مقالات
صفحات مطوية من تاريخ سوريا العربية والدروس المستفادة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -
صفحات مطوية من تاريخ سوريا العربية والدروس المستفادة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
نطرح هذه الصفحات المطوية من تاريخ سوريا الحديث،حتى نقوم بفتحها،إنطلاقاً من محددات تأتي بنفسها من خلفيات تقول إنً في التاريخ من الدروس المستفادة الشيء الكثير،فالتاريخ بحوادثه وواقعاته،تراه الأمم وهي تعيش همومها وتحدياتها،بحثاً عن مستقبل أفضل تراه في ماضيه الموغل في قدمه،وتراه في حضور هذا الماضي في الحاضر،ومن ثم ترى الماضي والحاضر في المستقبل،لترى بعين واعية لها حسابتها،في المعارك التي تخوضها،وجود المستقبل في الحاضر والماضي-مهدي المنجرة :الحرب الحضارية الأولى-مستقبل الماضي وماضي المستقبل-ط3-عيون-الدار البيضاء-المغرب.
إذن؛ثمة مايدعونا إلى فتح هذه الصفحات،وأولها أن نذكر الأجيال العربية الجديدة بما لها من ماض،يجب أن تراه من خلال قراءته بعين مستقبلية،تقول له ماذا جرى في التاريخ السوري العربي،من حوادث وواقعات،ومايمكن أن يستخلص منه من دروس،حتى يرى الصراع على بلده،وليد دورها في معارك الأمة العربية لبلوغ دورها الحضاري،حتى تحول الصهيونية العالمية دون بلوغ هذا الدور،وحتى ترى هذه الأجيال جدل هذا الصراع،وآلياته وقواه،ومخططاته،حتى تقوم من بعد ذلك بفرز القوى التي لعبت دورها ومهامها في هذا الصراع،والعلاقة مابين آليات الداخل والخارج فيه.وفتح الصفحات يراد منه طرح مشاهد من الحياة السورية،من مولد الاستقلال،حتى تاريخ الخلل الذي حدث في بنية الجيش العربي السوري،وبالذات دوره الوطني القومي،ومهامه في الوفاء لمتطلبات الأمن الوطني والاجتماعي والثقافي،وبلوغ الوحدة الاجتماعية،في أرقى صورها ومشاهدها.
وتدلنا فتح الصفحات على حضور الشارع السوري في قضاياه الوطنية القومية ،وفي المقدمة القضية الفلسطينية،بوصفها القضية المركزية الرئيسة،في معركة المصير العربي،ومقاومة الأحلاف الأجنبية التي تريد إخراج سوريا من معارك الأمة العربية.ولي إرادة شارعها بعيدا عن حضوره في معارك التحرر الوطني،والانخراط في المعارك التي تريدها الأحلاف من حلف بغداد،حتى آخر حلف يطبخ في مطابخ الصهيونية العالمية،التي
تديرها أذرعها،في العدوانية الغربية،وفي وكرها في الولايات المتحده الأمريكية.
وكانت الانقلابات العسكرية،البوابة التي تدخل منها القوى المعادية للأمة العربية،وكان انقلاب حسني الزعيم،كما يقول المثل العربي،أول الرقص حنجلة، بداية لانقلابات عسكرية،كان آخرها انقلاب الثامن من آذار،الذي مهد لخروج الجيش العربي السوري من دوره القومي العربي.
ومن تاريخ الاستقلال،وحتى قيام الجمهورية العربية المتحدة،كان النظام البرلماني يمثل صورة من مشهد الحياة الديمقراطية التي عرفتها سورية،وشكلت صفحة من صفحاتها المطوية،التي نفتحها لتكون دالة وشاهد على عصر،التغيير الذي أعقب، يوم الثامن من كانون الأول،أن هذه الحياة عرفت قوة الوحدة الاجتماعية،ومتانة أواصرها،وبرهانها يوم التلاقي بين مصطفى السباعي وفارس الخوري،وأكرم الحوراني،دلالة على أن الديمقراطية تشكل سكناً لتلاقي الأحزاب والاتجاهات الفكرية والسياسة،في وحدة وطنية،وسلامة في الأمن الاجتماعي.والسياسي،وبقية الأمور التي تشكل سنداً لوحدة اجتماعية قوية،مالكة لعوامل المغالبة،التي تحمي سوريا العربية،مما تتعرض له من تحديات.
ونحنّ نفتح الصفحات المطوية من تاريخ سوريا،نوجّه عيننا إلى قوى التغيير،وفي المقدمة أحمد الشرع ،التي نقلت سوريا من حالة مظلمة ،إلى حالة. فيها البصيص من النور والإضاءة نحو مستقبل لاتعود فيه الظلمة من جديد.نعم ونحن نفتح هذه الصفحات،نكتفي بما حملت من عناوين ودروس وإشارات لبناء جيش وطني،بعيدا عن المحاصصة المليشياوية،لأنها حمالة للصراع المليشياوي،الآتي بقوة عصبيات القوى التي تتشكل منها المنظمات الشريكة في التغيير،ولنا في تجربة الإتحاد السوفياتي الذي قفز من فوق القوميات،لتقول له من بعد ستالين،وحتى غورباتشوف،نحن هنا لإنزال نتمسك بقومياتنا.والجيش الوطني الذي يتجاوز بنية المنظمات،لابد أن ينفتح على الجيش الذي انشق بدافع المهام الوطنية،ولابد أن يرافق بناء الجيش،الحوار الاجتماعي الغائب الحاضر في حياتنا السورية،الحوار الذي يطرح السلبيات،التي تأتي في معركة التغيير لنتجاوزها،حتى لاتتحول إلى عصي تعرقل التغيير،وتصرف إرادته عن الأولويات في معركة التغيير،ولابد أن ينصب الحوار حول دولة مدنية سورية،تشكل حاضنة لمكونات الشعب العربي السوري،تحت عنوان قومي استراتيجي ،العروبة تجمعنا في سوريا المستقبل،الذي يجب أن تظهر صورته ومشاهده في اللحظة الراهنة،في حاضرنا الذي نعيشه بعمومه وهواجسه ،فهل لنا معا ابناء سوريا العربية إن نتعلم من دروس التاريخ التي فتحنا صفحة من صفحاته المطوية،حتى نرى حضور الماضي في حاضرنا،ونراه ،معاً في مستقبلنا.
د-عزالدين حسن الدياب-
دمشق المزة-