عون والتيار يواكبان حدث الجنوب: الأرض لأبنائها ولمن يرويها بدمه

عون والتيار يواكبان حدث الجنوب: الأرض لأبنائها ولمن يرويها بدمه
خلال العام المنصرم، حمل خطاب النائب جبران باسيل متناقضَين: الأول اعتبره البعض القسم المليء من الكوب حيث كان الكلام يتعلق بحق الشعب اللبناني في تحرير أرضه ومقاومة المحتل حتى آخر حبة تراب، بينما تركّز القسم الثاني من الخطاب نفسه على تكرار السردية نفسها المتعلقة برفض وحدة الساحات وبتذكير حزب الله بأن التيار الوطني الحر حذّره من الدخول في حرب الإسناد.
عقب كل تصريح أو بيان لباسيل، كان الناشطون العونيون يتفاعلون بالكلام السلبي أكثر من الإيجابي على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما مع اعتبار الاتفاق الذي جرى بمثابة هزيمة وضعف، وهو ما كان يؤدي الى أخذٍ وردٍّ بين جمهور التيار وجمهورَي حزب الله وحركة أمل، وإلى توسيع الهوّة بين التيار والحزب بشكل خاص. وتكلّل الأمر بالتباعد التام خلال الانتخابات الرئاسية ثم مشاورات تكليف رئيس حكومة، وصولاً الى تصريح باسيل بأن التيار قرّر أن يكون مستقلاً ولا حلفاء لديه.
غير أن مشهد يوم أمس أعاد التحالف الوطني بين التيار والحزب الى الواجهة، بغض النظر عن الاختلاف السياسي، ليثبت أن ما يربط الطرفين لا يتعلّق بحقيبة من هنا ومنصب من هناك، بل يتعداه الى «السيادة الوطنية وحقّ اللبنانيين في الدفاع عن أرضهم». وفي هذا السياق، بدت تغريدة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لافتة، اذ شدّد فيها على أن «الأرض لأبنائها، لمن يرويها بدمه، لمن يدافع عنها باللحم الحي، لمن يستشهد على طريق العودة إليها، ولا أحد يمكنه اقتلاعه منها»، فيما كتب باسيل: «أهلنا بالجنوب أبطال ومتمسّكين بأرضهم، لهيك ما بيخسروها، وإسرائيل ما بتقدر تبقى فيها. الموقف الشجاع والصامد بكتير أوقات هو أقوى من السلاح وبيلتفّوا حوله كل الوطنيين الأحرار. يبدو أن ضمانة أهل الأرض أقوى من ضمانة كل الدول».
لا يمكن أن تكون سيادياً وتقف لامبالياً إزاء معركة بين بلدك ودولة عدوّ
وانسحب التعاطف على كل تصريحات نواب التيار ومسؤوليه وناشطيه، لأن «الوقوف الى جانب اللبنانيين لا يحتاج الى إيعاز من باسيل، وخصوصاً أن التيار تربّى على القتال من أجل سيادة الوطن وسيناصر أيّ شخص يحمل هذه القضية»، على ما يقول هؤلاء.
ويقول المستشار السياسي لرئيس التيار أنطوان قسطنطين لـ«الأخبار»: «لا يمكن أن تكون سيادياً وتصف نفسك بأنك حزب سيادي، وفي الوقت نفسه تقف لامبالياً إزاء معركة بين بلدك ودولة عدو». لذلك، حتى «لو كان موقفنا ضد حرب الإسناد والخروج من الأراضي اللبنانية للقتال، إلا أنّ من الطبيعي أن نقف بقوة الى جانب المقاومة الشعبية المتمثلة بعودة اللبنانيين الجنوبيين الى أرضهم فور انتهاء مهلة الستين يوماً». ولفت قسطنطين إلى أنه «كان يفترض بحسب الاتفاق أن ينسحب الإسرائيلي، إلا أنه أصرّ على عدم الالتزام، فجرت مواجهته من قبل أصحاب الأرض الذين أفهموه أن الإرادة الدولية لا تعني أن نُسلّم بالأمر الواقع الإسرائيلي وتذكّرنا بأناس تركوا أرضهم ولم يعودوا إليها. فضلاً عن أن كل من يقف ضد عودة الجنوبيين غير وطني، بغضّ النظر إذا كان هؤلاء تحرّكوا من تلقاء أنفسهم أو بترتيب حزبي. السؤال اليوم، هل أنت مع حق الناس في تحرير أرضها أم لا؟ الثابت أن التيار لا ينقل البارودة ولا ينقلب على أسسه ومبادئه ومكانه الطبيعي الى جانب الناس».
من جانبه، يرى القيادي في التيار منصور فاضل أن «سلوك التيار يشبه مساره السياسي منذ البداية، وما وقوف العونيين بالأمس الى جانب إخوتهم في الوطن إلا تعبير واضح عن موقفنا الذي لا يتأثّر بطائفية أو مذهبية أو خلافات حزبية. فالتيار لا يضيع البوصلة، ولن يقف يوماً مع الباطل ضد الحق» وأضاف «أن كل شيء يصغر أمام صلابة ابن الأرض. ولا يمكن لأيّ ضمانة بالعالم أن تكون أقوى من ضمانة أصحاب التراب ومن ضحّوا بدمائهم لتحرير أرضهم واسترداد حقهم بالقوة حين عجز المتمسّكون بالرعاية الدولية عن الوقوف في وجه الإسرائيلي».
وصدرت مواقف عن عدد من المسؤولين في التيار، منهم نائبة الرئيس السابقة مي خريش، التي قالت في تغريدة أمس «بعد موقف أهلنا في الجنوب، لا حاجة إلى الجدال حول روح المقاومة ونَفَسها في البيانات الوزارية أو الدستور أو ما شابه… لقد حفر أهلنا التاريخ بأقدامهم ودمائهم. واسترجاع الأرض ومقاومة المحتل حقّ لا يحتاج إلى إذن من أحد».