أظهرت المقابلات التي بثتها القنوات اللبنانية حجم الانقسام الداخلي بين النواب وغياب الاتفاق الموحّد على اسم رئيس الجمهورية المقبل، فما هي البرمجة المخصصة ليوم الاستحقاق الرئاسي؟ وكيف ستكون تغطية القنوات تبعاً للأهداف السياسية التي تحرّكها

فتح السباق الرئاسي شهيّة القنوات لتحريك عجلة برامجها السياسية، بعد تجمّدها على إثر الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان. لكن مع تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري صباح التاسع من كانون الثاني (يناير) أي اليوم موعداً لجلسة الانتخاب، عادت القنوات إلى ملفّها الدسم، أي الرئاسي. هكذا، فتحت هواءها للوقوف على أسماء المرشحين، وهلّلت لـ«المندوبين الساميين» الآتين من أميركا والخليج الذين يشرفون على سير الجلسة، لتثبت المحطات أن انتخاب الرئيس دخل علناً زمن الوصاية الخارجية.

هكذا، استعرضت القنوات الأسماء المرشحة، على رأسها قائد الجيش جوزيف عون، وما يدور في كواليس الانتخابات التي رُبطت شروطها بوقف إطلاق النار، وما يتردّد حول ما يعرف بـ«مرحلة بناء الدولة». فقد صفّقت قناة «الجديد» لعودة مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة عاموس هوكشتاين، وراحت تتغزل به وتقدّم له المعايدة بحلول العام الجديد، بينما بدأت قناة lbci تنفيذ الأجندة الأميركية، التي بدأتها بعد إعلان وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان.
هكذا، جمّدت القنوات اللبنانية برمجتها الفنية والترفيهية قبل أسبوع تقريباً، لتدخل بورصة المرشّحين. كما ذُيّلت الشاشات بشعار ولوغو رئاسيات، مع عدّاد يحسب الساعات والأيام المتبقية لجلسة اليوم. استقبلت الشاشات مجموعة من النواب المعارضين الذين استكملوا الحرب التي بدأت على المقاومة، بينما وقفت الكتل النيابية على أسماء الشخصيات المطروحة لتولي المنصب. وأظهرت المقابلات حجم الانقسام الداخلي بين النواب وغياب الاتفاق الموحّد على اسم الرئيس، فما هي برمجة القنوات المخصصة لليوم؟ وكيف ستكون تغطية القنوات؟

بدأت «الجديد» عرض حلقات خاصة بعنوان «فخامة الرئيس»

في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ التغطية الفعلية لانتخاب الرئيس تشمل مرحلتين: الأولى تتضمن البث المباشر لجلسة مجلس النواب التي ستفتتح صباحاً (09:00) في وسط بيروت، وما تحمله من مفاجآت من ناحية التصويت والفرز. أما المرحلة الثانية للبرمجة، فسيتم تفعليها في حال تمّ انتخاب رئيس للجمهورية وملء الفراغ الرئاسي. عندها، ستُطلق وسائل الإعلام اللبنانية مجموعة برامج جديدة، ستكون مهماتها إلقاء الضوء على الرئيس الجديد، وخلفياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي حال فشلت عملية الانتخاب، ستحلل القنوات انعكاسات هذه الخطوة على لبنان.

في السياق نفسه، حوّلت قناة lbci استديوهات أخبارها إلى مساحة لاستقبال الضيوف، مع صورة خلفية للمجلس النيابي والمقرّ الرئاسي في بعبدا. فتحت محطة بيار الضاهر هواءها أول من أمس، لمقابلة خاصة مع رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل ، الذي أعلن اعتراضه على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون. تتابع الشاشة برمجتها اليوم، وستنقل مباشرة جلسة مجلس النواب، ولاحقاً ستتوقف عند التحليلات السياسية من الاستديو.

من جانبها، أطلقت قناة otv السباق الرئاسي الأحد الماضي، وتعرض يومياً برامج سياسية متنوعة تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند منتصف الليل. تنطلق تغطية اليوم صباحاً، وستركز القناة على مكان إقامة كل مرشح، وتربطها برسائل داخل الاستديو. أما مساءً، فيطل جورج عقل في حلقة رئاسية تبث بعد نشرة الأخبار المسائية للقيام بجولة حول مستجدات اليوم الانتخابي.
على الضفة نفسها، بدأت قناة «الجديد» منذ الإثنين الماضي عرض حلقات خاصة بعنوان «فخامة الرئيس»، وتناوب على تقديمها كلٌّ من جوزفين ديب، وسمر أبو خليل وغيرهما. وأطلقت الشاشة مناظرة رئاسية كان نجمها نعمة فرام المرشح للرئاسة.
لن تكون تغطية قناة mtv مختلفة عن زميلاتها، بل تتحضر الشاشة لحزمة مشاريع تضيء على الوجوه المرشحة وتغطيات الساعات الأخيرة قبل الانتخاب، على أن تحسم الشاشة لاحقاً برمجتها في حال تمّ انتخاب الرئيس أو فشلت جلسة اليوم. أما قناة «المنار»، فتخصص مجموعة ريبورتاجات وتقارير من قلب الحدث.