مقالات

تناحُر بين الأشقّاء في الضفّة الغربيّة…

تناحُر بين الأشقّاء في الضفّة الغربيّة…

بقلم  علي او عمو.

تحت عنوان (السلطة تقتل فلسطينيا وابنه وكتيبة جنين تتهمها بالقتل “بدم بارد). أفادت “الجزيرة” يوم 3/1/2025 “إن فلسطينيا وابنه لقيا مصرعهما وأصيبت ابنته في إطلاق نار كثيف وقع في حي الحواشين وسط مخيم جنين في الضفة الغربية، في الوقت الذي اتهمت فيه كتيبة جنين أمن السلطة الفلسطينية “بقتل 16 مواطنا فلسطينيا بدم بارد”.
و أضافت أنَّ “عائلة الحاج بجنين قالت إن قناصا من أجهزة الأمن التابعة للسلطة كان يتمركز بالجبل المحيط بالمخيم قنص المواطن محمود الحاج الجلقموسي (43 عاما) وابنه قسم الحاج (14 عاما)، وأصاب ابنته بجراح خطيرة، مشيرة إلى أن الأب كان يقوم بتعبئة الماء على سطح المنزل قبل قنصه وابنه”…

• لقد أبانت “السلطة الفلسطينية” عن نواياها الحقيقيّة تجاه المُقاومة الفلسطينيّة، فهي تُساعد الكيان الإسرائيلي في القضاء على خلايا المُقاوَمة في الضفة الغربيّة؛ و ذلك وفق ما يُسمّى “التنسيق الأمني” مع الكيان، فَبَدل أنْ تنخرط هذه “السلطة” في عمل المُقاوَمة باتَت ترصُد تحرُّكاتها و اعتقال رجالِها البواسل و كأنّها عبارة عن آلة استخباراتيّة تابعة لِلْموساد..
و ما نراه اليوم في جنين من تناحُر بين الأشقاء يُدمي القلب و يَندى له الجبين، و الله هذا التصرُّف المُشين من قبل هذه “السلطة” و هذه الممارسات اللّامسؤولة التي تخدُم الكيان الصهيوني لدليل قاطع على تخلّيها عن القضية و بيعها بثمن بخس…
لقد جرّبت “منظمة التحرير” ما تُسمّيه “المُقاومة السلميّة” مع الكيان و فشلت فيها فشلاً ذريعاً، فالمفاوضات مع إسرائيل طيلة مدة طويلة من الزمن لم تُفضِ إلى أيّة نتيجة تُذكر، كلّ ما تمخّض عنها هو “اتفاقية أوسلو” التي لم تُعطِ الفلسطينيّين أيّ شيء، لم تمنحهم إلّا أقلّ من 22% من أرض فلسطين التاريخية، و قبلت بها “منظمة التحرير” و لكنّ إسرائيل تنصّلت منها؛ و أخذت تقضِم من أراضي ال67 لبناء المزيد من المستوطنات و الطرق الالتفافيّة، ذلك أنّ الكيان لا يريد الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة رغم كل التنازلات التي قدّمت لها “اللجنة المُفاوِضة” التي رضيت بالفُتات من أرض فلسطين لإنشاء دويْلة مُتقطِّعة الأوصال، إسرائيل لا تُؤمِن إسرائيل بالحلّ السلمي للقضية الفلسطينيّة، و لذلك عمدت إلى الحرب الشعواء على فلسطينيِّ قطاع غزة، تُبيد الأبرياء العزّل و تُهجِّر ما تبقّى منهم حيّاً إلى مناطق أخرى، و الهدف الذي تسعى إليه هو إبادة جماعيّة للفلسطينيين و تقليل أعدادِهم و تدمير غزة بالكامل حتى لا تصلح لحياة المواطنين، و بذلك تكون قد طَمَست القضية الفلسطينيّة و تهويد كلّ فلسطين من خلال الاستيلاء على الضفة الغربيّة و قطاع غزة…
• إسرائيل لا تعرف إلّا القوة، فبالقوة احتلّت الأرض و بالقوة ستخرُجُ منها، فبدون المقاومة المُسلّحة من جميع الأطراف الفلسطينية و بدون اتحاد جميع الفصائل و إنهاء الانقسام و الاتفاق على خطّة المُقاوَمة المُسلّحة لا يمكن لفلسطين المُحتلّة أن تتحرّر. فالذين يؤمنون بما يُسمّى ” المُقاومة السلميّة” هم انتهازيون الذين غلبت عليهم مصالحهم الشخصية و باعوا ذِمَمَهم مُقابِل أن يعيشوا في رفاهية و تَرَف و بذْخ، لا تهمّهم مصلحة شعبٍ مُناضل و مُقاوم، الذي ضحى بالغالي و النفيس من أجل أنْ يعيش الحرية في دولته المُستقلّة…
• استُشهد في أرض غزة الطاهِرة الآلاف من النساء و الأطفال و الشيوخ و جُرح الآلاف و شُرّدَ الآلاف المؤلَّفة من بيوتهم و مع كلّ ذلك ظلّ شعب غزة صامِداً مُتشبِّثاً بأرضه و وَطنِه و سعى جاهداً إلى تأكيد وُجوده و ترسيخه على أرض آبائه و أجداده مُجدِّداً العهد على مقاومة المُحتلَّ الغاشم حتى ينسحب من جميع ربوع فلسطين.
• إنّ الذين يُحاربون حركة المقاومة في الضفة الغربيّة إنّما يُحاربون أحرار الوطن و أعزّته الذين لا يرضَوْن بالذُّلّ و الهَوان و الخِزي و العار. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. رجال سيُوفون بالعهد الذي قطَعوه على أنفسهم، فهم على درب النضال الذي ورِثوه من أجدادهم و لن يتخلّوْا عن شبْر واحد من أرضهم مهما طال الزمان و رغم خذلان بعض المُسوِّقين و المُروِّجين للأكاذيب المفضوحة، الذين يَدّعون أنهم يسعوْن إلى تحرير الأرض و إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة و عاصمتها القدس الشريف. هؤلاء المُضلِّلون للشعب الفلسطيني لا نية صادقة لهم في الكفاح من أجل القضية، طغت عليهم الأنانية و حبّ الذات و الانتهازية فباعوا ضمائرهم.

كاتب من المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب