عربي دولي

إيران – العراق: توافق على إدامة التهدئة

إيران – العراق: توافق على إدامة التهدئة

محمد خواجوئي

طهران | حلّ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والوفد المرافق له، ضيفاً على العاصمة الإيرانية طهران، حیث عَقد سلسلة لقاءات جمعته إلى كلّ من: المرشد الأعلی آية الله علي الخامنئي، ورئیس الجمهورية مسعود بزشکیان، ورئيس البرلمان محمد باقر قالیباف. وجاءت الزيارة وسط تحوّلات كبيرة تشهدها المنطقة، بدءاً من سوريا، فضلاً عن الضغوط الأميركية على بغداد لحلّ فصائل المقاومة العراقية المدعومة من إيران. ووفقاً لمصدر ديبلوماسي إيراني، تحدث إلى»الأخبار»، فإن رئيس الوزراء العراقي طلب، خلال زيارته، من المسؤولين الإيرانيين «تفهُّم الوضع الحسّاس في العراق، وضرورة دعم التنسيق والاتفاق الجاري بين فصائل المقاومة والحكومة في شأن وقف الأولى نشاطها العسکري». كما دعا السوداني السلطات الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات ديبلوماسية مع إدارة دونالد ترامب المقبلة من أجل خفض التوترات، وکذلك مشاركة طهران في الحوارات الإقليمية بهدف إرساء الاستقرار في المنطقة، وخاصة في سوريا، بحسب المصدر نفسه.

وخلال لقاء بزشكيان والسوداني، بحث الجانبان «العلاقات الثنائية، وأهمية استمرار جهود التعاون المشترك في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية وتطوير الشراكة البنّاءة، على نحو يعزّز مصالح البلدين». واستعرض الجانبان الإجراءات المتخدة من قِبلهما لتفعيل مذكّرات التفاهم، والتي سبق توقيعها خلال زيارة بزشكيان لبغداد، في أيلول الماضي، وخصوصاً تلك التي تتركّز في مجالات الربط السككي لنقل الزائرين، والأمن وضبط الحدود، والطاقة، والمدن الصناعية المشتركة. كذلك، شهد الاجتماع مناقشة التنسيق في المواقف بين البلدين في شأن تطوّرات الأحداث في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وضرورة العمل المشترك من أجل إرساء الأمن والاستقرار فيها والحفاظ على وحدة أراضيها. كما بحث الجانبان تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وأكدا استمرار الجهود المشتركة من أجل إحلال التهدئة في عموم المنطقة.

وبعد اللقاء، عقد بزشكيان والسوداني مؤتمراً صحافياً مشتركاً قال فیه الأول إن «العراق يشترك مع طهران في شأن الأوضاع في سوريا ووحدة أراضيها وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية منها»، مؤكداً أن «خطر تفعيل بؤر الإرهاب في المنطقة يشكّل هاجساً مشتركاً مع العراق»، وهو «ما يتطلّب مزيداً من التعامل والحكمة بين البلدين». بدوره، قال رئیس الوزراء العراقي إنّ زيارته لإيران تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، داعياً إلى «حوار إقليمي شامل، يعزّز بناء الثقة بين دول المنطقة». وأكد السوداني أنّ الاستقرار في سوريا هو «مفتاح الاستقرار في المنطقة»، مشدّداً على «ضرورة وضع حدّ للتدخّلات الخارجية في هذا البلد». کما أکد أن بلاده تحترم إرادة الشعب السوري وتدعم أيّ إطار سياسي يختاره بنفسه، مشيراً إلى أن العراق مستعدّ للتعاون مع جميع الأطراف من أجل تحقيق استقرار سوريا وفق عملية انتقال سلسة، فيما جدّد موقف بلاده لجهة إدانة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية. كذلك، أكد أنّ موقف بغداد ثابت لجهة ضرورة إدامة التهدئة في لبنان، ودور العراق في المساعدة في إعادة الإعمار.

من جانبه، قال المرشد الأعلی الإیراني، خلال استقباله السوداني، إن «الأدّلة تشير إلى أن الأميركيين يسعون إلى تثبيت وجودهم في العراق وتوسيعه، ویجب الوقوف أمامهم بشكل جدّي»، مضیفاً أن «الحشد الشعبي أحد مكونات السلطة المهمّة في العراق، ويجب بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليه وتعزيزه». وتابع: «دور الحكومات الأجنبية في تطوّرات المنطقة الأخيرة، وخصوصاً سوريا، واضح تماماً».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب