مقالات

هل تصبح مروى سراييفو؟والجنرال حميدتى (ارشيدوق) سوداني ؟ بقلم محمد الأمين ابو زيد-السودان

بقلم محمد الأمين ابو زيد-السودان

هل تصبح مروى سراييفو؟والجنرال حميدتى (ارشيدوق) سوداني ؟

بقلم محمد الأمين ابو زيد-السودان

على خلفية التطورات المتسارعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، في إطار الصراع المكبوت زمناََ بحكم تناغم المصالح والمتفجر الآن بتناقضها برز السؤال الذي حمل عنوان المقال.

كمقاربة تاريخية قد تبدو موغلة في التطرف والنظرة نشبت الحرب العالمية الأولى بسبب مباشر هو اغتيال ولي عهد النمسا والمجر الاريشدوق فرانز فردينانز وزوجته الاريشدوقة صوفيا في 24/6/1914 أثناء زيارتهما للعاصمة البوسنية سراييفو، وبسبب أساسي وجوهري هو إعطاء الامبراطورية المجرية النمساوية حق إدارة و احتلال البوسنة في إطار لعبة المصالح الدولية التي يديرها الكبار حينها.

*السؤال الذي يطرح نفسه ما وجه المقاربة هنا؟* وللإجابة نقول أن ما يحدث في السودان جزء لا يتجزأ من صراع محاور دولية وإقليمية تستهدف بالأساس تفتيت السودان وتقسيمه أرضاََ وشعباََ خدمة للمصالح الدولية المنطلقة من موقع السودان وموارده والمرتبطة بالإقليم وعموم القارة باعتبارها مخزن الموارد البكر.

هذا الصراع يمثل الجنرالان برهان وحميدتي رافعتيه وإن بدأ تحت عناوين اختلاف وجهات النظر حول عناوين الأزمة الوطنية التي يمثل انقلابهما في 25 أكتوبر عنوانها الأساسي، وهذا التفسير لن يحتاج لجهد كبير لإثباته فقد بدأ للعيان ومنذ فترة صعودهما للسلطة التنافس حول بناء مراكز وتحالفات دولية وإقليمية بالضد من مصالح البلاد، بل تهدد وحدة ترابها ونسيجها.

من جانب آخر يمثل التنافس المحموم لدى الطرفين المرتكز على المصالح الاقتصادية والتنافس حول السلطة لضمان استمرارها الوجه الأبرز للازمة التي يحشد لها كل طرف حلفاؤه ومساندوه تحت لافتة الاتفاق الإطاري.

إن مايحدث في مروى وخور برنقو والنيل الأزرق وغيرها من مناطق السودان، هو مقدمات غير طبيعية لمشكلة حقيقية تتخذ تبريرات ساذجة من الطرفين، من الجيش بدعوى عدم التنسيق في الانتشار، ومن الدعم السريع بحجة ممارسة المهام الطبيعية.

ان مايحدث في حقيقته يعبر عن وجه داخلي لقطبي الصراع متمثل في الاستحواذ على السلطة كزراع لحماية المصالح الاقتصادية التي حازها الطرفان في ظل النظام البائد، ولاعلاقة له البتة بمصلحة البلاد في ضمان الانتقال الديمقراطي وتأسيس الدولة المدنية خروج العسكر من المشهد السياسي ،يحشد أي طرف القوى الاجتماعية والسياسية المساندة له بما يجعل الصراع الحقيقي المرتبط بأهداف الثورة وتفكيك بنية النظام السلطوي السابق تضيع في زحام صراع السلطة والمصالح،وهو تكتيك يخدم صرف الأنظار عن مطلوبات الثورة الجوهرية والوصول إلى نقطة حافة الهاوية.

بضوء الأطماع التي يمثلها الطرفان يصبح السودان في جوف لعبة المصالح والصراع الدولي، بل ربما مسرحاََ لتمثل أجنداته ومآلاته التي سترسمها الحرب الروسية الاوكرانية.

يجتهد البرهان تحت ضغوط شتى من داخل المؤسسة العسكرية ومن خارجها في إبعاد الجنرال حميدتى وقوات الدعم السريع من المشهد السياسي والعسكري،بالرغم من اجتهاد القوات المسلحة في تسويق الدعم السريع باعتباره جزء من القوات المسلحة وتابع لتعليماتها، ولكن كما يقول المثل الشعبي التسوي كريت في القرض تلقى في جلدها.

أن الملهاة التي تحاك خيوطها الان، تتطلب الإسراع ببناء أوسع جبهة شعبية لإسقاط الانقلاب وقواه السياسية والاجتماعية باعتباره المدخل الصحيح لاستعادة التحول المدني الديمقراطي واستكمال أهداف الثورة في تفكيك بنية النظام السلطوي وبناء الدولة المدنية الديمقراطية..ويظل السؤال هل يصبح الجنرال حميدتى مثل اريشدوق فرانز فانون، ويبقى مطلب إبعاده ودمج قواته سبباََ في حرب عالمية مسرحها السودان بوابة أفريقيا؟؟ الله يكضب الشينة..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب