مضَت سنةٌ المآسي الإنسانيّة، فماذا تُخبِّئُ السنة الجديدة ؟؟..

مضَت سنةٌ المآسي الإنسانيّة، فماذا تُخبِّئُ السنة الجديدة ؟؟..
بقلم علي او عمو.
لقد عرفت السنة المنصرمة أحداثاً عديدة و أساسيّة لا يجب إغفالها، نَقشت في ذاكرة الشعوب الحرة صورة قاتمة و مُظلمة، نَفَق حالك تمرّ من خلاله مجموعة من الدول التي لا تعرف نهايته و لم يَلُحْ لها أيَّ بصيص من نورٍ يبعثُ في نفسها امَلَ الخروج منه، طَغتِ الإمبريالية العالميّة و استحوذت على قيادة العالم إلى أسوأ الأحوال، عملت هذه الإمبريالية على التدخّل في شؤون الدول معتبِرةً أنّ بعضَها مارقةٌ و خارج عن طوعها فاستباحت دماء الأبرياء العُزَّل و ألصقت بهم تُهمة “الارهاب” و “التطرُّف” و غيرها من التُّهَم، ما جعل هذه الامبريالية تخرق جميع القوانين و المواثق و الأعراف الدولية و الإنسانيّة و الأخلاقيّة، فجاءت بقوانين خاصّة بها لا تُراعي فيها لا أخلاقاً و لا حسّاً بشريّاً و لا شعوراً إنسانيّاً، قتلت الآلاف و جرحت الآلاف من النساء و الأطفال في فلسطين و دمّرت البيوت على رؤوس سكانها كأنّ البلد قد تعرض لزلزال شديد القوة أو أُطلِقت عليه قنبلة هيروشيما الذرية.. تكالبت دول تدّعي الديمقراطية و حقوق الإنسان على فلسطين و لبنان و اليمن دون أنْ تأبَه للأصوات الحرة التي تُنادي بالكفّ عن جرائمها الفظيعة التي تُدمي القلوب و تشمئِزّ منها النفوس، جرائم في حقّ البشريّة و إبادة جماعيّة للمدنيّين العُزّل، أطفال و نساء و عجزة، تُشتِّت القنابل و الصواريخ أجسادَهم، يُنْقلون أشلاءً في الأكياس إلى المشافي في غزة الفلسطينية، المشافي التي خرجت عن الخِدمة جرّاء القصف الإسرائيلي لمبانيها و طواقمها الطبّيّة و المرضى اللّاجئين إليها. منع لسيارات الإسعاف من التحرُّك لإنقاذ الأناس الذين هم تحت رُكام البيوت و الملاجئ و استهداف للمواطنين في مدارس الإيواء و في المخيّمات و أثناء تنقُّلهم في الطرقات.. جُثَث المواطنين مرمية في الشوارع و الأزقّة تنهشُها الكلاب أمام أنظار القوات الإسرائيليّة التي تُطلق النار على كلّ مَن يُحاول جمعَها و دفْنَها، طواقم طبية تتعرض للقتل و التنكيل و الاعتقال حتّى لا تُسعِف المرضى و المصابين الذين هم في حاجة إلى الرعاية و إنقاذ أرواحهم،، تهجير لأناس لا ذنبَ لهم إلّا لأنهم فلسطينيون. و من بقي منهم حيّاً لا يجدون مأواً آمِناً يلجأون إليه، كلّ المناطق في غزة مُعرَّضةٌ للقصف و الهجَمات بالصواريخ و القذائف. آلاف الغزّاويين يقطنون خياماً مهترئةً لا تحميهم من البرد القارس و سيول الأمطار التي غمرت خيامَهم، إضافةً إلى منع أيّة مساعدة إنسانيّة، من أغذية و أدوية و مياه صالحة للشرب و خيام و أغطية و أطباء و طواقم الإسعاف، تحدث هذه المآسي الإنسانيّة أمام الأمم المتحدة و منظماتها القانونيّة و الإنسانيّة التي عجزت أمام غطرسة أمريكا و الغرب التي تتحكّم في المهام المنوطة بها، انتهكت إسرائيل سيادة الدولة اللبنانيّة بمباركة “الدول العظمى” و استولت على أراضيها و دمّرت المباني و أزهقت أرواح آلاف الأبرياء و جرحت الآلاف و هجّرت آلاف المواطنين، الذين نزحوا إلى شمال البلاد و إلى سوريا هرباً من بطش القوات الغاشمة التي أتت على الأخضر و اليابس و التي لا تُبالي بحرمة البلدان و سيادتها..
طغت الإمبريالية العالمية على العالم و سيطَرت عليه، و صار العالم اليوم عبْداً مأمورا يأتمِرُ بأوامرها و ينتهي بنواهيها… اجتمعت أمم الغرب “العُظميات” على الضلالة مُنحرِفةً عن الحقّ و هي مُدركةٌ لذلك تريد أن تُقَوْلِب العالم وفقَ مُخطّطاتها، تسعى إلى مَحوِ مِنْ على الأرض كلّ دولة تخرج عن طوعها و تُعارض سياستها، و صارت تمقُتُ من يقول لا لسلوكياتها و ممارساتها “لا”، فعدم تلبية رغباتها يحكم على نفسه بالفناء و الهلاك، فهي فوق القانون و فوق كل التشريعات التي لم توضع إلا لإسعاد البشرية في كل ربوع هذه البسيطة..
مضت سنة المأسات الإنسانيّة و هل ستأتي السنة الجديدة بشيء مُغايِر يسير بالإنسانيّة نحو السلم و العيش في سلم و سلام و أمن و أمان و استقرار؟؟
كاتب من المغرب.