مقالات

حسابات سورية بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين

حسابات سورية
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
في خلال أعوام الانتفاضة السورية(فبراير / 2011 ـــ ديسمبر / 2024) التي تحولت لثورة عارمة، أفلتت من يد طاغية الشام، مناطق شاسعة من مساحة سورية، حتى بلغ الامر يوماً ليقال عن الأسد أنه “مختار دمشق” ثم بلغ أكثر من ذلك حين لم يكن يسيطر إلا على أجزاء من أحياء دمشق العاصمة ” حي المهاجرين وأرجاءها ” . يومها تصورت “واهماً” أن الأسد مقاتل شرس وأن للرجل مبادئ يقف عندها، بصرف النظر عن صحتها وشرعيتها.
واليوم نكتشف بالدليل المادي الموثوق، أن الكيان الصهيوني كان أول الواقفين وراءه يشدون أزره ويشجعونه على قتل شعبه،(مدركين انه بقتله لشعبه، أحترق سياسيا) بشتى وسائل الإبادة والدمار الشامل: بأسلحة كيمياوية، بالبراميل المتفجرة، وبالصواريخ البالستية، وفق نظرية مؤكدة ” أن قاتل شعبه ليس بوارد تحرير أرضه، حينها أدركت، أنه يقاتل كمقامر، قالوا له قاتل حتى باب قصرك، وفي الساعة الأخيرة لدينا أجنحة تنقلك للأمان، وعدا الكيان الصهيوني، كانت الولايات المتحدة وبدرجة أقل الجماعة الغربية الذين رءوا فيه بصراحة أنه أفضل الموجود ليحكم سورية، وبدرجة أقل نظام ملالي طهران، الذين يجدون في كل مهترئ متعفن حليفاً، وهم يريدون إقامة امبراطورية من الورق (أقل من الكارتون)، وأخيراً وبدرجة أقل روسيا، التي وجدت في الأسد حليفا إجبارياً، فأخطأوا حين اعتبروه يمثل خطاً دفاعياً عن روسيا يوصلهم للبحر المتوسط .
هذه كانت معطيات الأسد ، العناصر التي تعينه على حكم البلاد، وداخلياً لابد بأسف القول، أنه أعتقد باطلاً أنه حامي حمى الأقليات، التي أفرزت من بين صفوفها عناصر متهالكة على السلطة والنفوذ والفساد والمغانم والمكاسب، وبلاد بهذه الصورة الواجهية والمكونة، عناصر الواجهة، مهمتها ظاهرية فحسب، تمنح انطباعاً خادعاً أنها مشاركة في التكوين والتشكيل الوطني، بينما كان النظام يغامر ويقامر حتى بالطائفة التي ينتسب لها، فقد أدرك بعض شخصيات الطائفة المحترمة وفيهم الكثير من المثقفين والأدباء والفنانين، ، أن هذا الولد الشقي إنما يلعب القمار بهذا المكون، فيستخدم الشباب منهم كبيادق جنود (قتل منهم 30 ألف غي المعارك الداخلية)، يدافعون عن كيانه السخيف، والضباط كعمود فقري للأجهزة الأمنية، وبضعة عناصر من هنا وهناك ليمنح نظامه المهترئ انطباع المشاركة، وهكذا تكونت حلقات حول النواة الرئيسية المكونة من أسرته القريبة من الدرجة الأولى أبناء العم والخال، ومن أبناء الطائفة، والثالثة من المقربين من الفئات، الرابعة من شبيحة لا رب لهم إلا المصالح الشخصية، والخامسة من مرتزقة تم تجنيدهم لقاء مصالح مادية، وقيل لهذا النظام: أفعل ما تشاء طالما أنت حاجز يمنع الهبات والعواصف.
لهذا السبب تواصل بقاء هذا النظام عقوداً طويلة، النظام الذي كان يحتمي بمظلة إسرائيلية، وتفهم أمريكي / غربي، ودعم من الملالي الأغبياء الذين يركضون بلا رشد وراء كل عمل سخيف مهلك … ولكن حانت مرحلة سيتخلى بها الجميع عن النظام الذي لا معنى له، فقد بدا للجميع أن العلاقة مع نظام بشار عبارة عن استثمار لا داع له، خاسر مهما بدا لك غير ذلك، الغرب وجد فيه بديل سيئ للغاية عن الأنظمة القومية / الاشتراكية الطموحة، وبديل عن الإسلام الراديكالي، ووجد الروس فيه نظاما متهافتاً تدفعه الحاجة ليمنحهم قواعد بحرية وجوية على الأرض الوطنية، وإسرائيل وجدت فيه خير جار يحمي حدودها الشمالية مجاناً، وبدا للجميع أن سوريا بلا الأسد مستودع عواصف ومستقبل مجهول مهما برع المنجمون .. وبناء عليه فما موجود أمامنا وبين أيدينا خير من مجهولا لا نعرفه ولا نراه ونلمسه … إلى هذه الدرجة البدائية بلغت الأمور ..!
وأخيراً حين بدت النهاية تلوح في الأفق المنظور، لم يعد في البلاد شيئ لم تستولي عليه جهة أجنبية وهناك مثل يقول لا تستح من شخص لا كرامة له، فالرئيس الذي تحول إلى تاجر يبيع ويشتري كل شيئ وأي شيئ، من خطوط الهواتف الخلوية، إلى ملابس البالات، واقتحمت زوجته ميدان العمل (البزنس) بعقلية بريطانية، وحرفية كومبيوترية، وأزاحوا جميع المنافسين بقوة الدولة وسلطانها، وأخيرا دخلوا وتسيدوا مجال التجارة السوداء الأكثر ربحاً : المخدرات .. وليس في تجارتها فحسب، بل وصناعتها، وترويجها تهريباً، فاشتغلن أجهزة سورية حكومية بالتهريب، فأمتلك السيد الرئيس 4 مصانع لإنتاج مخدر الكوبتاغون الذي أصبحت سوريا تحتل الريادة العالمية بصناعته وإنتاجه وبيعه، وعلى 80% من مبيعات الكوبتاغون في الشرق الأوسط، وراحت الدول تخطب وده لتأمين شروره،
الثلاثي المرعب: السيد الرئيس، والسيدة الأولى حرمه، وشقيقه البطل المغوار قائد الفرقة الرابعة في الجيش (فرقة النخبة)، التي تحتل مواقعا استراتيجية بالقرب من العاصمة، حيث توجد إحدى مصانع الكبتاغون، وثلاثي الرعب كل منهم يمتلك جزء من الصناعة، ووسائل التهريب عبر أنظمة مخابرات خاصة به، ويمتلك قلاع وحصون تحت إمرته، وسجون، وانتشرت السجون في طول البلاد وعرضها، وبلغت اعداد المعتقلين مستويات فلكية…. مالعمل …؟
• الشعب السوري أول من شعر أن السير وراء النظام هو الموت الزؤام ..! وهو سر صمود الشعب منذ عام 2011،
• المحيط العربي حاول استيعاب النظام مقابل إيقاف أو تخفيف تهريب السلاح والمخدرات،
• الروس حاولوا تقويم حليفهم بمصالحته من المعارضة (الائتلاف الوطني)، ومع المحيط (تركيا).
• نظام الملالي بدت له أي حل عدا الهيمنة التامة خسارة لاستثمار سياسي / اقتصادي كبير، والتراجع عنه خسارة لمشروع التمدد في المنطقة.
• أدرك الجميع(الغرب، روسيا، إيران، إسرائيل) أنهم يعملون مع عصابة لا عهد ولا وعد ولا أمان.
• المعارضة التي كانت قد انسحبت إلى محافظة واحدة في اقصى الشمال (أدلب) وحدها كانت تخطط وتتدرب ليوم آت، وقد حل ذلك اليوم.
• إسرائيل مشغولة بحروبها، في الشمال والجنوب.
• وروسيا بحرب أوكرانيا، وقد دخلت مرحلة حساسة، لا تحتمل تشتيت الجهد السياسي والعسكري
• بشار أسماء ماهر : ثلاثي الموت والمخدرات،
• المعطيات تشير أن موسم الهجرة قد حل والسيقان الخشبية لم يعد بوسعها احتمال دولة تتاجر رسميا بالمخدرات. فمن أجل ماذا على الجنود أن يقاتلوا أبناء جلدتهم
• السيد الرئيس وحرمه وشقيقه فروا إلى حيث الأمان المرتقب وأتضح أنهم كانوا يعدون لهذا الاحتفال العظيم منذ سنوات. فحملوا وحولوا ما خف وزنه وغلا ثمنه، يقال أن ثروة الرئيس تبلغ 29 مليار دولار، وأطنان من الذهب..؟
• ربما يفكر أن يؤسس لحرمه (أم حافظ) بنكاً في موسكو وهو تخصصها الأصلي.
“وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب