الصحافه

إسرائيل اليوم.. نظرة ترامب لإحلال السلام: وقف الحرب في غزة وأوكرانيا والاتفاق مع إيران

 إسرائيل اليوم.. نظرة ترامب لإحلال السلام: وقف الحرب في غزة وأوكرانيا والاتفاق مع إيران

البروفيسور بوعز غانور

التغيير الراديكالي الذي عكسته سياسة الرئيس ترامب الخارجية في ولايته الأولى، يمكن تلخيصه بكلمتين: “أمريكا أولاً”.

في ضوء هذه السياسة، التي تضع تحقيق المصالح الأمريكية كهدف أعلى في الساحة العالمية، وعلى خلفية تصريحاته وأعماله قبل عودته إلى البيت الأبيض، ثمة افتراض بأن الرئيس ترامب سيبذل جهوداً لحل النزاعات المركزية التي تشغل بال العالم، وإنهاء الحروب والمواجهات العسكرية في الشرق الأوسط وشرق الإيروآسيا والخليج الفارسي.

  1. استكمال مراحل الصفقة في غزة

سيكون الهدف الأول هو إنهاء الحرب في قطاع غزة. بعد أن نجح في تحرير المخطوفين ووقف النار قبل تنصيبه، قد يمارس ترامب ضغطاً شديداً لاستكمال المراحل التالية للصفقة، حتى إنهاء الحرب. وسيوجه أساس الضغط لحكومة إسرائيل على أي حال، المعنية بالعودة للقتال في غزة في نهاية المرحلة الأولى لتحقيق “تصفية كل قدرات حماس العسكرية والسلطوية”.

لما بدا عدم إمكانية إنهاء المراحل التالية للصفقة دون الاتفاق على ترتيبات “اليوم التالي” وترك إسرائيل معظم أراضي القطاع، واضح أن سيكون للسعودية ولدول الخليج دور مركزي في هذه الترتيبات، بما في ذلك الاستثمار المالي العالي في إعمار غزة.

  1. تطبيع إسرائيلي – سعودي

سيكون الهدف الثاني أمام ترامب تحقيق تطبيع إسرائيلي – سعودي. مستشاره المرشح للأمن القومي، مايك فالس، أعلن الآن في هذا السياق بأن تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية “على رأس سلم أولويات” الإدارة الوافدة. والسعودية، من جهتها، أوضحت بأنها لن تتيح تطبيعاً دون خطوة إسرائيلية، حتى وإن كانت رمزية فقط، نحو إقامة دولة فلسطينية.

لذا، قد يطلب ترامب من إسرائيل تنفيذ بادرة إقليمية طيبة، أو على الأقل لفظية، في مسألة الدولة الفلسطينية، وهي خطوة كفيلة بأن تضعضع استقرار الائتلاف.

  1. استقرار في سوريا ولبنان

يتعلق الهدف الثالث بتحقيق استقرار في لبنان وسوريا. وسيحاول ترامب استغلال انتخاب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، وتغيير ميزان القوى السياسي في لبنان، وضعف حركة حزب الله لإلزام إسرائيل بالانسحاب، في ظل إقامة تسويات أمنية تتيح لإسرائيل الرد على كل خرق من جانب حزب الله، استناداً إلى آلية رقابة إسرائيلية – أمريكية وبالتنسيق معها.

إلى جانب ذلك، من المتوقع أن يسمح ترامب لتركيا بتعميق معقلها في سوريا. في حملته، قضى ترامب بأن “سوريا ليست حربنا. دعوا الأحداث تتدحرج. لا تتدخلوا”. هذا القول قيل بعد أن وصف اردوغان “بالزعيم الذكي جداً مع جيش قوي جداً”. في هذا الإطار، قد تزيل الولايات المتحدة تأييدها للأكراد. بمقابل هذا الموقف، ربما يكون اردوغان مطالباً بتسخين علاقاته مع إسرائيل.

  1. إنهاء الحرب في أوكرانيا

سيكون الهدف الرابع إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، استمراراً لتصريح ترامب أن بوسعه فعل هذا “في غضون 24 ساعة”. قد يبلغ ترامب الرئيس زيلينسكي نيته وقف المساعدات العسكرية والسياسية، لذا عليه التوصل إلى حل وسط إقليمي مع الروس في إقليمي دونيتسك ولوغانسك في منطقة الدانوب، وكذا الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم لروسيا. هذا الإملاء القاطع قد يؤدي إلى إنهاء الحرب.

  1. اتفاق مع إيران

أما الهدف الخامس فسيكون تحقيق اتفاق نووي جديد مع إيران. بعد أن انهار المحور الشيعي الذي بنته في السنة الأخيرة، أصبحت إيران أكثر هشاشة. هذه الهشاشة قد تلين المواقف الإيرانية وتؤدي إلى موافقتها على اتفاق نووي جديد، يبعد خطر الهجوم العسكري الإسرائيلي أو الأمريكي. يبدو أن الرئيس ترامب غير معني بتورط عسكري مع إيران، وعليه فسيقود خطوات عسكرية مباشرة أو غير مباشرة ضد إيران عندما لا يكون مفر من ذلك.

ومع ذلك، جدير بالذكر أن الواقع أعقد من كل سيناريو وتقدير، خاصة عند الحديث عن الرئيس ترامب، الذي يتخذ القرارات بشكل غير متوقع ويرنو إلى جائزة نوبل للسلام.

 إسرائيل اليوم 21/1/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب