير، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في القطاع وأن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.  ترمب أقر بأن “الناس في غزة يتضورون جوعًا” ووعد بأن الولايات المتحدة “ستعتني بالأمر”، لكن دون تقديم خطة واضحة أو إجراءات ملموسة .

وفي تداعيات الحرب على غزه ، زيارة ترامب للمنطقة لم تؤدِ إلى تهدئة الأوضاع في غزة، بل تزامنت مع تصعيد إسرائيلي وغياب ضغط أمريكي فعال.  مقترحاته لإعادة إعمار غزة تثير مخاوف قانونية وإنسانية، في حين يستمر الوضع الإنساني في التدهور دون حلول قريبة في الأفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب