مقالات

أي ثقل لمراكز البحوث بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

أي ثقل لمراكز البحوث
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
ببساطة شديدة نستطيع أن نقرر، أن هناك كثافة عددية كبيرة في مراكز البحوث والدراسات في البلاد العربية، ولكن مقابل هذه الكثافة في العدد والترهل في أعداد العاملين في المراكز، هناك هزال واضح في الإنتاج، أو في هبوط مستوى المنتوج، ونلاحظ أن سر بقاؤها وإشغالها لبنايات وشخصيات تعمل كباحثين وخبراء، أن عملها يتركز في العمل الإعلامي، أو الدعائي والترويج لسياسات النظام السياسي الذي يحتضنها. وأن هناك طرف حكومي يمولها، بصرف النظر عن جودة الإنتاج.
وقد سرت تقليعة ” مراكز الأبحاث العربية ” إلى أوربا، بعد أن تراجعت (نسبياً) حركة الصحف العربية الممولة من الأنظمة العربية، إما لضعف هذه الصحف والمجلات، أو أنها تحولت لعبئ مالي بعد تراجع مبيعاتها لأسباب مختلفة في مقدمتها، تراجع عام للمطبوع الورقي حتى في أوربا وربما في العالم، بسبب الأنترنيت بحيث توصلت الجهات الداعمة، إلى قرار بإيقاف معظمها.
وبقيت مراكز الأبحاث في العواصم العربية تشغل مساحة في الأبنية، وفي أعداد الباحثين، وتحولت مراكز الأبحاث إلى ديكور ثقافي يتباهى به وزراء الثقافة، والمسؤولين الحكوميين، ولكن نادرا ما نقرأ بحثاً أو دراسة تستحق الذكر والاهتمام، فيما تكاثر عدد من يطلق على نفسه كلمة ” باحث ” أو “مفكر” وحتى مفكر استراتيجي ” مجاناً بداع وبدون داع. في دراسة أو بحث مهم، مع ضرورة وأهمية الدراسات البحثية في هذا العالم الكثيف الحركة، والمواقف المتغيرة السريعة، وأهمية تقديم مواد رزينة للقارئ العربي،
وبالمقابل هناك عدد قليل، للأسف قليل جداً، في الوطن العربي (ربما لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة) من المراكز البحثية، الغير مدعومة من أنظمة، تقدم أعمالاً ممتازة (شخصيا أعرف أثنين فقط ..!)، في موضوعات سياسية / اقتصادية / اجتماعية حاسمة، ولكن هذه المراكز تعاني من الحاجة للدعم المالي الذي لا تحصل عليه لاستقلالية خطها الفكري، وتلاقي المحاربة لكتابها وفي انتاجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب