مقالات

الإنتصار الكبير … و مشهد غزة العظيم بقلم عدنان_الروسان

بقلم عدنان_الروسان

الإنتصار الكبير … و مشهد غزة العظيم
بقلم عدنان_الروسان
و ركع  نتنياهو على ركبتيه جثوا ، و غاب عن المشهد كمن لا يصدق ما يحدث ، الأسيرات الإسرائيليات يخرجن مبتسمات و يتلقين هدايا تذكارية من مقاتلي حركة المقاومة ، خريطة غزة و فلسطين و صورهن في الأسر و يودعن بهدوء و احترام و يبتسمن ابتسامات عريضة غير مصطنعة و يلوحن بأيديهن للشعب الفلسطيني و للمقاتلين و لم يجدن نتياهو بانتظارهن و في استقبالهن ، بل وجدن محققين من جهاز المخابرات الإسرائيلي و من جهاز الشاباك ليتسلمن التعليمات الرسمية التي يجب ان يلتزمن بها ، لا تتحدثن عن حسن معاملة المقاومة معكن في غزة ، لا تشدن بالمقاتلين و كرمهم و عطفهم و غض بصرهم و لا تدلين بتصريحات للصحافة و الإعلام العالمي..
عشرات بل مئات المقاتلين من كتائب القسام و الجهاد بملابس نظيفة و انيقة و بكامل اسلحتهم و شاراتهم و باجاتهم التعريفية يحمون الجموع من أي خرق امني لمندسين و يحافظون على الهدوء و اجراء عملية تسليم الأسيرات للصليب الأحمر ، مشهد لم يكن يتصوره العدو و لا الكارهين من ذوي القربى في العالم العربي ، كانوا ينتظرون مراسم تسليم تظهر فيها سيطرة اسرائيلية و اختفاء لعناصر حماس مشهد استسلام و ذل و خنوع حتى يتشفى نتياهو و حكومته و يحتفلون بالنصر المطلق الذي بقي يردد انه سيحققه طوال خمسة عشر شهرا و نيف ..
سيارات حماس الجديدة ، التنظيم خمس نجوم الذي جرى ، الدقة في المواعيد ، الروح المعنوية العالية ، التواضع الذي يحبه الله ، و بالمقابل الإرتباك الإسرائيلي و هم يرون الأسرى الفلسطينيين المحررين ببنادق المقاومة يعودون الى اهلهم و ذويهم و بيوتهم ، محكومين بالسجن المؤبد المكرر يفرج عنهم ، و الشعب الفلسطيني في الضفة يراقب مبتهجا بعضه يستقبل الأسرى المحررين و بعضه يحاصر من قبل جنود السلطة ، و بالمناسبة جنود ابو مازن يرافقون باصات الأسرى المحررين و كأن على رؤوسهم الطير فهم يعلمون أن عواطف الناس مع حماس و انهم يدعون الله في قلوبهم لحماس بالنصر لأن اليد التي أفرجت عن الأسرى هي اليد التي تحمل بندقية و ليست اليد التي توقع على التنسيق الأمني مع اسرائيل..
مشهد سيريالي ، عاطفي لا تتمالك نفسك و أنت تلمح دمعة هنا او دمعة هناك تتدحرج على وجه طفلة فلسطينية تعانق اباها الأسير او خلجات قلب ام فلسطينية ترى ولدها بعد أن قطعت الأمل الا بالله ان تراه و هو محكوم بخمس مؤبدات ، او شوارب فلسطينيين كهول ترف و تتأرجح و تخشى أن تبكي عيونهم فيشعر أحد بلحظات ضعفهم فالفلسطيني المجاهد المقاوم لا يضعف الا لله ، الفلسطيني الذي ظنت اسرائيل انه دخل الى متحف التاريخ في معابد الديانة الإبراهيمية الجديدة بأنبيائها الجدد تبين انه حي يرزق و أنه قادر على القتال ضد المستعمر الإسرائيلي سنة و زيادة و الزيادة ربع سنة و ما يزال واقفا منتصبا كشجر الزيتون لا يكل و لا يمل ..
و نحن نرى السنوار في مشاهد بثتها الجزيرة يوم أمس يتنقل من معركة الى معركة و يقاتل بين جنوده و يستشهد بتواضع و عنفوان و عزة نفس عز مثيلها في أحياء الجامعة العربية المجاورة، و يلقي بأخر قطعة سلاح بيده بعد أن اصيب و عجز عن الحركة يرمي بعصاه العدو فاذا هي تلقف ما صنع شيلوك الهمجي الذي ما يزال يطمع برطل من لحم يحي الفلسطيني و لكنه اليوم يتجرع الذل و هو يرى أن كيانه مهدد بالزوال قريبا ، قريبا جدا ان شاء الله ستكون فلسطين من بحرها الى نهرنا كلها فلسطين العربية الإسلامية و ستنتهي المحرقة الصهيونية للفلسطينيين و سيرتفع علم فلسطين الى عنان السماء بينما تصدح المآذن بالأذان ، الله أكبر … الله أكبر
المشهد و في خلفيته اسماعيل هنية رحمه الله الذي قدم دمه لفلسطين و ثلاثة من ابناءه فلذات كبده و احفادا من احفاده و اقارب من الدرجة الأولى و الثانية جاوزوا الستين ( و كان يتسوق هو و زوجته و أولاده في اوروبا و يلهون في فنادق الخمس نجوم حسب بعص المصادر العربية ) ، و في خلفية المشهد يحي السنوار و مصطفى العاروري و خالد مشعل و ابو مرزوق و ابو براء و خليل الحية و عز الدين الحداد و محمد السنوار و أبو عبيدة و عشرات من القيادات الذين منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
المشهد نادر و صنعته المقاومة الإسلامية الفلسطينية الشريفة المناضلة ، و هناك من يكاد أن يتميز من الغيظ من العرب و لا يدري أحد لماذا يحب عربي أن يرى عربيا يهزم أمام الإسرائيلي الهمجي …
انه الإنتصار الكبير الذي وعد الله به عباده الصابرين
انه ثمن التضحيات التي قدمها رجال غزة و نساء غزة و أطفال غزة و مساجد غزة
نحن في الأردن كنا و سنبقى معكم يا أهلنا في غزة ، بكينا معكم و تألمنا لمصابكم على يد الغدر الهمجية ، و دعونا لمن في ظهر الغيب و في الهزيع الأخير من الليل ، و قدمنا ما استطعنا و تستحقون أكثر …
انه الوعد الإلهي و من أصدق من الله وعدا …
هنيئا لأشراف غزة الذي اناروا مشاعل النصر و لو بثمن غال جدا ، و من يخطب الحسناء لم يغله المهر ، هنيئا للشهداء شهادتهم و للمقاتلين قتالهم و للأسرى حريتهم و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون …
شكرا غزة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب